صحيفة: الأغنياء يجرون اختبار كورونا والفقراء يموتون

: 12/25/20, 4:53 PM
Updated: 12/25/20, 4:53 PM
FOTO: JANERIK HENRIKSSON/ TT
FOTO: JANERIK HENRIKSSON/ TT

تفاوت كبير في عدد الاختبارات بين المناطق الضعيفة والغنية

محافظة ستوكهولم ترتكب الخطأ نفسه مرتين

وزيرة: لا بد من إجراءات كثيرة

هيئة الصحة: حاجة الناس للعمل تدفعهم لتجنب الاختبار

الصوماليون يواجهون الوباء والعنصرية معاً

الكومبس – ستوكهولم: انتقدت صحيفة اكسبريسن اليوم استراتيجية السويد في اختبارات كورونا. وقالت إنها حصلت على الرمز البريدي لمن طلبوا إجراء أكثر من 100 ألف اختبار ذاتي في المنزل خلال شهر واحد في ستوكهولم، وبينت العناوين البريدية أن نصيب المناطق الفقيرة من الاختبارات الذاتية كان ضعيفاً جداً، رغم أن هذه المناطق تسجل أعداداً أكبر من الوفيات والإصابات الخطيرة بالمرض. حسب وصف الصحيفة.

وقالت رئيسة الأطباء في محافظة ستوكهولم إلدا سبارليد للصحيفة “اعتقدنا بأن الحلول الموجودة ستكون أكثر شمولية مما كانت عليه في الواقع”.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن هيئة الصحة العامة ومحافظة ستوكهولم “فشلتا” في الوصول إلى اختبارات متساوية للجميع، حسب الأرقام التي حصلت عليها. علماً أن الاختبارات مجانية للجميع في السويد.

وأظهرت أرقام العدوى المسجلة في الخريف انتشاراً أكبر في المناطق التي يعيش فيها أصحاب الدخل المرتفع والمتوسط ​​في المدن الكبرى، لكن مراجعة اكسبريسن أظهرت أن الأرقام غير المسجلة كبيرة في الضواحي مثل هوسبي ورنكيبي ويارفا وسودرتاليا.

وقالت الصحيفة إنها حصلت بعد ستة أسابيع من الاستفسارات الموجهة لمحافظة ستوكهولم على العناوين البريدية لطالبي الاختبارات، حيث تم طلب 101 ألف و274 اختباراً منزلياً في الفترة من 9 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 6 كانون الأول/ديسمبر.

وعقبت الصحيفة بالقول “أصحاب الدخل المرتفع يختبرون أنفسهم، في حين أن المجموعات الأقل دخلاً لا تفعل ذلك”.

ونظراً لقانون مكافحة العدوى، لا يُسمح لأطباء مكافحة العدوى في البلاد بالوصول إلى البيانات الشخصية حول كل من يجري اختبار كورونا، بل يحصلون فقط على بيانات من تثبت إصابتهم، وبالتالي لا يمكنهم معرفة ما إذا كانت هناك مناطق يقل فيها الاختبار.

مواجهة الوباء والعنصرية

سجلت منطقة هوسبي أول حالة وفاة بفيروس كورونا في السويد قبل نحو تسعة أشهر. كانت المتوفية امرأة مسنة تقيم على بعد دقائق قليلة من مركز هوسبي. عندما زار مراسل اكسبريسن المنطقة بعد أيام فقط من وفاتها في آذار/مارس كان القليلون يعرفون معدل الوفيات بالفيروس. كان المسجد مفتوحاً، وكانت السماء صافية، ويتمشى الناس كالمعتاد. لكن بعد فترة وجيزة، ضرب الفيروس بقوة. وتضرر السكان الصوماليون حول Järvafältet بشدة. ليس فقط بسبب المرض والموت، لكن أيضاً بسبب العنصرية التي لاحقتهم. حسب تعبير الصحيفة.

ومن خلال دراسة سلالة الفيروس، تمكنت هيئة الصحة العامة من إثبات أن الإصابات حول يارفا جاءت في المقام الأول من بريطانيا.

وتابعت الصحيفة “الآن في كانون الأول/ديسمبر 2020. لم تظهر الشمس منذ عدة أسابيع. كل شخص نراه يرتدي كمامة. و تم إغلاق المسجد مرة أخرى في 24 نوفمبر (تشرين الثاني). في الزاوية المجاورة للمدخل توجد ملاحظة: عائلة لديها أطفال تبحث عن شقة في المنطقة. يفضل في الطابق الثالث، لأنهم يعيشون مع أم وحيدة”.

وتظهر الأرقام من منطقة ستوكهولم أن هوسبي ومناطق أخرى حول Järvafältet ينتهي بها المطاف في أسفل القائمة من حيث إجراء اختبارات كورونا المنزلية. رغم أن الاختبارات المنزلية تمثل الجزء الأكبر من الاختبارات في ستوكهولم.

حسن (60 عاماً) يعمل بواباً منذ 20 عاماً. يبدأ أيامه مبكراً ويرى كثيرين في هوسبي يذهبون إلى أشغالهم. يقول حسن “يذهب كثيرون إلى العمل، فكيف سيعيشون إن لم يفعلوا ذلك؟!”.

الأرقام تؤكد

في الرمز البريدي 16432، مركز هوسبي، تم طلب 28 اختباراً منزلياً فقط في الفترة من 9 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 6 كانون الأول/ديسمبر. هذا يتوافق مع حوالي 3 بالمئة من سكان الرمز البريدي. وفي الرمز البريدي القريب 16434 في الضاحية المكتظة بالسكان، تم طلب 26 اختباراً منزلياً فقط خلال نفس الفترة. وبالمقارنة، فإن المنطقة السكنية Töjnan في Sollentuna لديها ثلاثة أضعاف عدد الاختبارات المنزلية خلال نفس الفترة أي 75 اختباراً.

