الكومبس خاص: دخلت امرأة إلى مسجد أنغريد في مدينة يوتيبوري أمس حاملة معها طبقاً كبيراً يحتوي على صنف مشهور من أنواع الحلويات في بلاد الشام المعروفة باسم “الكليجة”. القطعة الواحدة تم تسعيرها بـ 15 كرون، لكن هذا المبلغ لن يذهب إلى جيب المرأة، وإنما كانت واحدة من العديد من الأشخاص الذين شاركوا في “السوق التضامني” الذي هدف إلى دعم القطاع الطبي في قطاع غزة بتنظيم من”تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا – فرع السويد” (PalMed Sweden).

في وقت متزامنٍ تقريباً شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم سوقاً تضامنياً وبازاراً شعبياً من تنظيم تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا – فرع السويد. وحضر السوق الخيري في كل من يوتيبوري وستوكهولم عدداً من الأشخاص الذين إما عرضوا الملابس التقليدية الفلسطينية أو صنعوا أنواعاً متعددة من الأطعمة أو التحف المنزلية بغرض بيعها والمساهمة في إعادة بناء القطاع الطبي في غزة. وقال الطبيب ماهر عباس، وهو اختصاصي أطفال يعمل في مدينة يوتيبوري وأحد منظمي السوق الخيري إن ريع مبيعات هذا السوق سيذهب إلى حساب تجمع الأطباء الفلسطينين في السويد والذين بدورهم سيقدمونه إلى غزة على شكل مساعدات طبية أولية.

وأضاف عباس ” إن تجمع الأطباء الفلسطينين في أوروبا -Palmed هو جمعية مرخصة، وفرع السويد هو أحد الفروع الهامة في هذا التجمع لاحتوائه على نحو مئة طبيب من تخصصات مختلفة. وجودنا اليوم هو جزء من محاولاتنا المستمرة لمد يد العون للشعب الفلسطيني (..) هذا أول بازار خيري يتم تنظيمه من قبل تجمع الأطباء الفلسطينين في السويد لكنني أرى أنه بداية موفقة لمشاريع مقبلة”.

وعن الصعوبات خلال رحلة شراء الأدوية وإرسالها إلى قطاع غزة، قال عباس “غالباً ما يتم شراء الأدوية والمعدات الطبية من مصر ثم إرسالها إلى غزة، وللأسف غالباً ما نواجه صعوبة في إدخال شحنات الأدوية بسبب الحصار على القطاع وصعوبة التعامل على الحدود، ما يؤدي إلى تأخر وصول المساعدات في الوقت المناسب أحياناً”.

وفود طبية إلى غزة

ومن المبادرات الأخرى التي يقوم بها “تجمع الأطباء الفلسطينين في أوروبا (palmed) إرسال الوفود الطبية إلى داخل الأراضي الفلسطينية حيث تم إرسال 11 وفداً طبياً من تخصصات طبية مختلفة، وفقاً للطبيب ماهر عباس. وعلى صعيد فرع السويد التابع لهذا التجمع فقد تم إرسال طبيب مصريّ إلى غزة للمساهمة بالمساعدة الطبية على الأرض، ويرغب مزيد من الأطباء المقيمين في السويد بفعل الأمر نفسه، لكن السلطات الإسرائيلية غالباً ما ترفض دخول الأطباء من أصول فلسطينية والمقيمين في أحد الدول الأوروبية إلى الأراضي الفلسطينية، ويتم الموافقة على أطباء من جنسيات أخرى. ولفت عباس إلى أن فرع السويد استطاع إرسال العديد من المساعدات الطبية إلى داخل القطاع والتي يتم توثيقها عبر صفحتة الفرع الرسمية على فيسبوك.

وعن الانتقادات التي وجهها أحد الناشطين الفلسطينيين الموجودين في الداخل إلى “مؤسسة نورديسك يلب” التي يتعاونون معها، قال ماهر عباس “نحن نعمل على التوثيق بشكل مستمر مع الأطباء الموجودين في الداخل عبر المقابلات المصورة وغيرها من الأساليب الأخرى، كما أننا نعمل مع مؤسسة نورديسك يلب، ولم تصادفنا أي مشكلة إلى حد الآن من تاريخ تعاوننا معهم، لكننا نعلم أيضاً بأن سحب مبالغ مالية كبيرة من أي حساب بنكي سويدي ليس سهلاً، ولهذا نعمل بأقصى جهد مع تنسيق مباشر مع منظمة الصحة العالمية، وجميع عملنا ضمن القانون”.

يوسف أبو مشايخ أحد المنظمين من مسجد أنغريد في يوتيبوري مكان تنظيم الفعالية قال للكومبس “شهد مسجد أنغريد بعض البازارات الخيرية التي عاد ريعها إلى مساعدة الأشخاص المتضررين من الحرب، وكان الإقبال على هذا البازار الذي نظمه تجمع الأطباء الفلسطينين في السويد كثيفاً وهذا شعور جميل يؤكد انتماء العديد من الأشخاص إلى وطنهم ورغبتهم بالمساعدة رغم وجودهم في مكان آخر” كما أضاف “لا يوجد صعوبة من تنسيق أي عمل خيري طالما كان هناك لجنة وتعاون وثيق ومدروس لكل ما سيجري خلال هذه النشاطات.” وفقاً له.

امرأة أخرى حضرت السوق التضامني في مدينة يوتيبوري ووقالت “أتمنى أن يصل هذا المبلغ البسيط الذي جمعته إلى يد طفل أو سيدة غزاوية بحاجة إلى شراء دواءٍ لتسكين آلامهم”.

راما الشعباني

يوتيبوري