الكومبس- خاص: تعد منطقة هولما في مالمو واحدة من أكثر المناطق تنوعاً ثقافياً واجتماعياً، حيث تجمع بين مهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا ودول البلقان. ويشكل الصوماليون والفلسطينيون والعراقيون والسوريون غالبية سكانها، إضافة إلى أولئك القادمين من دول البلقان وذوي الأصول السويدية. ورغم أن المنطقة تعاني من تحديات اجتماعية واقتصادية، فإنها لا تبعد سوى شارع واحد عن منطقة هيلي فونغ “الغنية”، التي تضم قصر المؤتمرات، وقاعة مالمو أرينا، ومجمع إمبوريا التجاري الضخم.

منطقة هولما Foto : Alkompis

الواقع الاجتماعي والخدمات في هولما

الكومبس زارت منطقة هولما والتقت بعض سكانها للاطلاع على حياتهم اليومية والتحديات التي يواجهونها. ورغم المشاكل الاجتماعية التي مرت بها المنطقة مثل المخدرات والبطالة بين الشباب وحوادث إطلاق النار والسرقات فإن الجهود المحلية لتحسين الأوضاع باتت ملموسة، كما يعكس ذلك التزام السكان وإصرارهم على تحسين بيئتهم.

الأوضاع جيدة رغم التحديات

محمد المصري

محمد المصري أحد سكان هولما منذ سنوات يصف الأوضاع بأنها ” جيدة و مستقرة إلى حد ما ” و يشير إلى بعض المشاكل البسيطة في سينتروم هولما لكنه يؤكد أنها لا تشكل تهديداً كبيراً للسكان. كما أشاد بالخدمات التي تقدمها شركة السكن MKB، التي تهتم بتقليم الأشجار والعناية بالحدائق وصيانة المباني بشكل دوري إضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة في بعض أماكن رمي القمامة. ورغم ذلك قال المصري إنه “للأسف يوجد البعض من السكان الذين لا يلتزمون بالتعليمات المتعلقة بالتخلص من القمامة بشكل صحيح”.

المرافق العامة.. نقاط قوة ضعف

تتميز هولما بوجود مرافق عامة جيدة مثل الحدائق وملاعب كرة القدم وأماكن لعب للأطفال. كما أن النقل العام منظم حيث تتوفر حافلة كل ربع ساعة. غير أن مشكلة انتشار الجرذان والقوارض تعتبر من أبرز التحديات التي تؤرق السكان، وخاصة في أماكن وقوف الدراجات الهوائية. ويأمل المصري في أن تبذل البلدية وشركة السكن جهوداً أكبر لمكافحة هذه المشكلة.

قصر المؤتمرات Foto : Alkompis

نقص في المرافق الصحية والتجارية

من بين المشاكل التي تعاني منها هولما نقص المرافق الصحية فلا يوجد مستوصف طبي في المنطقة ما يضطر السكان للاعتماد على مستوصف قريب في منطقة كروكسبيكا المجاورة. كما تعاني المنطقة من قلة المحلات التجارية والمطاعم على عكس منطقة هيلي فونغ التي تعج بالمتاجر والمطاعم الفاخرة.

مجمع إمبوريا التجاري Foto: Alkompis

التناقضات بين هولما وهيلي فونغ

التناقض الواضح بين هولما وهيلي فونغ يعكس التفاوت الكبير بين مناطق مالمو. في حين تتمتع هيلي فونغ بالثراء والفخامة، تعاني هولما من مشاكل البطالة وقلة الدخل حيث يعتبر كثير من سكانها من ذوي الدخل المحدود. وبحسب موقع “نيوز نورث” للبيانات بعد حساب متوسط دخل الفرد جاءت هولما متأخرة في الترتيب بينما احتلت هيليفونغ مكاناً بين المناطق الأكثر ثراءً في المدينة.

أمل في مستقبل أفضل

رغم كل هذه التحديات يعبّر محمد المصري عن رضاه بحياته في هولما مؤكداً أنه لا ينوي الانتقال منها بل يتمنى أن يشهد المستقبل تطوراً في مختلف المجالات في المنطقة.

بدران أحد سكان هولما السابقين يشير إلى أن نقص المحلات التجارية والمطاعم كان سبباً في انتقاله إلى مكان آخر في مالمو.

بينما تقول امرأة من السكان الحاليين إن الأوضاع تحسنت مقارنة بالسابق مشيرة إلى انخفاض ملحوظ في المشاكل.

شادي فرح

مالمو