عراقي يحقق حلمه ويصبح مليونيراً: أريد إلهام الشبان المهاجرين

: 7/20/23, 4:31 PM
Updated: 7/20/23, 5:18 PM
محمد صالح، خبير ادخار مصرفي
 Foto: Anders Wiklund / TT
محمد صالح، خبير ادخار مصرفي Foto: Anders Wiklund / TT

الكومبس – خاص: وصل إلى السويد في عمر الثانية عشر، بعد أن اضطر هو وأسرته إلى ترك بلدهم العراق واللجوء إلى أوروبا. والآن تتحدث القنوات والصحف السويدية عنه، وأصبح مثلاً أعلى لشبان من أصول مهاجرة في السويد. فمن هو محمد صالح وكيف أصبح خبيراً اقتصادياً ومستثمراً ناجحاً؟

الكومبس توصلت مع محمد للاطلاع على تفاصيل رحلته، وجمعه أول مليون في حياته. فكيف حقق حلمه قبل الثلاثين؟ وما النصيحة التي يمكن أن يقدمها لمن يحلمون باستثمار مدخراتهم في سوق الأسهم؟

عام 1992 قررت عائلة محمد ترك العراق، وهنا بدأت رحلة هجرة طويلة، من اليونان، إلى ألمانيا، وهولندا، ثم أخيراً إلى السويد، وتحديداً منطقة روزينغورد في مالمو، حيث استقروا.

اللغة والتعليم طريقا النجاح

ولكن بعد عامين قررت العائلة الانتقال إلى مكان آخر، فلم تكن جودة التعليم في المدارس هناك تناسب أحلامهم وطموحهم، كما أن التواجد وسط عائلات مهاجرة أخرى، رغم أنه مريح، إلا أنه لم يعط العائلة فرصة التعرف على المجتمع السويدي والاندماج فيه، كما يقول محمد.

“كان لدينا طموح كبير منذ وصولنا، أردنا استغلال الفرصة قدر الإمكان، فقررنا الخروج من دائرة راحتنا والانتقال إلى منطقة Kallinge في مقاطعة Blekinge، حيث كنا تقريباً العائلة المهاجرة الوحيدة هناك، فاضطررنا إلى التحدث مع السويديين، وتعلمنا أنا وأخوتي اللغة السويدية بسرعة كبيرة.”

وأضاف “الأطفال يتأقلمون بسهولة، فمنذ ذلك الحين أصبحت هذه المنطقة الصغيرة هي بيتي، والمكان الذي قضيت فيه أحلى أيام طفولتي”.

خسارة كبيرة في بداية الطريق

بدأ اهتمام محمد بكسب المال من سن مبكر، فمنذ المراهقة، كان واعياً لحقيقة ظروف عائلته الاقتصادية، والتي كانت صعبة بعض الشيء. ففي الوقت الذي كان يخرج فيه أصحابه للترفيه عن أنفسهم، كان يعمل في محلات البيتزا، وكسب دخل إضافي.

ولكن اهتمامه بسوق الأسهم لم يبدأ إلا في سن الثانية والعشرين، عندما انتبه إلى أن أحد أصدقائه يركز في هاتفه، دون أن يرفع عيناه عنه. وعندما سأله عما يفعله، قال صديقه أنه يشتري ويبيع الأسهم.

حينها كان محمد انتقل إلى ستوكهولم، واستطاع ادخار بعض المال، فتحمس جداً وقرر استثمار حوالي 100,000 كرون في الأسهم، ولكنه سرعان ما خسر المبلغ كله!

محمد صالح، خبير ادخار مصرفي Foto: Anders Wiklund / TT

وعن ذلك قال “كنت متهوراً في البداية، ولم استمع كثيراً إلى ما يقوله الخبراء، كان درساً غالياً ومهماً”.

التعرف على السوق

ورغم شعوره بالإحباط والحزن إلا أنه علم أن هذه لم تكن نهاية حكايته مع البورصة والأسهم. فأخذ بعض الوقت للتفكير في اخطائه، ثم عاد مجدداً إلى الاستثمار. وساعده في ذلك، حصوله على وظيفة في منظمة المدخرين الصغار Unga aktiesparare.

“تعلمت هناك أنه علي توزيع ما أتخذه من مخاطر، فمن الأفضل مثلاً أن استثمر في صناديق استثمار fonder بدلاً من الأسهم. فاختيار الأسهم هو مرحلة متقدمة جداً، وتحتاج إلى أشخاص ذوي خبرة، بينما صناديق الاستثمار أكثر أماناً.”

قصة نجاح وإلهام

حدد محمد حينها هدفاً لنفسه وهو الوصول إلى “المليون” قبل سن الثلاثين، وأنشأ حساباً على انستغرام اسمه “طريق محمد إلى المليون – mohammedsvägtillmiljonen” وبدأ يشارك الناس حلمه، مما ألهم الكثيرين.

تفاعل الناس معه على حسابه، وزاد عدد المتابعين بسرعة شديدة، وكان هدفه فقط تحقيق حلمه.

“كنت حذراً جداً في كل خطوة، لأنني كنت أعلم أنني إن لم أنجح في تحقيق حلمي، سيصاب الكثيرون بالإحباط أيضاً. أردت أن تعلم الناس أن محمد وأحمد وحسين، يمكن أيضاً أن يكونوا مستثمرين ناجحين، وأن الاستثمار للجميع”.

وصل محمد فعلاً إلى المليون في سن الثامنة والعشرين، ولكن حينها لم يعد الأمر مجرد أموال في البنك تؤمن له مستقبله. بدأت القنوات والصحف بدعوته إلى مقابلات، وبات الناس يوقفونه في الشارع، ويقولون أنه سبب بدئهم باستثمار مدخراتهم.

“كثير من العراقيين يوقفونني ويقولون إنهم فخورون بي، وهو أمر يسعدني جداً”.

استثمروا ولو 300 كروناً

يعمل محمد الآن كخبير ادخار مصرفي في شركة fundler ، حيث يقدم محاضرات للشباب، ويقدم بودكاست، وينشر مقالات بهدف نشر معلومات عن فوائد وطرق الاستثمار لأكبر عدد ممكن من الناس.

“أقابل في محاضراتي العديد من الشباب والبنات من خلفيات أجنبية، لديهم اهتمام بالموضوع، ولكن بحاجة إلى معلومات”.

والاستثمار في سوق الأسهم لا يعني أن يعيش الإنسان في توتر وقلق مستمر ، كما لا يعني أن يخاطر الإنسان بكل مدخراته. فهناك طرق آمنة للاستثمار وأول خطوة هي المعرفة.

ينصح محمد الجميع بالاطلاع أكثر على الموضوع، واستثمار بعض مدخراتهم من أجل أبنائهم، فهذا الاستثمار قد يحدث كل الفارق في مستقبل الأبناء.

“يمكن لكل من يريد استشارة ما، التواصل مع من لديهم معرفة وخبرة. وبشكل عام، ما أنصح به في البداية هو الاستثمار في صناديق الاستثمار بدلاً من الأسهم. وعلى الشخص أولاً ادخار مبلغ للطوارئ، أو ما يعرف بالـ buffert، ثم الاستثمار بما يفيض.”

وينصح محمد بالادخار شهرياً مهما كان المبلغ. يمكن أن يكون 300 كرون! فحتى هذا المبلغ يمكن أن يصنع فارقاً على المدى الطويل.

أما إذا كان لدى الشخص إمكانية ادخار مبلغ أكبر، فينصح بادخار 10 بالمئة، من الراتب واستثماره.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.