اتّجار بالأطفال تحت ستار “التبني”
الكومبس – ستوكهولم: كانت صدمة “يني كيبي” كبيرة جداً حين اكتشفت أن كل شيء في حياتها كان “كذبة كبيرة”. عاشت “يني” في السويد أكثر من 40 عاماً بعد أن أتت إليها من تشيلي طفلة صغيرة. وكان شعوراً بالغضب يراودها دائماً لاعتقادها بأن والدتها الحقيقية تخلت عنها.
جاءت يني إلى السويد في العام 1979، وكانت في استقبالها بمطار أرلاندا إيفا بلومكفيست التي قررت تبنيها.
تقول إيفا “عندما حملت يني الصغيرة بين ذراعي، شعرت أنها طفلتي حقاً. كانت لطيفة جداً بوجه مستدير وشعر كثيف مثل دمية صغيرة. كان الأمر رائعاً”.
كبرت يني وهي مقتنعة بأن والديها البيولوجيين لا يريدان معرفة شيء عنها، حيث كانت المعلومات المدونة في أوراق التبني تفيد بأن الوالدين تخليا عنها ليتم تبنيها.
الصدمة الكبيرة
لم تعرف يني بالحقيقة إلا بعد 40 عاماً، حين تمت مساعدتها في العثور على والدتها في تشيلي، وتحدثا مع بعضهما للمرة الأولى عبر الفيديو.
تقول يني “قيل لأمي بعد الولادة إنني مت. ولم يُسمح لها برؤيتي (..) لقد سرقوني ليغيروا حياتي كلها”.
وكانت تشيلي أطلقت في العام 2018 تحقيقاً كبيراً في آلاف حالات التبني القديمة، حيث نُقل مئات الأطفال إلى السويد ليتم تبنيهم بشكل غير قانوني. وعادت القضية إلى دائرة الضوء بعد كشف صحيفة داغينز نيهيتر عن قضية “يني كيبي”.
وكانت إيفا بلومكفيست وزوجها يعتقدان بأن عملية التبني تمت بشكل قانوني وأن كل شيء سار على ما يرام. غير أن إيفا صدمت بالحقيقة وعبرت عن غضبها لأن أموال التبني كانت في الواقع تمول الاتجار بالأطفال.
تقول إيفا “من الصعب التفكير في ما مرت به والدة يني البيولوجية. سعادتي في أن أصبح أماً كانت مبنية على حزنها لفقدان طفلتها. إنه إحساس صعب”.
وكانت الحكومة السويدية أعلنت الشهر الماضي عزمها التحقيق في عمل مكتب التبني السويدي بعد تقارير عن تبني أطفال سُرقوا من أهاليهم وجرى تزوير هوياتهم في بلدانهم الأصلية خلال عقود ماضية. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية لينا هالينغرين إن الأمر لن يقتصر على القضايا المتعلقة بتشيلي، حيث تبنى أزواج سويديون ما يقرب من 60 ألف طفل من أكثر من 100 دولة. فيما ذكرت داغينز نيهيتر أن هناك بلاغات عن حالات مشبوهة في غالبية هذه البلدان.
Source: www.svt.se