الكومبس – دولية: تحوّلت قصة طفل سوري عمره 13 عاماً تعرض للاغتصاب في بلدة سحمر اللبنانية إلى قضية رأي عام على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان وعدد من الدول العربية. وفق ما نقلت بي بي سي عربية.

وقعت الجريمة قبل سنتين، لكن ظهور تسجيل فيديو نشر حديثاً يوثق “المعاناة النفسية والجسدية” التي تعرّض لها الطفل، دفع القضية إلى الواجهة وفجر غضباً واسعاً على مواقع التواصل.

لم يستطع الطفل البوح بحقيقة ما حصل معه بسبب التهديد الذي تعرض له من المغتصبين، غير أن خلافاً وقع بينهم دفع أحدهم إلى نشر الفيديو.

وأثار الفيديو، الذي يوثّق اغتصاب 3 شبان لبنانيين لطفل سوري في المنطقة البقاعية، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأطلق المستخدمون وسم #العدالة_للطفل_السوري، الذي كان من ضمن أكثر الوسوم انتشاراً في عدد من الدول العربية.

وطالبوا من خلاله السلطات اللبنانية بالتحرك فوراً ومحاسبة الفاعلين وإنزال أقسى العقوبات بحقهم.

وقالت الناشطة اللبنانية سحر حسين غدار “العدالة لأجله كطفل كإنسان كمظلوم، سورياً كان أم أفغانياً أم هندياً أم روسياً، لن تتجزأ في نظري القضية إن كان من أينما كان، فلماذا نصوّب على القضية من باب الجنسية وليس من باب الإنسانية والحق؟العدالة لعينيك الباكيتين وصوتك الصارخ المستنجد بين يدي كلاب كاسرة على هيئة بشر”.

من جهة أخرى، علق بعض المغردين متسائلين عن “مبررات” عادة ما يسوقها بعض المنتقدين لضحايا الاغتصاب من النساء.

كما نشر مغردون صوراً، تقارن بين تعامل مواطنين سوريين مع لاجئين لبنانيين من جهة، وتعامل مواطنين لبنانيين مع لاجئين سوريين من جهة أخرى.

من جهته، أكد سفير اتحاد الأحداث في لبنان، جو معلوف لمدونة بي بي سي ترند، أن التحقيقات مستمرة في قضية الاغتصاب والتحرش الذي تعرض له الطفل السوري في البقاع.

وأكد معلوف أن القوى الأمنية تمكنت من توقيف أحد المتهمين، إضافة إلى تسليم ثلاثة آخرين ليصبح عدد الموقوفين أربعة. وقال إن الجهات المختصة استمعت إلى الطفل ووالدته في حضور مندوبة الاتحاد.

كما طالب جو معلوف السلطات المختصة بالإسراع في التحقيقات لمحاسبة كل مسؤول عن الجريمة.

وتخوف بعض الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من “تدخل السياسة في القضية” لتغطية المرتكبين من قبل أحزاب المنطقة.

فقالت الإعلامية اللبنانية نادية بساط “… ‏مين رح ياخد بحقه للولد القاصر؟ لازم إعدام للمجرمين وتعويض للضحيّة، علماً إنو الأذى حصل وما في شيء بيعوض، لعدم تسييس القضية، لعدم التغطية على المطلوبين”.

وتعليقاً على تغريدة بساط قال معلوف “لن تسيّس ولن تمر مرور الكرام وأشكر كل من تدخل لمحاسبة المرتكبين … إن شاء الله نسمع خبر حلو وتحقيق للعدالة قريباً كرمال هالطفل”.

وقال مدير مركز الارتكاز الإعلامي، سالم زهران، المقرب من حزب الله، لمدونة بي بي سي ترند إن “ما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حماية لهؤلاء الأشخاص، من قبل أحزاب المنطقة، عار من الصحة”.

ولقيت القصة تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل، من قبل فنانين وإعلاميين لبنانيين وعرب وسط مطالبات بمعاقبة الفاعلين.

فقالت الفنانة السورية كندة علوش “جريمة الاعتداء على الطفل السوري مرعبة ومؤلمة إلى أبعد الحدود لا يجب السكوت عنها .. تحية لكل شخص حر يدافع عن هذه القضية بعيداً عن أي اصطفاف قومي عنصري طائفي، يا رب ارحمنا من هذه النماذج، من الوحوش البشرية وأمراضها وقذاراتها وأنزل بهم أشد العقاب”.

وقالت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات “صاروا معروفين بالأسماء والأشكال، بانتظار حكم القضاء سريعاً والاقتصاص من الوحوش”.

وتعليقا على القضية، أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً قالت فيه إن الضحية سوري الجنسية من مواليد 2007 وأفاد خلال التحقيق بأنه منذ حوالي السنتين وخلال عمله في معصرة للزيتون أقدم 8 أشخاص من الجنسية اللبنانية من مواليد (1977، 1981، 1998، 1999، 2000 و2002)، على التحرش الجنسي به وممارسة أفعال منافية للحشمة معه.

وأضاف البيان أن إحدى دوريات شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت من توقيف أحد المشتبه بهم. وأودع الموقوف في مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب بوحدة الشرطة القضائية، وتم تعميم بلاغات بحث وتحر بحق المتورطين.