الكومبس – أخبار السويد: رغم أن النقاش السياسي في السويد ركّز في الآونة الأخيرة على قضايا يُفترض أن تعزز من مكانة حزب المحافظين، مثل الدفاع ومكافحة الجريمة والهجرة، فإن الحزب شهد أكبر تراجع بين جميع الأحزاب البرلمانية في أحدث استطلاع رأي أجراه مركز ديموسكوب لصالح أفتونبلادت.

واظهر استطلاع مارس أن حزب المحافظين تراجع بنسبة 0.9 بالمئة، ليصل إلى 18.8 بالمئة من أصوات الناخبين، وهو الانخفاض الأكبر بين الأحزاب، مقارنة بشهر فبراير. وحل الحزب الحاكم ثالثاً بعد حزب ديمقرطيي السويد (SD) الذي حاز على 19.7 بالمئة من الأصوات.

فضيحة المستشار

وقال رئيس قسم الرأي العام في ديموسكوب يوهان مارتينسون إن الفضيحة المتعلقة بالمستشار الأمني السابق هنريك لاندرهولم قد تكون السبب الرئيسي وراء هذا التراجع. وكان لاندرهولم واجه انتقادات واسعة بعد الكشف عن فقدانه وثائق سرية، وتقديمه فواتير رحلات خاصة على حساب دافعي الضرائب، ما أدى إلى رفع قضية بحقه، وفتحت الحكومة تحقيقاً داخلياً. فيما طالب عضو حزب المحافظين كريستر تيلين، رئيس الوزراء أولف كريسترشون، بالاستقالة على خلفية قضية مستشار الأمن القومي السابق.

وقال مارتينسون “لا يمكننا الجزم بشكل قاطع أن السبب هو هذه الفضيحة، لكننا نرى من خلال استطلاعات أخرى أن العديد من المواطنين ذكروا بأنهم تابعوا أخبار لاندرهولم وعبّروا عن استيائهم منها”.

وفي المقابل ارتفعت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 1.1 بالمئة، ليصبح الرابح الأكبر في الاستطلاع. بينما تراجع حزب اليسار بنسبة 0.5 بالمئة ليحصل على 7.5 بالمئة من أصوات الناخبين.

المعارضة تتقدم بفارق.. والليبراليون الحلقة الأضعف

وفيما يتعلق بتوزيع القوى بين الكتل السياسية، لا تزال المعارضة تتفوق على أحزاب الحكومة (تحالف تيدو)، إذ حصلت على 51.9 بالمئة مقابل 45.8 بالمئة فقط للحكومة، بفارق 6.1 بالمئة.

ولفت مارتينسون إلى أن الفجوة بين الكتلتين ظلت شبه مستقرة منذ عام ونصف، لكن حزب الليبراليين يُعد الحلقة الأضعف في التحالف الحاكم، حيث لا يزال تحت عتبة الـ4 بالمئة اللازمة لدخول البرلمان، ولا تتعدى شعبيته حالياً 2.7 بالمئة مقارنة بـ4.6 بالمئة التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة.