الأمم المتحدة: 115 ألف شخص فروا من مناطق الحرب
الكومبس – دولية: أعلنت قوات المعارضة السورية أنها دخلت اليوم مدينة حماة بعد أن سيطرت على مزيد من البلدات والمواقع العسكرية. في حين أكدت وزارة الدفاع السورية أن قواتها أعادت انتشارها خارج المدينة حفاظا على أرواح المدنيين وعدم زجهم في المعارك. وفق ما نقلت قناة الجزيرة.
وكان المرصد السوري المعارض لحقوق الإنسان، الذي يراقب وضع الصراع في سوريا من بريطانيا باستخدام شبكة من المصادر على الأرض، قال إن فصائل المعارضة تمكنت من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، من ثلاث جهات، وفق ما نقلت العربية.
وقال الجيش السوري في وقت سابق إن قواته تخوض في ريف حماة معارك عنيفة في مواجهة الفصائل المسلحة، مشيراً إلى أنه “كبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.
واندلعت الحرب مجدداً في سورياً بعد أن أطلقت فصائل المعارضة عملية عسكرية أسمتها “ردع العدوان” قبل ثمانية أيام وتمكنت خلالها من السيطرة على مناطق واسعة في الشمال الغربي بينها مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد.
وبحسب موظفي الأمم المتحدة على الأرض، فر أكثر من 115 ألف شخص من مناطق الحرب في الأيام الأخيرة.
وقال مراسل التلفزيون السويدي سمير أبو عيد “حتى قبل الهجوم، هناك أزمة إنسانية في سوريا”.
وتقود “هيئة تحرير الشام”، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، فصائل المعارضة، وتتقدم بسرعة على الأرض.
وقال أبو عيد إن قوات المتمردين حاصرت المدينة من ثلاثة اتجاهات، لكن قوات النظام تبدي مقاومة عنيفة وتشن هجوماً مضاداً.
وقُتل ما لا يقل عن 360 جندياً من جانب فصائل المعارضة وما لا يقل عن 230 من القوات الحكومية، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعتبر تجدد الحرب بالنسبة للسكان المدنيين استمراراً للأزمة الإنسانية المستمرة منذ بدء الحرب الأهلية التي بدأت بثورة شعبية العام 2011.
وقال أبو عيد “هناك تقارير عن حالة إنسانية بالغة الصعوبة. لقد فر الناس بما كانوا يرتدونه فقط”.
ومنذ العام 2011، لجأ حوالي سبعة ملايين شخص من البلاد ونزح حوالي سبعة ملايين آخرين داخل البلاد.
وقال مراسل التلفزيون السويدي “كان الوضع في سوريا كارثياً طوال هذه السنوات. لقد انهار الاقتصاد، ويعيش الناس في فقر مدقع، ويحتاج 16 مليون شخص إلى مساعدة من الأمم المتحدة”.
وتحكم القوات الحكومية بقيادة الرئيس بشار الأسد أجزاء واسعة من البلاد بعد سنوات من الحرب فقد خلالها حوالي نصف مليون شخص حياتهم. وحصل الرئيس السوري خلالها على دعم عسكري من روسيا وإيران وميليشيات عراقية وإيرانية.
بينما تتألف فصائل المعارضة في الشمال من تركيبة متنوعة من جماعات جهادية متطرفة، وجماعات أكثر اعتدالاً مدعومة من تركيا كانت تسيطر على منطقة في شمال غرب سوريا.
وتتبنى هيئة تحرير الشام فكراً جهادياً، لكنها تسعى إلى تقديم نفسها بملامح أقل تطرفاً مقارنة بتنظيمات أخرى مثل تنظيم داعش، مع تركيز نشاطها على السيطرة المحلية والحكم.
وتعد هيئة تحرير الشام حالياً لاعباً رئيسياً في المشهد السياسي السوري، إذ تهيمن على إدلب وحلب ومناطق من الساحل، ويعيش ضمن المنطقة التي تسيطر عليها ملايين السوريين، فضلاً عن التماس الجغرافي مع تركيا.