الكومبس – منوعات: في دراسة جديدة -نُشرت في عدد شهر مارس الجاري بدورية “إيرث ساينس ريفيوز” (Earth-Science Reviews) – قام فريق بقيادة عالم الحفريات ماتس إريكسون من “جامعة لوند” السويدية، بجمع وتحليل الأبحاث السابقة لأحد الزواحف البحرية المعروف باسم “إكتيوصور” (Ichthyosaur).
وقام الفريق بتتبع التاريخ البحثي والتحليلي عن طريق تجميع البيانات الرقمية والتشريحية من البقايا الصلبة والرخوة، وإجراء مراجعة شاملة لمدة 300 عام، وربط تلك المعلومات بأحفورة مكتشفة حديثا، ومحفوظة بشكل استثنائي، وتمكن الفريق من إنشاء أحدث إعادة بناء علمية للإكتيوصور، وهو ما اعتبره علماء الأحافير أحدث إعادة بناء لحيوان قديم من عصور ما قبل التاريخ
والإكتيوصورات هي من الزواحف البحرية المنقرضة التي عاشت في زمن الديناصورات، لكنها شكلت مجموعة منفصلة عن الديناصورات وربما لم تكن مرتبطة بها ارتباطا وثيقا.
وقد تركت الإكتيوصورات وراءها سجلا غنيا بالحفريات، وقد أصبح العلم مدركا لوجودها أوائل القرن التاسع عشر، عندما تم العثور على أول هياكل عظمية كاملة لها في إنجلترا، وفي وقت لاحق من ذلك القرن، تم اكتشاف العديد من حفرياتها المحفوظة بشكل ممتاز في ألمانيا، بما في ذلك بقايا الأنسجة الرخوة.
وربط الباحثون المعلومات المتراكمة على مدى 300 عام بأحفورة مكتشفة حديثا
ومنذ أواخر القرن العشرين، كان هناك اهتمام متجدد بالإكتيوصورات، مما أدى إلى زيادة عدد حفرياتها المكتشفة في جميع القارات، حتى وصلت إلى أكثر من 50 جنس معروف حتى الآن.
وتباينت أطوال الإكتيوصورات من متر واحد إلى أكثر من 16 مترا. وتشبه الإكتيوصورات الأسماك الحديثة والدلافين، لكن أطرافها تحولت بالكامل إلى زعانف، تحتوي في بعض الأحيان على عدد كبير جدا من الأصابع.
وتمتلك بعض الأنواع على الأقل زعنفة ظهرية. وقد كانت رؤوسها مدببة، وغالبا ما حمل الفكان أسنانا مخروطية تساعد في اصطياد الفريسة الأصغر. وكانت لبعض الأنواع أسنان أكبر حجما ذات نصل يمكنها من مهاجمة الحيوانات الكبيرة. وكانت العيون كبيرة جدا، وربما تكون مفيدة عند الغوص العميق.
وبحسب تقرير لموقع “ساينس ألرت” (Science Alert)، أوضح عالم الحفريات يوهان ليندغرين من جامعة لوند “كانت النقطة المرجعية لدينا هي سحلية سمكية تم العثور عليها في هولزمادن بألمانيا… كانت هذه الحفرية في السابق موضوعا لدراسة مكثفة حول بيولوجيا ولون عظايا الأسماك، وهو ما قمت به مع إريكسون والعديد من الزملاء الآخرين”.
متسلحا بعدد كبير من الأحافير، استعان الفريق بالفنان إسبن هورن لنحت إعادة بناء بالحجم الطبيعي لأنواع الإكتيوصورات “ستينوبتريجيس كوادريسيسس” (Stenopterygius quadriscissus)، واستغرقت العملية نحو عام، وتضمنت النحت على الصلصال والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقال الباحثون إن النتيجة هي لقاء رائع بين العلم والفن، وأحدث تمثيل للإكتيوصور حتى الآن. على الرغم من أنه من الممكن أن تظهر المزيد من المعلومات في المستقبل، فإن الفريق لا يتصور أن أي شيء سيتغير بشكل كبير.
وقال إريكسون “إعادة البناء لدينا هي التفسير الأكثر حداثة علميا، ونأمل أن يكون صحيحا، لما بدت عليه هذه الحيوانات”. وأضاف “سيكون مفيدا للطلاب والباحثين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن سحلية السمك الشهيرة”.
المصدر : ساينس ألرت