سويدي بقي 28 عاماً معزولاً داخل شقة: عشت حياتي في الظلام

: 2/21/22, 2:37 PM
Updated: 2/21/22, 2:37 PM
الشرطة خلال التحقيق في القضية بعد العثور على الرجل معزولاً داخل الشقة.

Foto: Claudio Bresciani / TT
الشرطة خلال التحقيق في القضية بعد العثور على الرجل معزولاً داخل الشقة. Foto: Claudio Bresciani / TT

اختفى مذ كان عمره 13 عاماً.. وقضيته هزت السويد

الكومبس – ستوكهولم: قضيته هزت السويد، 28 عاماً من العزلة التامة عن العالم الخارجي قضاها “بوسي” (Bosi) البالغ من العمر الآن 42 عاماً، بسبب الفوبيا الاجتماعية الخطيرة ومشكلات ضخمة في الأسرة.

في نهاية العام 2020 تقدمت شقيقة بوسي ببلاغ للشرطة بعد أن عثرت على شقيقها معزولاً في حال مزرية داخل شقة في هانينغه جنوب ستوكهولم. قبضت الشرطة على الأم السبعينية بتهمة حبس طفلها طيلة 28 عاماً. غير أن الأم بُرئت لاحقاً من شبهة عزل ولدها قسراً. وبعد استجواب الابن، تم الإفراج عن والدته. وقالت المدعية العامة إيما أولسون التي قادت التحقيق في القضية “خلال الأيام التي عملنا فيها على القضية لم نعثر على أي دليل يثبت وجود جريمة، فلا توجد أبواب مقفلة ولا علامات تدل على أنه مقيد أو ممنوع من مغادرة الشقة”.

وأضافت أن الطبيب الشرعي الذي فحص الرجل لم يجد أي علامات على تعرضه للعنف، وقد تكون الإصابات ناجمة عن مرض.

وقالت أولسون “أريد أن أؤكد أن هذا الرجل والمرأة بحاجة إلى كل المساعدة التي يمكنهما الحصول عليها من المجتمع، وأنا متأكدة بأنهما سيحصلان عليها”.

سفر عبر الزمن

عاش بوسي الآن عاماً من الحرية والتواصل الخارجي. وعن ذلك يقول “كنت أحد القلائل في هذا العالم الذين ركبوا آلة الزمن”، وفق ما نقل مراسل اكسبريسن إريك فيمان الذي تابع حالة بوسي منذ البداية.

اختفى بوسي حين كان في الصف السابع يبلغ من العمر 13 عاماً. وفشلت محاولات الخدمات الاجتماعية للتحقيق في الوضع وإعادته إلى التعليم الإلزامي طيلة عامين. وبعد الصف التاسع لم يعد الطفل ملزماً بالذهاب إلى المدرسة.

في البداية كان يخرج مع أمه إلى بعض الأماكن، لكن مع مرور الوقت اشتدت معاناته من الرهاب الاجتماعي وأصبح لا يخرج من الشقة إطلاقاً.

يقول فيمان لـSVT “كان الطفل يعاني رهاباً اجتماعياً منذ البداية، لكن سارت المدرسة بشكل جيد في بادئ الأمر، وبعد فترة شعر أن الذهاب إلى المدرسة أصبح أمراً صعباً جداً بالنسبة له، فقد تربى في منزل يشهد عنفاً ومشكلات اجتماعية ضخمة”.

حاول طلب المساعدة

مع مرور الوقت، أصبح العالم الخارجي يشكل تهديداً أكبر لبوسي، وفي الوقت نفسه كانت لديه رغبة قوية في الخروج.

يقول فيمان “كان يعلم أن هناك حياة أخرى في الخارج وحاول الحصول على المساعدة، لكنه لم يتمكن أبداً من سرد قصته. اتصل في أحد الليالي برقم الطوارئ 112، لكنه أغلق الخط حين رد أحد الموظفين، لأنه لم يكن يعرف كيف يشرح وضعه”.

كان بوسي ينظر إلى العالم الخارجي من نافذته، لكنه لم يتمكن من المشاركة في الحياة الاجتماعية ولم يشهد الثورة الرقمية التي حصلت. لم يكن يحمل هاتفاً خلوياً من الطراز القديم لكنه يعرف كيفية الرد على الهاتف الذكي الآن، غير أنه لا يرغب في ذلك. حسب ما يقول فيمان.

وفي خريف 2020، عثرت شقيقة بوسي عليه في الشقة، حين ذهبت إليها بعد انقطاع طويل ووجدت الباب مفتوحاً، فدخلت المكان الذي كانت تنبعث منه رائحة كريهة، ثم سمعت ضجة في المطبخ، فذهبت لتستطلع الأمر لتجد رجلاً يجلس على لحاف ووسائد، دون أسنان ويعاني من قروح في ساقيه، كما كان يتلعثم في كلامه.

وقالت الشقيقة إن بوسي كان يتكلم بسرعة، دون أن تكون عباراته متسقة، ولكنه لم يكن خائفاً منها.

ويقول بوسي في سلسلة تقارير نشرتها إكسبريسن “كانت كلماتها الأولى عندما وجدتني في المطبخ “ها أنت في الظلام”. لا أتذكر ما قلته لها، لكنني أعتقد بأني كنت أرغب في أن أقول: عشت حياتي كلها في الظلام منذ أن انفصلنا أنا وأنت كأشقاء”.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.