الكومبس – أخبار السويد: بعد أكثر من عام على وباء كورونا، بات الوضع المعيشي سيئاً بالنسبة للعديد من الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع السويدي، وفق تقارير منظمات غير ربحية، كالصليب الأحمر السويدي، ومنظمة Stadsmissionen.
وحسب تلك المنظمات، فإن عدد الذين طلبوا المساعدة في توفير أساسيات حياتهم اليومية في العام 2020 بلغ ضعف ما كان عليه الأمر في العام الذي سبقه.
فخلال شهري مايو وديسمبر 2020، سعى 285 شخصًا للحصول على الدعم المالي أو المساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية – مثل الغذاء والسكن – مقارنة بـ 116 شخصًا في نفس الفترة من عام 2019.
وقالت جوانا سوندرز، المستشارة في مكتب منظمة الصليب الأحمر السويدي في مالمو، “لقد كان لدينا دائمًا مطابخ للفقراء ونقوم عادة بتوزيع الطعام على الأشخاص الذين يقعون خارج إطار المجتمع، أي الذين لا يحملون أوراقاً رسمية أو غير مسجلين في (الخدمات الاجتماعية) لكننا الآن نرى أن المجموعة المستهدفة في هذه المساعدات باتت أوسع”.
وتتابع، ” لقد اضطررنا إلى تسليم أكياس الطعام للعائلات التي لديها أطفال – لم يقم الصليب الأحمر بفعل مثل هذا الشيء في السويد لفترة طويلة”.
“لا مكان لهم للنوم”
وتعمل جوانا سوندرز كمستشارة في قضايا القانون الاجتماعي، وتتلقى اتصالات بشكل متزايد من جمعيات الصليب الأحمر المحلية، التي تحتاج إلى مساعدة طارئة.
وتتابع في هذا الإطار، “أرى زيادة كبيرة في عدد مرات الاتصال لطلب المساعدة …هناك عائلة ليس لديها مكان للنوم، ماذا نفعل؟”
وتشير كنا نقول لهم، إنه من الضروري الاتصال بالخدمات الاجتماعية، لكن الكثير منهم كانوا أكدوا أن مطالبهم بالمساعدة قوبلت بالرفض.
وأكدت “أنه يجب أن نكون قادرين على رعاية الضعفاء في المجتمع أثناء الجائحة، بغض النظر عن الوضع القانوني لهذا الشخص أو من أين جاء”.
من جهته، أشار، جوناس ويلستراند، المدير الاستراتيجي لمنظمة Stadsmissionen غير الربحية في ستوكهولم، إلى أنه يوجد الكثير من الأشخاص في المجتمع السويدي خارج منظومة الرفاهية ، ويعيشون في مواقف حياتية هشة.
وقال، “نحن نلتقي بالعديد من الأشخاص الذين بحاجة للمساعدة ممن يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وأمراض كامنة أو المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض خطيرة”.
ضغط متزايد لطلب المساعدة
وأكد ويلستراند، أن الضغط على أنشطة المنظمة مرتفع، خاصة من قبل عائلات لديها أطفال، وهذا ما اعتبره مثيراً للقلق.
وتابع قائلاً،” يتعلق الأمر بالآباء، الذين يعملون بدوام جزئي أو الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب الوباء، والذين يعانون من صعوبات مالية بشكل لا يصدق ويسعون للحصول على الدعم”، مشيراً إلى أن الكثيرين يعتبرون الذهاب إلى الخدمات الاجتماعية للحصول على الدعم، هو بمثابة وصمة عار.
طلاب يبحثون عن مكان للدراسة ووجبة طعام
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعداه إلى طلاب المدارس الثانوية أيضاً، فهناك حسب ويلستراند، طلاب شباب يفتقرون إلى خدمة الإنترنت في المنزل، ويعانون من ضيق الحال وبعضهم لا يملك إلا جهاز كمبيوتر واحد في منزله، مما يصعب عليهم إمكانية تطبيق نظام التعليم عن بعد للدراسة.
وأضاف، ” لذلك يلجأ الكثيرون منهم إلينا للدراسة والحصول على وجبة طعام أيضاً، والتي فُقدت بالنسبة لهم أثناء الوباء”.
إحصاءات رسمية
وفي السويد، يستقصي المجلس الوطني للصحة والرعاية حالات التشرد في البلاد كل ست سنوات. قفي أحدث مسح، والذي كان في عام 2017 ، قدر المجلس، عدد المشردين في البلاد بما يزيد قليلاً عن 33000 شخص.
يشمل هذا الرقم، الأشخاص الذين يعانون من التشرد الحاد، والأشخاص الذين ليس لديهم سكن بعد، والأشخاص الذين يعيشون في ما يعرف بسوق الإسكان الثانوي، والأشخاص الذين يعيشون على المدى القصير مع العائلة أو الأقارب أو الأصدقاء.
ويقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من التشرد الحاد (الذين ينامون في الهواء الطلق أو في ملاجئ الطوارئ) بحوالي 6000 شخص، بزيادة قدرها 1500 شخص تقريبًا، مقارنة بما كان عليه قبل ست سنوات.
وظل نصف هؤلاء الأشخاص، الذين لا مأوى لهم في شكل من أشكال التشرد لمدة عام أو أكثر.
كما بقي شخص واحد من كل عشرة منهم، بلا مأوى لأكثر من عشر سنوات.
TT