الكومبس – ستوكهولم: انعكست الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتغيرات المتسارعة في الطب والعلوم، على دور المرأة وعلى شكل الأسرة في السويد، وارتفع سنّ الإنجاب تدريجياً ليتخطى عدد ولادات الأمهات فوق ال45 عاما الشابات اليافعات للمرة الأولى في البلاد.
وأظهر تقرير نشره مكتب الإحصاء السويدي (SCB) أن الامهات اللواتي بلغن 45 عاماً وأكثر أنجبن 537 طفلاً في السويد في العام 2022، بينما أنجبت الشابات تحت عمر 19 عاماً 410 طفلاً في العام نفسه. وفي مقارنة مع الماضي، أنجبت الشابات تحت 19 عاما 8800 طفلاً في السويد في العام 1968.
وأشارت الخبيرة في مكتب الإحصاء لينا لونكفيست أن الأمر بدأ مع انتشار حبوب منع الحمل في الستينات من القرن الماضي، ما أدى لتفادي الكثير من حالات الحمل لدى الشابات والتي غالباً ما تتمّ بدون تخطيط من الأهل.
وتظهر الدول الاسكندنافية ارتفاعا في سن الإنجاب مقارنة بغيرها من الدول، ويعود ذلك إلى توفر الرعاية الطبية المطلوبة لمساعدة الأم على الانجاب.
ولا يعد الأمر جديدا على السويد، إذ أن 12 بالمئة من النساء اللواتي أنجبن أطفالا في القرن التاسع عشر كن فوق الـ40 عاما، رغم أن أسباب الإنجاب كانت مختلفة تماما حينها، وكان هدفها الاول إنشاء أسرة كبيرة للعمل في الأراضي والمزارع.
البروفيسور في جامعة ستوكهولم غونار أندرشون قال لوكالة الأنباء السويدية TT إن سن الإنجاب البيولوجي لم يعد ثابتا كما كان سابقا، مع تقدم التقنيات الطبية للمساعدة في الحمل والإنجاب.
واعتبر أن ارتفاع سن الإنجاب يعود أيضا إلى رغبة الأم والأهل بتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتأمين رفاهية الأسرة قبل الأطفال، رغم أن الأم في معظم الحالات تود أن تنجب الأطفال في عمر أصغر إلا أن ظروف الحياة قد تجبرها على الانتظار.
إنجاب الأطفال في عمر متقدم قد يحمل تأثيرات سلبية على الصحة، إلا أن الدراسات تظهر أن آثاره الاجتماعية والاقتصادية كانت ايجابية فقط، كما يقول أندرشون.
وأكد أندرشون أن أطفال الأمهات الأكبر سنا، يظهرون استعداداً أكبر للحياة من أطفال الأمهات الشابات، ويعود الأمر لمجموعة من الأسباب بينها الظروف الاقتصادية الأفضل للأمهات وعلاقاتهن الاجتماعية ونضجهن الفكري.