الكومبس_ خاص: رغم التعليمات المشددة لوزارة الخارجية منذ أكتوبر بعدم سفر إلى لبنان فإن تقديرات الوزارة تشير إلى أن 5 آلاف مواطن سويدي أو شخص يعيشون في السويد سيسافرون إلى لبنان هذا الصيف. فيما قال عدد من المسافرين للكومبس إن لهم أسبابهم في السفر.
وعبر رئيس الوزراء أولف كريسترشون في خطابه بأسبوع ألميدالين الأربعاء عن غضبه من الذين يسافرون رغم التحذيرات، وقال إن “من يتحدى تعليمات وزارة الخاجرية لا يمكنه توقع الحصول على المساعدة إن حدث شيء ما”.
الكومبس تواصلت مع عدد من الأشخاص الذين سافروا إلى لبنان أو ممن سيسافرون خلال عطلة الصيف وسألتهم عن سبب السفر إليها رغم التعليمات المشددة.
ليليان (اسم مستعار) التي تبلغ من العمر 42 عاماً ومن المقرر أن تزور لبنان منتصف شهر يوليو تقول “لبنان دائماً هكذا وفي كل فترة يحدث شيئاً ما. اعتدنا أنه عندما يحدث أي طارئ هناك فلا يتم إرسال تهديدات به مسبقاً، إضافة إلى أن المشاكل هي في محيط الجنوب اللبناني وأنا ذاهبة إلى جونيه وقمت بسؤال أهلي أصحابي عن الوضع هناك فقالوا لي إن “السياحة ماشية”.
وتضيف ليليان “لدينا بيتنا وأهلنا وأصحابنا في لبنان ولا إجازات لدي في وقت آخر. لذلك أريد الذهاب. إن ألغيت تذكرة سفري فسأخسر ثمنها لأنني لم أقم بتأمينها. مازال لدي متسع من الوقت وإن تأزمت الأمور أكثر فستتوقف رحلات الطيران عن الخدمة وحينها بالطبع لن أستطيع الذهاب”.
وعند سؤال ليليان كيف ستتصرف إن خرج المطار عن الخدمة وهي في لبنان، قالت “لن أطلب بالطبع المساعدة من السويد لأنها غير مسؤولة عن ذلك فهي حذرتنا بعدم السفر للبنان، لكن هناك بواخر تخرج إلى قبرص ولعلها تكون ملاذاً للسفر حينها”.
أما جوني ( اسم مستعار) البالغ من العمر 27 عاماً فيسافر إلى سوريا، وعن ذلك يقول “أنا مضطر للسفر إلى لبنان لأستطيع العبور، لعدم وجود طيران مباشر إلى سوريا”.
ويضيف “سأسافر في هذا الوقت لأني لم أستطع أخذ إجازة في وقت آخر. أنا مضطر للسفر للقاء خطيبتي وقضاء وقت معها”.
ألغيت السفر
سلمى (اسم مستعار) عمرها 35 عاماً وهي أم لطفلين تقول “كان موعد سفري اليوم للبنان لرؤية أهلي هناك وقضاء وقت معهم، لكن قبل أربعة ايام ألغيت السفر بسبب تصاعد التحذيرات حول السفر إلى لبنان. ولم أشأ أن اعرض أطفالي لأي خطر لذلك التزمت بالتعليمات التي اصدرتها وزارة الخارجية السويدية”.
أما باسل (اسم مستعار) فهو موجود في لبنان حالياً، وعن سبب سفره يقول باسل “حجزت تذكرتي منذ زمن طويل ولم يكن الوضع متأزماً لهذا الحد. السبب الرئيسي لسفري للبنان هو رؤية عائلتي وأصحابي لأنني لم أرهم منذ أربع سنوات وكذلك للقاء أخي القادم من بريطانيا. فكرت مرات عدة في ألغاء سفري بسبب التحذيرات بعدم السفر للبنان لكن في الوقت نفسه لم يكن هناك تطور ملحوظ في الأحداث لذلك قررت أن أسافر .”
ويتابع “أنا في لبنان حالياً وأشعر أن الوضع بات مقلقاً لكن أتمنى ألا يتفاقم ويتمدد أكثر من ذلك فأنا أعيش في محيط بيروت وتعتبر حالياً آمنة، لكن إن تطور الأمر وحدث أي شيء فسيشمل الجميع. أنا لبناني كما أنني سويدي ولعلي سأضطر حينها للبقاء في لبنان فترة لكن أتمنى ألا يحدث أي طارئ وتسير الأمور على ما يرام وأعود للسويد في موعد رحلتي النظامي”.
وكان رئيس الوزراء أولف كريسترشون عبّر عن غضبه من الذين يسافرون من السويد إلى إيران ولبنان في وقال إنه “من المثير للاستفزاز جداً أن يستمر الأشخاص الذين يعيشون في السويد في الذهاب إلى إيران، رغم التعليمات المشددة لوزارة الخارجية”.
وتابع “هذه ليست لعبة. رسالتي اليوم هي أن أي شخص يتحدى تعليمات مشددة من وزارة الخارجية لا يمكنه الاعتماد على الحصول على المساعدة إذا حدث شيء ما”.