الكومبس – ستوكهولم: سلطت صحيفة داغينز نيهيتر في تقرير نشرته مؤخراً الضوء على قصة أرنولف عثمانسون الذي قدم إلى السويد هارباً من الحرب في سوريا مع موجة اللجوء الكبيرة 2015، وأتقن عدداً كبيراً من اللغات كما أصبح مدرّساً للغة السامية، وهي لغة جماعة من الأقليات من السويد.
جاء عثمانسون إلى السويد قادماً من شمال سوريا، وكان هدفه أن يكمل دراسة الطب التي بدأها في بلده الأم، غير أن أدب الأطفال ألهمه شيئاً آخر فأثبت أنه عبقري لغة. وهو الآن يتقن أكثر من 20 لغة. ويسعى حالياً لتعلم اللغة الروسية.
وكان عثمانسون درس الطب لمدة عام قبل اندلاع الحرب. ومثل كثيرين، اختار البحث عن الأمان في أوروبا.
عاش بداية في مدينة أوبسالا لكنه انتقل لاحقاً إلى قرية أوفر كاليكس في شمال السويد متحدياً البرد والثلج ونصائح الأصدقاء.
ولتعلم اللغة السويدية، قرأ أرنولف أدب الأطفال بقلم كبار الكتّاب مثل أستريد ليندغرين.
يقول أرنولف “تعرضت للسخرية في مركز اللاجئين لأنني أقرأ كتب الأطفال. لكن أولئك الذين سخروا مني لم يتعلموا السويدية”.
وبعد ثلاثة أشهر، أتقن اللغة السويدية. ولم يحتج لدخول صفوف تعليم اللغة السويدية للمهاجرين (SFI). بل درس بدلاً من ذلك البرنامج العلمي في الثانوية وأنهاه في عام واحد، بينما كان يعمل بدوام كامل موجهاً دراسياً للوافدين الجدد.
كانت أنظار أرنولف متجهة إلى مهنة الطب، لكنه أدرك مدى سرعة إتقانه للغات. وتقدم لدراسة برنامج اللغويات في جامعة أوبسالا وتم قبوله. سارت دراسته بشكل جيد لدرجة أنه قرر الدراسة ليصبح معلماً للغتين السويدية والألمانية في الوقت نفسه. وقدم امتحانات مزدوجة طيلة أربع سنوات.
ويقول أرنولف إن ذلك كان بمثابة “انتقام”، لأن موجهاً دراسياً أخبره يوماً بأنه لن يستطيع دخول الجامعة.
وخلال دراسته، زاد اهتمامه بلغات الشمال. وحين أدرك أن السويد لديها أقلية تسمى الساميين الذين عوملوا بشكل سيئ تاريخياً من قبل الدولة، رأى أوجه تشابه مع المجموعة العرقية التي ينتمي إليها، الأكراد.
والساميون هم السكان الأصليون في شمال أوروبا، وتحديداً في المناطق الشمالية من النرويج، والسويد، وفنلندا، وروسيا.
يقول أرنولف “بدأ الأمر بتعلم اللغة الإسكندنافية القديمة ثم انتقلت إلى السامية، اخترت اسمي من اللغة الإسكندنافية القديمة لأنغمس في الثقافة والتاريخ السويدي”.
عندما جاء أرنولف إلى السويد، كان يتقن الكردية والعربية والفرنسية والإنجليزية، لكنه واصل تعلم لغات كثيرة.
وفي وظيفته كمدرس، يقوم بتدريس اللغة السويدية كلغة ثانية، إضافة إلى العربية والسامية. كما أنه يقدم دورة مسائية باللغة السامية.
وعن طريقة تدريسه يقول “أحاول التدريس بطريقة مرحة لجذب اهتمام الأطفال باللغة”. ويضيف “يقال إن أقصر طريق إلى قلب الإنسان هو معدته، أما أنا فأؤمن أكثر باللغة”.
ويقدم أرنولف مجموعة من النصائح لمن يريد أن يتعلم لغة يلخصها على النحو التالي:
- يجب أن يكون لديك إرادة واستراتيجية.
● ابدأ بخمس كلمات في اليوم. وفي عام واحد ستكون قد تعلمت حوالي 2000 كلمة.
● تشجع على التحدث حتى لو كانت تخطئ.
● كن فضولياً واطرح الأسئلة.
● استخدم جميع الموارد مثل الأدب والأفلام والألعاب.