الكومبس – مالمو: تواجه عائلة مكونة من الأب والأم وسبعة أبناء حكماً بالطرد من شقتها في منطقة روزنغورد بمدينة مالمو بسبب “ضجيج الأطفال”.

واكتسب قرار شركة السكن طرد العائلة قوة قانونية بعد أن حكمت المحكمة لصالح قرار الطرد. وفق ما نقل موقع hemhyra.

عاشت العائلة في الشقة المكونة من 4 غرف طيلة 10 سنوات. غير أن جارة تسكن أسفل العائلة اشتكت من ضجيج “غير مقبول” أثناء لعب الأبناء وركضهم. وكانت الصدمة الأولى حين أنهت شركة السكن (فيكتوريا بارك) عقد الإيجار مع العائلة خريف العام الماضي. ولم تترك العائلة وسيلة خلال عام كامل للبقاء في الشقة دون جدوى.

وقال والد الأسرة “يقولون فقط إن علينا الخروج. ليس لدينا مكان آخر نسكن فيه. نحن متعبون نفسياً بسبب هذا. الأطفال خائفون وأنا لم أعد أستطيع النوم ليلاً”، مشيراً إلى أن سبب الشكوى يكمن في نزاع شخصي مع الجارة.

وكانت قضية مماثلة حصلت في أوبسالا حين اشتكى الجيران من الإزعاج الذي يسببه لعب طفل عمره 4 سنوات، لكن محكمة الإيجار في البلدية قضت ببقاء العائلة في الشقة ورأت أن لعب الأطفال هو أمر طبيعي في المنازل متعددة العائلات، ويمكن للجيران قبول ذلك حتى لو كان من الممكن أن يزعجهم. وفق ما جاء في القرار.

وفي حالة مالمو، اعتبرت محكمة الإيجار أن “من الواضح أن الأسرة التي لديها سبعة أطفال، تسبب كثيراً من الضوضاء أكثر من العائلات الأخرى بسبب تبادل الصراخ”.

وأضافت “بالنسبة لكل من قضى وقتاً مع الأطفال، من الواضح أنهم يسببون الضجيج حين يركضون كما يصرخون بصوت عال. ويمكن إقناع الأطفال الصغار بالنوم عند الساعة 20.30 بينما يختلف الأمر بالنسبة للمراهقين”، معتبرة أن الضوضاء الذي تسببه العائلة تفوق الضجيج المتوقع من عائلة مكونة من 9 أشخاص.

واستأنفت العائلة قرار محكمة الإيجار. فأيدت محكمة الاستئناف قرار طرد الأسرة. وقالت إنها أخذت في الاعتبار اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لكن “الأسباب تعتبر قوية بما يكفي لطرد الأسرة”. وأمام الأسرة الآن ثلاثة أشهر للانتقال ولا يمكن استئناف الحكم.

وقال الأب “لم نجد أي مكان نعيش فيه بعد. نحتاج إلى المساعدة للعثور على شقة جديدة. نحن نتصل كل يوم ونحاول إيجاد حل”، مشيراً إلى أن الخدمات الاجتماعية في مدينة مالمو اتصلت بالأسرة وعرضت عليها المساعدة، إذا لم تنجح في حل مشكلة السكن بنفسها.

جمعية المستأجرين: لا دليل على الإزعاج

وساعدت جمعية المستأجرين الأسرة في المحكمة وحاولت إنقاذ عقد الإيجار لكن دون جدوى، مشيرة إلى أن بلاغات الإزعاج لم تُقدم مساء.

وقالت محامية الجمعية جوزفين ستينسون “أعتقد بأن المحكمة لم تأخذ بكل الملابسات. لقد ركزت على شهادة الجيران ولم تناقش أوقات البلاغات. حيث لا يوجد دليل على حدوث ضوضاء بعد الساعة الثامنة مساء”.

قلق للعائلات المشابهة

ورداً على سؤال عما تعنيه هذه القضية للعائلات الأخرى المكتظة، قالت ستينسون “أشعر بالقلق فعلاً على العائلات التي لديها كثير من الأبناء وتعيش في الإيجار. يبدو الأمر وكأنه لا يُسمح للعائلات الكبيرة التي لديها أطفال بالعيش في منازل متعددة الأسر. أين يجب أن يذهبوا في هذه الحال؟! لا يستطيع جميع الناس العيش في فيلا أو منزل مستقل. فهل يكفي أن يظن الجار أنها ضوضاء مزعجة؟! الخطر هو أنك قد تغادر الشقة إذا انتهى بك الأمر في صراع مع أحد الجيران”.

ويعتبر سكن تسعة أشخاص في شقة مكونة من أربعة غرف اكتظاظاً. وهناك 9 آلاف عائلة في سكونا لديها أطفال، منها 5500 عائلة تعيش في شقق مستأجرة، حسب مسح حديث أجرته المحافظة. ويدرس الباحثون في جامعة مالمو حالياً كيف تبدو الظروف المعيشية لأولئك الذين يعيشون في المدن المزدحمة، وستعلن نتائج الدراسة في الصيف، لكن ما يمكن تأكيده الآن هو أن عائلة مكونة من تسعة أشخاص ستواجه صعوبة كبيرة في العثور على شقة تناسبها مكونة من 6 غرف في مالمو، حيث جرى العامين الماضيين تأجير 19 شقة فقط بهذا الحجم في المدينة.