الكومبس – ستوكهولم: أعربت الخارجية السويدية مارغوت فالستروم عن سعاتها الكبيرة بالنتائج الإيجابية التي خرجت بها مباحثات ستوكهولم حول السلام في اليمن، وما تضمنته من اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة وتبادل الأسرى بين أطراف النزاع.
وتعهدت فالستروم بأن تواصل السويد جهود الوساطة لإحلال السلام في اليمن، مبينة ان نتائج المشاورات ستعرض على مجلس الأمن الدولى غدا الجمعة
وأوضحت فى مقابلة هاتفية مع “رويترز” أن المشاورات، التى بدأت الأسبوع الماضى قرب ستوكهولم، جرت “بروح إيجابية ونية طيبة”.
وتوصل وفدا الحكومة اليمنية والحوثيين في السويد اليوم إلى اتفاق لسحب القوات المتقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف اطلاق النار في المحافظة، في اختراق سياسي مهم، على طريق ايجاد حل للنزاع الذي أوقع آلاف القتلى ووضع ملايين على حافة المجاعة.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة اليمنية في ختام المشاورات في السويد. كما أعلن عن التوصل إلى “تفاهم مشترك” بين الأطراف اليمنية حول مدينة تعز.
وأكد غوتيريس في مؤتمر صحفي عقده في ستوكهولم بعد ظهر اليوم، أن الأمم المتحدة ستلعب “دوراً رئيسياً” في ميناء الحديدة اليمني.
وقال للصحافيين “هناك وقف لإطلاق النار أعلن عنه في محافظة الحديدة بأكملها، موضحاً أن الاتفاق يتضمن “انسحاب لكافة القوات من المدينة والميناء”
واوضح أن الانسحاب من ميناء الحديدة سيتم “في غضون أيام” وستتولى الامم المتحدة “دور مراقبة رئيسي للغاية في الميناء، بينما تتولى قوى محلية الحفاظ على النظام في المدينة”.
وأشار إلى أنه “توصلنا أيضا إلى تفاهم متبادل لتخفيف الوضع في تعز وأعتقد أن هذا سيؤدي إلى فتح ممرات إنسانية وتسهيل إزالة الألغام”.
وحسب الأمين العام اتفق أعضاء الوفدين على تبادل الأسرى والسماح بالممرات الإنسانية في الحديدة المحاصرة، مع وضع إطار للمفاوضات المستقبلية.
وقال للصحفيين: “قبل مجيئنا إلى هنا، اتفقنا بالفعل على تبادل الأسرى، واتفقنا الآن على جدول زمني لتنفيذ تبادل الآلاف للم شمل اليمنيين بعائلاتهم”.
وتابع: “في خطوة مهمة جدا لعملية السلام، اتفقنا على المشاركة في المناقشات حول إطار التفاوض في الاجتماع المقبل، هذا عنصر حاسم لمستقبل التسوية السياسية من أجل إنهاء الصراع”.
وذكر أنه “بناء على مشاركتكم البناءة في السويد، لدينا فهم أفضل لمواقف الأطراف”.
على صعيد متصل، شهد الحاضرون لفعاليات المؤتمر الصحفي الخاص بختام المباحثات التي انطلقت، الخميس الماضي، مصافحة جمعت وزير الخارجية اليمني، خالد اليمني، مع رئيس الوفد الحوثي، محمد عبدالسلام.
وفي مؤتمر صحفي عقب تصريحات غريفيث، أسف اليماني: “لتعنت الحوثيين في الملف الاقتصادي بمشاورات السويد”، بينما كان رد عبدالسلام: “قدمنا تنازلات كبيرة من أجل الشعب اليمني فيما يخص الحديدة”.
يشار إلى أن آخر محادثات سلام تتعلق باليمن انتهت عام 2016 مع رفض الحوثيين لمقترح الأمم المتحدة، ما دفع المسؤولين اليمنيين إلى مغادرتها آنذاك.
ويعاني 20 مليون شخص في اليمن من الجوع بينهم حوالي 1.8 مليون طفل حالتهم صعبة بسبب “سوء التغذية الحاد”، وفقاً لتقرير صدر اليوم عن الحكومة اليمنية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، برنامج الأغذية العالمي (WFP) .
وبدأ الصراع في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في أغسطس/ آب 2014،
وأودت الحرب بحياة أكثر من 10 آلاف شخص وأشعلت ما وصفته الأمم المتحدة بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم”. كما تعد البلاد موطناً لأسوأ مجاعة في العالم خلال 100 عام ، وفقاً للأمم المتحدة.