قصة طفل انتهى به الأمر بعيداً عن أمه وأبيه
الكومبس – تواصل: آخر مرة رأى فيها “علي” ابنه في السويد قبل 4 سنوات، ولم يعد مسموحاً له رؤيته بعدها. الأم المنفصلة عن زوجها سلمت ابنها للسوسيال لأنها لم تعد قادرة على تربيته، بعد أن أقدم الأب على فعل ندم عليه حتى الآن.
“وصلت أوراق الطلاق ونحن نضحك”
علي روى لـ”الكومبس” ما حصل معه في السويد. يقول علي “زوجتي السابقة إيرانية، تعرفت عليها أثناء أحد أسفاري إلى إيران في 2006، اتفقنا على الزواج وقمت بلم شملها إلى السويد، وأنجبنا طفلنا. كنا نعيش حياة طبيعية وهادئة دون أي مشاكل كبيرة. وفي أحد أيام 2010 وبينما كنا نتناول الغداء نتحدث ونضحك، وكان طفلنا يبلغ حينها حوالي العام، فوجئت بأوراق الطلاق التي تحتاج توقيعي فقط. سألت زوجتي فأنكرت في البداية أن تكون هي من قامت بالإجراءات، خصوصاً أننا كنا سعيدين قبل أسبوع فقط بإرسال أوراقها للحصول على الجنسية، لذلك شعرت بالصدمة”.
ويتابع علي “أخبرتني لاحقاً أنها تريد الطلاق، وأنها ترى أن حياتنا مستحيلة، فوقعتُ أوراق الطلاق بكل هدوء، واتقفنا على حضانة الطفل بكل هدوء وبطريقة حضارية. ولأننا لم نكن أعداء، حصل الانفصال بشكل ودي، وكنت أذهب إلى منزلها لرؤية ابني واصطحابه معي لبقية اليوم، لكن لم يمض شهر حتى تغير كل شيء، فمثلتُ أمام المحكمة لأواجه التهم التي وجهتها إلي. اتهمتني أنني كنت إرهابياً وعملت مع النظام العراقي السابق رغم أنني خرجت من العراق بعمر 15 عاماً، ولم تستطع إثبات التهمة، لتلفق لي مباشرة تهمة أخرى بأنني أريد خطف الطفل، ولم تستطع إثبات التهمة أيضاً، وعاد لي الحق برؤية ابني بشكل شرعي”.
“هربتُ إلى العراق”
وبعد الاتهامات التي وجهتها له طليقته، يقول علي إنه أقدم على تصرف ما زال نادماً عليه. ويضيف “نتيجة كل الضغوط التي كنت أمر بها، قررت سنة 2011 أخذ الطفل والسفر به إلى العراق دون علم أمه. وبعد وصولي للعراق أخبرتها أنها اضطرتني لذلك لكنها ردت بأنها لا تريد حضانة الطفل ولا مشكلة لديها، حتى أن زوجتي الجديدة في العراق حاولت أن تتصل بوالدة الطفل، ليرى أمه عبر الفيديو لكنها رفضت ذلك. بقيت في العراق مع زوجتي الجديدة وابني لـ4 سنوات، ثم قررت العودة إلى السويد، لأنني شعرت بتأنيب الضمير وعدت إلى السويد وكان ابني عمره 8 سنوات”.
ويتابع “دخلت مع عائلتي إلى السويد بأوراق غير رسمية، وسلمت نفسي إلى السلطات فور عودتي معترفاً بذنبي. تلقيت العقاب اللازم ودخلت السجن، وتم تسليم الطفل إلى والدته التي كونت عائلة أخرى، لكنها بعد فترة قصيرة من دخولي السجن، سلمته للخدمات الاجتماعية (السوسيال) لأنها لم تستطع الاعتناء به، ومنذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لم أستطع رؤية ابني. فور خروجي بدأت البحث عنه، بعد أن حرم مني ومن والدته بسبب خلافاتنا، لكنني لم أستطع رؤيته بسبب قرار المحكمة الذي نص على عدم التواصل معه، لكنني لم أيأس وعينت أحد المحامين لأسترجع فقط حقي برؤيته. شعرت أن قلبي ينفطر عندما أخبرني المحامي أن ولدي يريد رؤيتي. أرجو أن يصل صوتي وحرقة فؤادي على الحال الذي وصل إليه ابني، وشوقي لرؤيته وكيف أصبح شكله بعد هذه السنوات، لا حلم لدي الآن سوى تأمل وجهه وضمه إلى صدري يوماً ما”.