الكومبس- أخبار السويد: يصادف اليوم ذكرى مرور عشرين عاماً على عاصفة “غودرون” التي وصلت إلى جنوب السويد في الليلة الواقعة بين الثامن والتاسع من شهر يناير العام 2005 وفقاً لـ”هيئة الأرصاد الجوية” (SMHI). وتسبب العاصفة حينئذ بمصرع عدد من الأشخاص وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات. فيما أثيرت اليوم تساؤلات عن احتمال تعرض البلاد حالياً لعاصفة مشابهة؟
تسببت العاصفة بقطع نحو 70 مليون متر مكعب من الغابات، وأصبحت الطرق غير صالحةً للمرور، إضافة لانقطاع الكهرباء والهواتف عن آلاف الأشخاص مع توقفٍ كاملٍ لحركة القطارات. وكان الناس في “حالة صدمة” وفقاً لـTT التي ذكرت أيضاً أنه بعدما هدأت الرياح، كان المشهد قد تغيّر بالكامل في كثير من الأماكن.
وقضى العديد من الأشخاص نحبهم بسبب عاصفة “غودرون” التي تعتبر واحدةً من أكثر العواصف تدميراً في تاريخ البلاد. وقالت أستاذة تخطيط المناظر الطبيعية في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية (SLU)، كريستينا بلينو “كانت هناك أزمة وفوضى رهيبة في السويد كما أن المشاكل استمرت لعدة أشهر جراء العاصفة”.
ما الذي تبقى من آثارها اليوم؟
وذكرت بلينو أن آثار العاصفة تظهر بشكل واضح حتى يومنا هذا في المناطق الريفية، حيث يستغرق نمو الغابات حوالي 70 عاماً. كما أوضحت بلينو أنه خلال ساعات قليلة تم تدمير كمية من الغابات في جزء صغير من السويد تعادل ما يتم قطعه عادةً في عام على مستوى البلاد بأكملها. وأضافت “كانت هذه العاصفة كارثةً شخصية لعديد من مالكي الغابات”.
وأفادت وكالة الأنباء السويدية أن أشجار التنوب (أو أشجار الشوح) كانت الأكثر تضرراً جراء العاصفة.
التكيّف مع المناخ
المتخصص في إدارة الغابات ومنسق الأضرار الوطنية في “وكالة الغابات السويدية” (Skogsstyrelsen)، لينارت سفينسون قال أن “العاصفة غودرون كان لها أثر كبير خاصة في كيفية إدارة الغابات”، مضيفاً “أصبحت الوقاية من أضرار العواصف جزءاً مهماً من العمل على التكيّف مع تغيرّ المناخ. كما أصبح قطع الأشجار دون إزالة كامل الغابات أكثر شيوعاً أيضاً”.
هل يمكن أن تتعرض البلاد لعاصفة مشابهة؟
جان أولوف أولسون، الذي يعمل في مجال الاستعداد للإمدادات في “هيئة الطوارئ وحماية المجتمع” (MSB) قال “إن المجتمع مجهزٌ الآن بشكل أفضل بكثير عما كان عليه قبل 20 عاماً، وهذه العاصفة كانت سبباً مهماً في ذلك”.
وأضاف أولسون “يوجد على المستوى المجتمعي وعيٌ متزايد، حيث أصبح الناس أفضل في التنبؤات والتنسيق بين الجهات الحكومية والمسؤولين عن المناطق الجغرافية، ما يتيح تركيز الجهود وتحديد الأولويات”.
ووفقاً لأولسون، فقد أصبحت البنية التحتية، بما في ذلك خدمات الهاتف والكهرباء، أكثر مقاومةً بشكل كبير خلال العشرين عاماً الماضية، ومع ذلك، أشار إلى أن العديد من الجهات لا تزال بحاجة إلى تحسين جاهزيتها للأزمات.
وأضاف “الجهات التي تقدم خدمات حيوية للمجتمع بحاجة إلى خطة للتعامل مع حالات تعطل البنية التحتية. لكن اليوم، غالباً ما يتم الاعتماد على مبدأ “في الوقت المناسب” بدلاً من “الاستعداد المسبق” أو كما قالها باللغة الإنكليزية “just in time” بدلاً من “just in case”.
يذكر أن السويد تأثرت خلال الأيام القليلة الماضية بالعاصفة الأوروبية “فلوريان” التي وصلت إلى الساحل الغربي للبلاد. وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية (SMHI) تحذيرات عدة تشمل مناطق واسعة خصوصاً غرب البلاد.


