احداث غزة

غارة إسرائيلية تصيب السويدي وليد هليس وتقتل أفراداً من أسرته

: 10/27/23, 12:45 PM
Updated: 10/27/23, 12:46 PM
وليد هليس متحدثاً للكومبس قبل إصابته وفي الصورة الأخرى يظهر في المستشفى بعد إصابته بجروح

الكومبس – خاص: أصيب المواطن السويدي الفلسطيني وليد هليس بغارة إسرائيلية استهدفت أمس منزل شقيقه، حيث يقيم منذ انطلاق الأحداث الأخيرة في قطاع غزة. وأدّت الغارة إلى مقتل عدد من أفراد الأسرة، وإصابة شقيقه بشلل دائم، كما علمت الكومبس.

وليد الذي شاهدته السويد بداية عبر الكومبس بالصوت والصورة من غزة، متحدثاً عن معاناته ومعاناة مئات الألاف جراء حرب قاسية لم ترحم أحداً، أجرى مقابلات مع التلفزيون السويدي وعدة صحف وقنوات سويدية، نقل خلالها معاناة السويديين العالقين، ومعاناة سكان غزة جراء القصف الإسرائيلي والحصار المطبق.

وجاء وليد إلى السويد من غزة في ثمانينات القرن الماضي، وحصل على المواطنة السويدية في التسعينات. وقال للكومبس في مقابلة سابقة إنه كان يذهب بين حين وآخر لزيارة عائلته في غزة بشكل طبيعي، لكن الظروف لم تسمح له في آخر 13 عاماً بأن يزور عائلته، فقرر زيارتهم هذا العام، ليجد نفسه عالقاً تحت القصف الإسرائيلي على غزة.

وحصلت الكومبس على صور وفيديوهات قاسية من الغارة الإسرائيلية التي هدمت منزل الأسرة، تظهر الأحياء والأموات تحت الحطام، ومحاولة المسعفين إنقاذ من تبقّى. ويظهر وليد في الفيديو مصاباً، تغطي الدماء، كما غبار الدمار وجهه وثيابه.

وكان وليد كتب منشوراً عبر حسابه الخاص على فيسبوك قبل ساعات من الغارة، يختصر فيه حال غزة وسكانها بعين الشاهد وسط النار. وجاء في ما قاله:

“لن ترى غزة حقاً، إذا نظرت إليها عبر نشرات الأخبار عن الحرب. فكلمة “الحرب” هنا ليست هي الكلمة المناسبة لتوصيف ما يحدث لغزة وما يدور فيها. إن غزة لا تدير حرباً ضد أحد، هي بالأحرى تزود قنوات البث التلفزيونية التي يصعب حصرها، بأرقام الذبائح البشرية التي تتصاعد كل ساعة من بناتها وأبنائها، وصور منازلها الجميلة المزدحمة التي صارت حطاماً أطبق على ساكنيه”.

“لن يرى المشاهدون صورة الفزع في عيون الأطفال والنساء لحظة الروع، في الثواني الثلاث الأولى بعد سماع الدوي، لحظة العصف التي ينتهك فيها الزجاج المفتت طمأنينة وهمية مضمخاً برائحة البارود المشبع برائحة شواء بشري تعيد إلى الحياة آلهة كنا نظنها ماتت إلى الأبد، آلهة لا ترضى بغير القرابين البشرية من الأطفال والنساء”.

“… ما يدور في غزة، إذا سميت الأشياء بأسمائها، هي مجزرة لا لبس فيها…”

“أجمل الأحياء في غزة باتت أنقاضا، يمكن للمشاهدين أن يتفرجوا عليها، لكنهم لن يسمعوا صوت رجال فرق الإنقاذ المنهكين والممزقين بين اليأس الجارف والرجاء الذي ينوس، وهم ينبشون الركام ويصرخون بلهجة غزية مباشرة: في حدا هنا؟”…

وروى وليد في المنشور نفسه مأساة أسرة من أنسباء شقيقه، تعرضت لغارة اسرائيلية رغم نزوحها من شمال غزة إلى جنوبها، بعد إنذار اسرائيل، وتساءل في ختامه عن هوية الفريسة المقبلة للموت القادم من السماء. وكتب:

“صباح اليوم رن جرس هاتفي، وكان على الطرف الآخر صوت وائل، أخي الصغير، ليخبرني بسقوط سبعة أفراد من عائلة صهره عزت من عائلة ساق الله الذي أصيب هو، وفقد شقيقته وابنه محمد وابنته مريم وزوجها هاني وثلاثة من أطفالهما وقطعت ذراع زوجة ابنه وفقدت طفلها الجالس في حضنها وأجريت لها عملية ولادة قيصرية لأنها حامل ووضعت هي ووليدتها الجديدة في العناية المركزة”.

“والمفارقة المريعة أن عزت انتقل إلى خانيونس بناء على تحذيرات جيش الدفاع الإسرائيلي التي يدعو فيها سكان مدينة غزة الى التوجه جنوبا، ليسقط العديد منهم كما حدث مع عائلة صهرنا، بنيران ذلك الجيش بعد انتقالهم إلى الجنوب، مع بقاء منازلهم في غزة سليمة حتى ذلك الوقت”.

“لقد اضطلع أخي سمير بمهمة السفر المحفوفة بالمخاطر إلى خانيونس لإحضار الأكياس البيضاء التي تضم جثامين الضحايا الأبرياء والأب الطيب المكلوم إلى غزة. التقينا في مقبرة الشيخ رضوان ووارينا المغدورين الثرى وعدنا إلى بيوتنا المهددة ونحن نفكر من منا سيكون طعاما نيئا على طبق الموت في المرة القادمة”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.