الكومبس – تجربة نجاح: تعلمُ اللغة واستغلالُ قدراتك بالشكل الأمثل في سوق العمل هما المفتاحان الرئيسيان للاندماج والنجاح في أي مجتمع جديد، من وجهة نظر فداء أبو زایدة، تلك الشابة ذات الـ28 عاما، والتي قدمت إلى السويد قبل سنوات محدودة لتشق لنفسها طريقاً جديدةً في الحياة والعمل.
فداء التي غادرت قطاع غزة، هرباً من الأوضاع السياسية والأمنية هناك، وبحثاً عن فرص أفضل لها، تعمل حالياً في واحدة من كبريات الشركات السويدية، كمشرفة في مجال التنمية البشرية كما تمتلك شركة خاصة بها.
تمكنت فداء وخلال فترة قصيرة من تحقيق تجربة ناجحة لها في السويد.
وتقول للكومبس، إنها ومنذ وصولها إلى هنا، وضعت قبالة عينيها، تقبل فكرة أن تبدأ من الصفر، فهذا أمر قد يكون جيداً أحياناً، خاصة أنها هي اختارت اتخاذ خطوة المجيء إلى السويد بنفسها، لذلك قررت في البداية، تعلم اللغة السويدية، التي اتقنتها وساعدتها في دخول الجامعة.
تخصصت فداء في دراسة الموارد البشرية في جامعة Kristianstad
وتقول في هذا الإطار، ” منذ قدومي إلى السويد، بدأت مرحلة الاندماج والترسيخ. أنهيت مرحلة تعليم اللغة الأساسية خلال فترة قصيرة، هذا الأمر تطلب مني العمل بإصرار وسهر الليالي، لكي أقوم بدراسة المواد التي تأهلني الالتحاق بالجامعة”

أي عمل هو فرصة لفهم المجتمع الجديد
أدركت فداء أن العمل، هو وسيلة مهمة للدخول إلى المجتمع الجديد من أبوابه الواسعة، لذلك قررت، وخلال دراستها، العمل سواء في المطاعم أو دور رعاية المسنين، ما ساعدها على إعالة نفسها وتحقيق اندماج أقوى، وتضيف: ” حرصت على العمل خلال تلك السنوات… إن العمل في المطاعم وبیوت الرعایة، لم يحد من طوحي بإكمال دراستي، بل على العكس تماما، كانت عبارة عن فترة توعیة بالمجتمع السویدي، وفرصة أكبر لفهم سوق العمل والمجتمع”.
تصميم فداء على النجاح، أنعكس عليها بالشكل المطلوب، إذ تمكنت من الحصول على وظيفة مشرفة coach في قسم الموارد البشرية بشركة كبرى في السويد، وهي (jobbförmedling och utbildning Arcus( وقد شكل لها هذا العمل نقلة نوعية في مسار حياتها بالمجتمع الجديد.
ساهم جهد الفتاة الشابة على إثبات نفسها، في تكليف الشركة لها، بمساعدة الوافدین الجدد إلى السوید بشكل خاص للاندماج في سوق العمل من خلال إعطاء محاضرات والعمل على تطوير السیر الذاتیة وإيجاد دورات تدريبیة ملائمة لقدرات المشاركین.
وتقول للكومبس في هذا الصعيد: “لطالما حلمت بأن أحصل على العمل الذي يمثلني وهذا شيء لیس بالسهل، خصوصا أن تبدأ من نقطة الصفر”.
تأسيس شركة خاصة بها
طموح فداء لم يقتصر على ذلك، إذ قررت أن يكون لديها أيضاً عملها الخاص مستغلة “هوايتها” في مجال التجميل، كما تقول لذلك عملت على فتح شركة متخصصة بهذا القطاع، وهذا ما زاد من أعباء تحمل المسؤولية لديها، الأمر الذي تعتبره شيئاً مهماً، خصوصاً وأنها حققت ذلك في عمر صغير وفي فترة زمنية قصيرة نسبياً من تواجدها في إطار مجتمع جديد ومختلف كلياً بالنسبة لها.
نصيحة للقادم الجديد…تطوير الذات والثقة بقدراتك
وتختم فداء حديثها معنا، بتوجيه بعض النصائح للقادمين الجدد، حيث تقول، إن أهم الأسباب، التي تساعد على الاندماج في السوید، لا شك أنها اللغة، فهي العامل الأساسي، والذي يعتبر المفتاح لكل الأبواب المغلقة، فضلاً التحلي بالصبر والإيمان بالذات واستغلال الموارد والمساعدة، التي تقدمها الدولة السویدیة للقادم الجديد، وانتهاز فرص العمل في البدايات بغض النظر عن ما هو ذلك العمل.
وتؤكد في الوقت نفسه على أهمية التعلیم الأكاديمي، الذي یساعد على إعطاء فرصة أكبر للحصول على العمل.
ودعت فداء الوافدین الجدد، إلى استغلال الظروف الحالية، التي فرضتها جائحة كورونا لإعادة تطویر الذات والإيمان بأنفسهم، قائلة:
“كل منا لدیه شيء عظیم یحتاج فقط الى التنمیة والتطویر… سوف أتابع دراستي بعد الجامعة، واستغل كل فرصة متاحة أمامي، فماذا عنك أنتِ / أنت؟”
