عمار (29 عاماً) وميرتا (81 عاماً).. صداقة عابرة للأجيال والثقافات

: 10/20/21, 11:47 PM
Updated: 10/20/21, 11:47 PM
الجاران أصبحا كعائلة صغيرة (تعبيرية)

Foto: harli marten -unsplash
الجاران أصبحا كعائلة صغيرة (تعبيرية) Foto: harli marten -unsplash

يوم بدأ بفنجان قهوة وتحول إلى صداقة مدى الحياة

الكومبس – ستوكهولم: صداقة عابرة للأجيال والثقافات، هكذا يمكن وصف علاقة الشاب عمار صقور (29 عاماً) بجارته ميرتا بيرشون (81 عاماً).

بدأت الصداقة بلقاء عابر على باب الشقة، ثم فنجان قهوة، ثم صداقة مدى الحياة. يبدو الجاران الآن كعائلة صغيرة، فمعاً يمارسان الرياضة في الجيم، ويصطادان السمك، ويشاهدان التلفزيون، ويحتفلان بالأعياد.

بدت ميرتا كأنها تعويض لعمار بحجم وطن كامل فقده. وبدا هو ذاك الوافد الجديد الذي يبث الحياة في الأرجاء.

تقول ميرتا لإكسبريسن “يبدو الأمر وكأن شخصاً ما قرر أن نلتقي”.

في يوم من أيام الصيف الحارة 2018، كانت ميرتا تجلس على مقعد خارج شقتها في سترومسبروك ببلدية Nordanstig وسط السويد. مر عمار بجانبها بعد أن كانا قد تقابلا سابقاً وتحدثا عن إمكانية تناول الفيكا معاً يوماً ما. فسألته ميرتا إن كان الوقت مناسباً في ذاك اليوم لتناول الفيكا التي تحدثا عنها.

وعلى فنجان القهوة وبعض الكيك كان لدى الجارين الوقت للحديث عن كل شيء.

تقول ميرتا “بدا الأمر وكأننا نعرف بعضنا من قبل. سألته عن حياته وسألني عن حياتي. في بعض الأحيان لم نكن نفهم بعضنا، وكان يبحث في الهاتف عن الكلمات المناسبة، وكنت أبحث في ذهني عن مرادفات أسهل”.

“فقدت كل شيء ونسيت اسمي”

فر عمار من سوريا وحده قبل خمس سنوات. ولا تزال عائلته كلها في دمشق. يقول عمار “لم أرد أن أكون عسكرياً أو أن أشارك في الحرب ضد أي طرف”.

كان عمار ينوي الهرب من الحرب مع صديقته، لكنها غادرت سوريا قبله. وعندما جاء إلى السويد، وضعت عائلة صديقته حداً للعلاقة، بسبب اختلاف الأصول والمعتقد.

يقول عمار “سافرت من أجل حبي ثم فقدتها هي وعائلتي معاً. كنت مرتبكا تماماً وأتذكر عندما طرحت علي مصلحة الهجرة بعض الأسئلة أنني كنت أنسى اسمي أحياناً”.

صداقة عبر الأجيال

ما بدأ بفنجان القهوة بين الجيران أصبح صداقة مدى الحياة. صار الجاران كعائلة صغيرة. تقول ميرتا “قال عمار ذات مرة إن اليوم الذي التقينا فيه كان أفضل أيامه منذ أن جاء إلى السويد، لقد أثر ذلك بي حقاً (..) إنه شخص مميز بالنسبة لي، وهو لطيف ومهتم بشكل رائع”.

وبالنسبة لعمار فإن ميرتا تعني له الكثير. وقد ساعدته على فهم المجتمع واللغة السويدية.

يقول عمار “على المرء أن يحترم كبار السن ويستمع إلى قصصهم. أحياناً لا أفهم بعض المفردات فتساعدني ميرتا وتتحدث بوضوح أكبر”.

“كوني حذرة فقد يخدعك”

واجه كل من ميرتا وعمار آراء تتخذ مواقف مسبقة من صداقتهما العابرة للأجيال والثقافات.

وتقول ميرتا إن كثيراً من الناس لديهم تصور مسبق وموقف قائم على الحذر والتخوف، حتى قبل أن يلتقوا بعمار. وتضيف “التقيت بأشخاص يقولون إنه يجب أن أكون حذرة حتى لا أتعرض للخداع من قبله”.

فيما يقول عمار “ينبغي للناس أحياناً أن يتجرؤوا على السؤال. هناك كثير من الاختلافات، لكن علينا أن نحاول فهم بعضنا”.

Source: www.expressen.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.