وأظهر بحث حديث أن المناطق الضعيفة اجتماعياً واقتصادياً هي الأكثر تضرراً من كورونا وأن النجاة من الوباء مرتبطة أيضاً بمستوى الدخل، أي بالتفاوت الطبقي في المجتمع.

وأظهرت الأرقام خلال فترة الأسابيع الأربعة أن سكان رينكيبي مثلاً طلبوا إجراء 242 اختباراً. ويبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 16 ألف نسمة، وهو ما يعادل 0.7 بالمئة من سكان المحافظة. لكن نسبة الاختبارات كانت 0.2 بالمئة فقط. وفي تينيستا يعيش أكثر 18 ألف نسمة، 0.8 في المئة من سكان المحافظة، لكن نسبة الاختبارات كانت 0.3 فقط.

المحافظة تكرر الخطأ نفسه

وقالت الصحيفة إن المعلومات عن كيفية طلب الاختبار المنزلي تتوفر باللغتين السويدية والإنجليزية فقط.

وكشفت اكسبريسن في عدد من تقاريرها الربيع الماضي أن المعلومات العامة حول كورونا تمت ترجمتها إلى اللغات الاخرى في وقت متأخر، وأن المنطقة استغرقت أسبوعين قبل أن تتخذ تدابير في المناطق المحيطة بـ Järvafältet وأن الأشخاص من المناطق المعرضة للخطر تضرروا بشكل أكبر من الموجة الأولى. ورغم ذلك ارتكبت محافظة ستوكهولم الخطأ نفسه مرة أخرى.

ويتطلب الاختبار معرفة بالخدمات الرقمية والهوية البنكية، وأي شخص لا يستطيع استخدام الخدمات الرقمية يُعرض عليه الاتصال بالمركز الصحي. لكن ذلك لم يشكل حلاً جيداً لأن المراكز الصحية لم يكن لديها وقت للرد على الاتصالات منذ ارتفاع حدة انتشار العدوى.

الأسباب

وقالت كارين فيسيل من هيئة الصحة العامة إن “الرقم المظلم في انتشار العدوى يمثل مشكلة متعددة النواحي. ليس فقط من أجل القدرة على تحديد مكان انتشار المرض، ولكن أيضاً من أجل نشر المعرفة بين جميع الفئات حتى يمكن اتخاذ التدابير الوقائية”.

وأضافت “لا نريد التعتيم بأي شكل من الأشكال على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية في المجتمع، لكننا أيضاً لا نريد أن يتحول ذلك إلى وصمة. نريد العمل مع هذه المجموعات، والتصدي للأصوات التي تريد توجيه اللوم لها “.

وعن أسباب قلة الاختبارات في المناطق الضعيفة والضواحي قالت فيسيل “إن الاعتماد على الدخل اليومي يمكن أن يجعل الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة لا يجرؤون على اختبار أنفسهم، خوفاً من الحصول على نتيجة إيجابية والتوقف عن العمل. الأمر يتعلق بظروف المعيشة. إذا كان راتبك حاسماً فيما إذا كنت تحصل على الطعام أم لا، فمن الواضح أنك لا تريد البقاء في البيت طالما أنك قادر على العمل. وفي المناطق المعرضة للخطر اجتماعياً واقتصادياً، قد تكون هناك حاجة أكبر للدخل اليومي. وتماماً كما حدث خلال الموجة الأولى من كورونا، فإن الفئات الأكثر ضعفاً هي الأكثر تضرراً، وقد أجرت الهيئات بعض الدراسات عن ذلك منذ الربيع الماضي. فالأمر ليس مجرد قضية ترجمة”.

اختبارات كثيرة

في المقابل، تسجل مناطق مدينة ستوكهولم الداخلية أرقاماً أكبر بكثير فيما يتعلق بالاختبارات المنزلية. على سبيل المثال، طلبت منطقة سودرمالم الداخلية 7 بالمئة من الاختبارات المنزلية في المحافظة، في حين يمثل سكانها ما نسبته 5.5 بالمئة فقط من مجموع سكان المحافظة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. ويمثل سكان منطقة مثل Kungsholmen ثلاثة بالمئة من مجموع السكان، في حين أنهم طلبوا 4 بالمئة من الاختبارات المنزلية. الأمر الذي يمثل فرقاً واضحاً مع الضواحي والمناطق الضعيفة.

وزيرة المساواة: الفجوة تزداد اتساعاً

وتفاعلت وزيرة المساواة بين الجنسين أوسا ليندهوغين مع المعلومات التي وصلت إليها اكسبريسن. وعلقت بالقول “هذا صادم. نحتاج دائماً إلى مراقبة نتائج الإجراءات التي نتخذها، وعواقبها وكيف يتم توزيعها بين المجموعات المختلفة من الناس”.

وأضافت “نعلم أن لدينا فجوات كبيرة تزداد اتساعاً في المجتمع وأن لها عواقب على ظروف معيشة الناس”، مشيرة إلى البحث الذي أجراه مركز ستوكهولم لعلم الأوبئة وصدر في تشرين الثاني/نوفمبر وبيّن أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض أكثر عرضة للوفاة بأربعة أضعاف جراء فيروس كورونا.

وكانت الحكومة أطلقت خطة عمل لمكافحة الفصل العنصري في المجتمع، تتضمن أكثر من 100 مبادرة.

وقالت ليندهوغن إن “كورونا يضيء الفجوات في المجتمع. لا يوجد حل سريع، هناك حاجة إلى كثير من الإجراءات”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.