فتيات في دار للرعاية القسرية: الوضع أسوأ من السجون

: 8/22/23, 12:17 PM
Updated: 8/22/23, 12:17 PM
إحدى دور الرعاية القسرية (أرشيفية)
Foto: Johan Nilsson / TT
إحدى دور الرعاية القسرية (أرشيفية) Foto: Johan Nilsson / TT

الكومبس – ستوكهولم: “لم يتم حبس الفتيات لأنهن مدانات بجرائم بل لتلقي الرعاية، ومع ذلك فهن يعاملن أسوأ من القتلة المدانين في السجون”، بهذه الكلمات عبّرت إحدى نزيلات دار للرعاية القسرية للمراهقين عن المعاملة “السيئة” التي تتلقاها.

وقالت مفتشية الصحة والرعاية (IVO) بعد جولة تفتيشية إن معاملة الموظفين للفتيات في دار Sis Rebecka في بلدية Ekerö في ستوكهولم لا تفي بمتطلبات الجودة. وتقيم في الدار حوالي 20 فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و20 عاماً يخضعن للرعاية القسرية هناك. وتواصلت بعضهن مع صحيفة أفتونبلادت للحديث عن الحياة خلف أبواب الدار المغلقة.

وقالت إحدى الفتيات “أتمنى أن يرى كل شخص في السويد كيف تبدو حياتنا اليومية وكيف نعامل هنا. تعيش الفتيات الصغيرات اللاتي يعانين من مشاكل هنا ويتم معاملتهن أسوأ من القتلة المدانين في السجون”.

وتمت المقابلات من خلال الدردشات على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن سبل التحدث عبر الهاتف محدودة، كما أن كثيرات منهن تشعرن بالقلق من أن يكون للتواصل مع وسائل الإعلام عواقب سلبية.

وكتبت إحدى الفتيات للصحيفة إنه لا يُسمح لها بالحصول على هاتفها لعدة أيام لأن الموظفين يخشون أن تقوم بنشر أي شيء عن المكان على وسائل التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب الشهادات التي حصلت عليها الصحيفة، تلقت مجموعة فتيات Sis اللواتي يعملن من أجل حقوق الفتيات في دور الرعاية القسرية، مئات الشهادات من المحتجزات.

ومن داخل دار ريبيكا كتبت الفتيات أنهن يشعرن بخيبة أمل من تعامل الموظفين، معتبرات أن ما يسمى بالرعاية هو مجرد مكان لاحتجازهن.

وكتبت إحدى الفتيات “حاولت شابتان الانتحار الاسبوع الماضي لأنهما كانتا تشعران بالسوء. انتهى بهما الأمر في المستشفى لكن الموظفين غير مهتمين بذلك. قال أحد الموظفين إنه يعمل لأنه يحتاج إلى المال وليس لأجل مصلحتنا”.

موظف رجل يفتش فتاة جسدياً

وكان طفل مات منتحراً في دار Sis Folåsa مؤخراً. وقبل وفاته اتصل بوالدته واشتكى من معاملة الموظفين.

وتتعلق مشكلة الموظفين التي تثيرها الفتيات في دار ريبيكا بعملية التوظيف، حيث كتبت إحدى النزيلات “وعدونا بأنشطة هذا الصيف مرة في الأسبوع، مثل الذهاب في نزهة على سبيل المثال، لكن بسبب نقص الموظفين لم يُسمح لنا بالخروج سوى مرتين طوال الصيف بأكمله”.

وذكرت مفتشية الرعاية في تقرير صدر الربيع الماضي أن دار ريبيكا تفتقر إلى عدد كافٍ من الموظفين. وشهد موظف بأن الفتيات المقفول عليهن يُتركن بمفردهن عندما يكون هناك نقص في الموظفين.

وقالت بعض الفتيات إنهن تُركن بمفردهن تماماً عندما تم حبسهن في الحبس الانفرادي، وعُزلن عن غيرهن من الشابات. وكتبت إحداهن “عندما كنت أعيش في رعاية الغرفة الانفرادية كان يتوجب عليهم الإشراف علي كل خمس دقائق، لكن في عدة مناسبات كان الأمر يستغرق من ساعة إلى ساعتين قبل أن يأتي أحدهم.” وكتبت أخرى أنه قد يكون من الصعب التواصل مع الموظفين ليلاً “إذا قرعت باب الممر للتواصل معهم فقد يستغرق وصول الموظفين نصف ساعة”.

