الكومبس – منوعة: تواجه العديد من الأسر صعوبة في إبعاد أطفالهم عن شاشات الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، لكن عائلة هولمكفيست من Norrtälje والتي لديها تسعة أطفال، وتنتظر العاشر، نجحت في خفض ساعات جلوس أطفالها أمام الشاشات إلى الصفر تقريباً.

رأى يويل هولمكفيست، 44 عاماً، وزوجته ليزا 39 عاماً، أن الشاشات أثرت سلبياً في أطفالهم، بعد أن كانوا يجلسون كثيراً أمامها منذ عدة سنوات.

وقالت ليزا لصحيفة أفتونبلادت “أصبح الأطفال أحياناً مثل المدمنين الذين لا يحصلون على مخدراتهم. لم يكونوا على ما يرام أمام الشاشات. أصبحوا عدوانيين ومتعَبين ولم يرغبوا بالذهاب إلى الخارج. كانوا سريعي الغضب بعد استخدام أجهزتهم اللوحية، ويتشاجرون مع بعضهم البعض”.

ورغم أن أطفال عائلة هولمكفيست، الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 18 عاماً، كانوا يقضون أوقاتاً في الخارج أيضاً، لكنهم كانوا يتعلقون بالشاشات بسهولة، ويصبح الجو سيئاً فيما بينهم، وفي عام 2021 عاد ابنهم الأكبر حزيناً وباكياً لأنه كان يرغب باللعب مع رفاقه، لكنهم كانوا فقط يرغبون بالألعاب الإلكترونية، وكانت العادة هي بعد العودة من المدرسة التواصل عبر ألعاب الإنترنت. وحينها صممت العائلة على معالجة الموضوع في المنزل.

تحفيز النشاطات الأخرى

وقرر يويل وليزا أن يجلس أطفالهم أمام الشاشات ساعتين فقط أيام السبت. ولم يسمحوا بوسائل التواصل للأطفال أبداً، عدا الابنة الكبرى. دون أن يحسبوا وقت الجلوس أمام التلفاز، لأنه تحت السيطرة أكثر من اليوتيوب على الجهاز اللوحي. ورغم ذلك لم يجلس أطفالهم كثيراً أمام التلفاز.

وقال يويل إنهم نجحوا في تخفيف ساعات الجلوس أمام الشاشات عبر عرض وتحفيز نشاطات أخرى، مثل الأشغال اليدوية والكتب والأقلام وألواح التزلج والدمى وتركيب الليغو. إلى جانب النقاشات المستمرة والإقناع بضرورة تخفيف الجلوس أمام الشاشات، وأن ذلك مضر بالدماغ، وأن على الأطفال أن ينشطوا في الخارج، لكن الموضوع أخذ وقتاً ولم يتم بين يوم وليلة.

وأشار يويل “إن العديد من غرف الأطفال في السويد مجهزة وكأنها غرف لألعاب كمبيوتر بشاشات عديدة وكرسي مخصصة حيث يجلس الأطفال مع المشروبات الغازية ورقائق البطاطس. نحن نعتبر أن الأمر سيء، ربما يجب عدم تأثيث الغرف بهذه الطريقة، وإنما تحفيز الاهتمامات الأخرى لدى الأطفال”.

عائلة كبيرة

وقال ابنهم سام، 14 عاماً، إن ساعتين أسبوعياً تكفيه، مؤكداً “لا أجلس أمام الشاشات كثيراً ولا أعتقد أن الأمر مسلي. سابقاً كنت أجلس أكثر لكن كانت الأيام تختفي. في أوقات الفراغ أمارس ألعاب القوى وألتقي برفاقي، وفي المساء أجلس مع أخوتي”.

ابنتهم بيرلا، 13 عاماً، تحب القراءة والاستماع إلى الكتب الصوتية ولقاء رفاقها وتمثيل المسرح. فيما ابنتهم بيني، 11 عاماً، تهتم بالهوكي ولوح التزلج (skateboard) وقالت “أعتقد أن الأمر جيد هكذا. لا أهتم كثيراً بالجلوس أمام الشاشة”.

وقال يويل “لدينا ميزة أننا عائلة كبيرة، يمكن للأطفال اللعب مع بعضهم. هذا ما أنقذنا. أعتقد أن عدم ذهاب الأطفال إلى الخارج هي مشكلة اجتماعية”. وحول توصيات هيئة الصحة العامة Folkhälsomyndigheten حول ساعات جلوس الأطفال أمام الشاشات قال يويل “نعتقد أنهم يوصون بأوقات طويلة أمام الشاشات”.

وأردفت ليزا أن العديد من الآباء والأمهات يعطون الأجهزة الإلكترونية لأطفالهم من أجل أن يجلسوا بمفردهم بهدوء، مضيفة “لا أستعمل الهاتف أمام أطفالي، ومن لا يرغب بقضاء الوقت مع أطفاله أعتقد أنه لا يجب أن ينجب الأطفال على الإطلاق”.