عريفيث: محادثات ستوكهولم للسلام في اليمن شديدة الأهمية

: 12/6/18, 9:29 PM
Updated: 12/6/18, 9:32 PM
عريفيث: محادثات ستوكهولم للسلام في اليمن شديدة الأهمية

الكومبس – ستوكهولم: اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث أن محادثات ستوكهولم للسلام في اليمن”فرصة شديدة الأهميّة”.

وقال غريفيث عند افتتاح المحادثات: “في الأيام المقبلة، ستكون أمامنا فرصة شديدة الأهمية لإعطاء زخم لعملية السلام”وإيجاد تسوية للصراع اليمني.

وذكر غريفيث أن هذه المحادثات بمثابة “مشاورات، نحن لم نبدأ بعد عملية المفاوضات”.

وقال في حضور صحافيين وأمام الوفدين اليمنيين اللذين يلتقيا للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين حول طاولة واحدة، “لا أريد أن أكون شديد التفاؤل، لكن أريد أن أكون طموحا جدا”.

وكان أعلن جريفيث أن طرفي الصراع باليمن اتفقا على تبادل الأسرى مما سيسمح بلم شمل آلاف الأسر.

من جهته، قال مسؤول في الأمم المتحدة مساء اليوم طالباً عدم نشر اسمه إنّ أولى الاتصالات جرت “بروح إيجابية” من كلا الطرفين.

وأضاف “لدينا أسباب تدعونا للتفاؤل” رّغم من العراقيل المحتلمة وشبح التصعيد العسكري الماثل ميدانياً ما يهدّد بإخراج قطار المحادثات عن سكّته.

ومن المقرّر أن يجري أعضاء الوفدين، يضم كل وفد 12 شخصا، محادثات مباشرة حول نقاط محدّدة. وفي مسعى من الجهة المنظّمة للتقريب بين أعضاء الوفدين بصورة غير رسميّة فإنّهم سيتناولون الطعام في نفس القاعة.

وتجري المباحثات قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قصر يوهانسبرغ على بعد ستّين كيلومتراً شمال ستوكهولم. وقد فرضت الشرطة طوقاً أمنيا حول الموقع. وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعا.

وبدأت الحرب اليمنية مع شن الحوثيين هجوما في 2014 انطلاقا من معقلهم في شمال اليمن سيطروا خلاله على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية (غرب) التي تعتبر شريانا حيويا لإمدادات الغذاء والمساعدات بالنسبة الى ملايين اليمنيين.

وترافق انطلاق المفاوضات التي يرى محللون أنها أفضل فرصة حتى الآن لإحراز تقدم على صعيد حل النزاع اليمني، مع أجواء تصعيدية عبر عنها الطرفان المتنازعان.

وشدّد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس، على ضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة.

وقال “على الحوثيين الانسحاب بسرعة من مدينة الحديدة ومينائها وتسليمها إلى الحكومة الشرعية وبالذات إلى القوات التابعة للأمن الداخلي”.

في المقابل، كتب المسؤول السياسي في حركة الحوثيين محمد علي الحوثي في تغريدة على موقع “تويتر” أنه “إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، سأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران”.

وتضرّر مطار صنعاء جرّاء القصف، وهو مغلق منذ منذ ثلاث سنوات نتيجة سيطرة التحالف العسكري بقيادة السعودية على أجواء اليمن.

لكنّ المسؤول في الأمم المتّحدة أكّد أنّ هذا ليس شرطاً “مسبقاً” للمحادثات السياسية.

ولم يحدّد محلّلون ومصادر الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات التي قالوا إنّ الهدف منها هو “بناء الثقة” بين الطرفين.

وفشلت مساع سابقة قام بها غريفيث لعقد مفاوضات سلام في أيلول/سبتمبر في جنيف عندما رفض الحوثيون مغادرة صنعاء في غياب ضمانات للعودة إليها.

وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن الحوثيين عالقين في سلطنة عمان ثلاثة أشهر.


وفي نيويورك ناشد الأمين العام أنطونيو غوتيريش الخميس الوفدين اليمنيين إظهار “مرونة” و”الالتزام بحسن النيّة وبدون شروط مسبقة” بهدف “إحراز تقدّم”.

وقال غوتيريش في بيان إنّه “يرحب ببدء المشاورات اليمنية في السويد اليوم، ويدعو الأطراف المتحاربة إلى مواصلة نزع فتيل التصعيد في الحديدة واستكشاف إجراءات أخرى لتحسين الوضعين الاقتصادي والإنساني اللذين يعرّضان حياة المدنيين للخطر”.

ويرى محللون أنّ عاملان ساهما في الوصول إلى جولة المحادثات الحالية في السويد ، أحدهما يتمثّل في الضغوط الدولية الكبيرة على السعودية منذ قُتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، والثاني عملية إخلاء خمسين جريحاً من المتمرّدين الاثنين إلى سلطنة عمان.

كما تم التوصّل هذا الأسبوع إلى اتّفاق على تبادل مئات المعتقلين لدى الطرفين.

وأكّد وزير الخارجية اليمني لفرانس برس التزام حكومته بالاتفاق.

وقال العضو في الوفد الحوثي حميد عصام لفرانس برس “جئنا إلى السويد بنيّة إنجاح المشاورات، لكنّ الأمر لا يتوقّف علينا”.

وأعلن برنامج الأمم المتحدة الغذائي اليوم أنّه يسعى للوصول الى 12 مليون يمني بحلول نهاية كانون الثاني/يناير لتقديم المساعدات لهم، علماً بأنّه قادر حالياً على الوصول إلى ثمانية ملايين.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.