كما سلطت الفتيات الضوء على أن كثيراً من الموظفين في دار ريبيكا هم من الرجال. وكتبت إحداهن “شارك رجل هنا في تفتيش عارٍ لفتاة لأن طاقم الموظفين حينها كان من الرجال فقط. بعض الفتيات لا يمكنهن الخروج مع موظفين رجال، بسبب صدمات تعرضن لها من قبل، لذلك لا يُسمح لهن بالخروج”.

ووفقاً لتقرير مفتشية الرعاية في 29 يونيو الماضي، فإن السجلات الجنائية لسبعة موظفين كانت مفقودة حين أجري التفتيش.

محكومات بجرائم بسيطة

وتحققت الصحيفة من هويات بعض الفتيات اللاتي تواصلن مع الإعلام بعد أن وضعن في دار الرعاية بموجب قرار قانون الرعاية القسرية LVU ، وثبت أنه تم الحُكم عليهن بجرائم بسيطة لا يعاقب عليها بالسجن. وفي معظم الحالات يتعلق الأمر بجرائم المخدرات الصغيرة أو السرقة من المتاجر. ويفترض أن يكون وضعهن في دار ريبيكا ليس نوعاً من أنواع العقوبة بل لتلقي الرعاية لتتحسن أحوالهن ويبتعدوا عن الطرق المدمرة. فيما قالت إحدى الفتيات إن السجن أفضل مما هم فيه، مضيفة “نحن نعامل أسوأ من القتلة المدانين في السجون. على الأقل، يسمح لهم بمشاهدة التلفاز للترفيه عن نفسهم، وهو خيار لا نملكه هنا”.

وتظهر الصور التي أرسلتها الفتيات من داخل أجنحة ريبيكا سوء الأحوال، حيث يعشن في غرف كتب عليها شباب عاشوا هناك من قبل، وفي بعض الحالات تحمل الأسطر على الحائط رسائل حزينة وصرخات تطلب المساعدة.

وقالت إحدى الفتيات تصف مكان إقامتها الحالي “بدت غرفتي عندما انتقلت إليها مليئة بالخربشات والأثاث فيها محطم”. كما أرسلت بعض الشابات أيضاً صوراً لملصقات رسموها داخل دار الرعاية تحمل الرسالة التالية: “اتصلت بالمفتشية وأخبرتهم لكن لم يحدث شيء. كيف يمكننا نحن الذين تضرروا بالفعل من الأشياء المؤلمة أن نعيش في مثل هذا”.

فيما قال رئيس القسم في دار ريبيكا للفتيات ديفيد سودرمان إنه يتمنى أن تتاح الفرصة لإجراء مزيد من التجديدات في المباني الحالية، لكن الضغط على الأماكن كبير. وأضاف “هذه مؤسسة قديمة بدأ بناؤها في السبعينات. هي ليست مباني مهيأة بالكامل للرعاية المؤسسية الحديثة والعمل جار على خطة لبناء مبان جديدة. ثم أننا نجري على فترات تجديدات وتحسينات في المبنى، لكن الأمر صعب. من يقطنون هنا هم مجموعة شبابية ومن الطبيعي أن يكون هناك كثير من التخريب”.

ورداً على أقوال الفتيات بأن الوضع أسوأ من السجون، حيث يمتلك المدانون أجهزة تلفزيون في غرفهم، قال سودرمان “لا يمكنني التعليق على وضع السجون، لكن صحيح أنه لا يوجد تلفزيون في الغرف لدينا، والأمر يتعلق بمتطلبات مرافق الرعاية الإلزامية، يجب إعداد جهاز تلفزيون بطريقة آمنة، بحيث لا توجد أسلاك معلقة، ولا يمكننا القيام بذلك عندما يكون لدينا شباب في العنابر. سنضطر إلى إغلاق جناح كامل ليناسب أجهزة التلفزيون، الأمر الذي سيكون مكلفاً ويقلل من قدرتنا على رعاية الشباب المتضررين لفترة معينة (..) لكن عندما نخطط لإجراء صيانة كبيرة فإننا سنراجع إمكانية وضع أجهزة تلفزيون في الغرف. ولدينا قسم يحتوي بالفعل على تلفزيونات في الغرف”.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.