الكومبس – أخبار السويد: يحتفل باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام، لكن العديد من الشخصيات النسائية المعروفة رسمن صورة قاتمة لوضع المرأة، وسط تراجع لمكان المرأة ودخلها في العديد من المجالات، فيما قتل ما يقارب 14 امرأة العام الماضي على أيدين شركائهن في السويد.

وقالت غودرون خيمان، رئيسة سابقة لحزبي اليسار والمبادرة النسوية لوكالة الأنباء السويدية TT “يمكن التأكيد أن المساواة بين الجنسين تتراجع إلى حد كبير في العديد من الأماكن. أيضاً في السويد. تتراجع في الأجور وسوق العمل وكيفية التقديم على إجازات الأمومة/الأبوة وتعويضات الوالدين، وعنف الرجال ضد النساء، وكل هذه المعايير التي ننظر إليها عادة. إن الوضع كئيب الآن. ولكن علينا أن نبذل المزيد من الجهود”.

أما المؤلفة وأستاذة الأدب إيبا فيت-براتستروم قالت للوكالة “هناك اهتمام بالنسوية. لكنني غاضبة جداً لأن لدينا سياسيون لا يقومون بعملهم. كانت السويد رائدة عالمية في انتخابات عام 1994 عندما كان لدينا أول حكومة وبرلمان متساويين بين الجنسين في العالم. عندها كان ينبغي أن يبدأ العمل. وبدلاً من ذلك، اتسعت فجوات الأجور، ولدينا نظام معاشات تقاعدية يسعى إلى معاقبة النساء. إنه خذلان سياسي مستمر”.

رواتب أقل للمولودات في الخارج

الأستاذة في إدارة الأعمال ورئيسة جامعة دالارنا سابقاً أغنيتا ستارك، قالت لوكالة TT “إذا نظرت إلى الفوارق في الدخل بين النساء والرجال، الدخل النهائي وليس الراتب فقط، فإننا اليوم في نفس المكان الذي كنا فيه في عام 1995. زادت النساء من رواتبهن، لكن النظام الضريبي كان في صالح أصحاب الدخل المرتفع. ويظهر ذلك في الإحصائيات”.

وأكدت أنه بالنسبة للنساء من الطبقة العاملة المولودات في الخارج، أصبحت رواتبهن أسوأ مقارنة برواتب الرجال على مدى العشرين عاماً الماضية، مضيفة “إنه أمر مثير للغضب للغاية. ومثال ملموس على أن النسوية لا يمكن أن تكون مجرد فكرة مجردة، حيث تجلس وتكون “نسوياً”. لكن السؤال هو “هل تطبق النسوية”؟

تهديدات من مصادر إسلاموية

أما وزيرة المساواة باولينا براندباري قالت لوكالة TT “أستطيع أن أقول أن النسوية والمساواة تتعرضان للأسف للهجوم، من عدة اتجاهات مختلفة. نشهد حالياً أحداثاً في الولايات المتحدة تجعلني أشعر بالقلق والانزعاج الشديدين، حيث أرى تهديدات كبيرة للعمل العالمي من أجل المساواة بين الجنسين”.

وأضافت “وفي الوقت نفسه، نرى تهديدات أخرى من مصادر إسلاموية، مثلاً، حيث نرى هناك تراجعاً كبيراً في المساواة بين الجنسين. لذا أشعر بقدر كبير من القلق، وهذا يجعلني أرى أنه من الضروري تكثيف هذا العمل أكثر من ذلك”.

انخفاض نسبة المديرات التنفيذيات

وانخفضت نسبة النساء اللواتي يشغلن منصب المدير التنفيذي للشركات المدرجة في البورصة السويدية، بحسب تقرير أصدرته صحيفة Dagens Industri. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أظهرت دراسة الصحيفة أن هناك هذا العام 40 امرأة تشغل منصب الرئيس التنفيذي، مقابل 43 العام الماضي. بانخفاض من نسبة 11.9 إلى 11.1 في المائة. وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي تنخفض فيها نسبة النساء. فيما يبلغ عدد الرجال 321 مدير تنفيذي.

الأكاديميات يخسرن الملايين من رواتبهن

تحصل الأكاديميات على متوسط ​​راتب صاف مدى الحياة قدره 22.2 مليون كرون، بينما يحصل الأكاديميون الذكور على 26.1 مليون. ويعادل هذا فرقاً قدره 3.9 مليون كرون تقريباً على مدى الحياة العملية بأكملها، وفق أرقام نقابة Saco.

وأظهرت أرقام النقابة أن فجوة الأجور هي الأكبر بين الاقتصاديين، حيث يتمتع الرجال بأجر صاف مدى الحياة أعلى بمقدار 4.5 مليون كرون. حتى في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والقانون والهندسة المدنية وعلوم الأنظمة والفن، يكسب الرجال أكثر من النساء.

وأشارت نقابة Saco إلى أن العديد من النساء يخترن التعليم الذي يؤدي إلى وظائف في القطاع العام، حيث تكون الرواتب غالباً أقل. إضافة إلى أن النساء عموماً يأخذن إجازات أمومة أطول ويهتمون بالأطفال المرضى أكثر (VAB).

أرقام وإحصاءات

يعيش في السويد 5.26 مليون امرأة. وتم على مدى عقود عديدة تحقيق تقدم كبير فيما يتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو في المنزل. وفي عام 2006، تم اعتماد هدف عام لسياسة المساواة بين الجنسين، نص على أن النساء يجب أن يتمتعن بنفس القوة التي يتمتع بها الرجال لتشكيل المجتمع وحياتهن الخاصة.

لكن في السنوات الأخيرة، توقف التطور في عدة مجالات، وفقا لتحليل مؤسسة المساواة بين الجنسين Jämställdhetsmyndigheten.

وقالت يوليا هوغوسون لصحيفة داغنس نيهيتر “نرى ركوداً في التطور نحو زيادة المساواة بين الجنسين. على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالتمثيل السياسي على المستوى البلدي، كانت نسبة النساء حوالي 40% خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية”.

ووفق أرقام الصحيفة فإن متوسط رواتب النساء عام 2023 كان 37800 فيما الرجال 42000 أي 10٪ أقل. فيما الرواتب التقاعدية أقل بنسبة 26٪. أما عدد النساء اللواتي عليهن ديون كان أقل من الرجال.

وأظهرت الأرقام أن النساء يتفوقن على الرجال في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وهناك عدد أكبر من النساء بين الطلاب في الجامعات والكليات، وهذا هو الحال منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، رغم أن الاختلافات أصبحت أعظم اليوم.

أما عدد النساء العاطلات عن العمل فهو أكبر من عدد الرجال. والمهن الأكثر شيوعا بين الإناث هي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم، لكن المهن التي تهيمن عليها النساء، أجورها في المتوسط، أقل وظروف عملهن أسوأ من المهن التي يهيمن عليها الرجال.

وفي المتوسط، تعيش النساء أطول من الرجال بحوالي ثلاث سنوات. ومن المتوقع أن تعيش النساء البالغات من العمر 16 عاماً حتى عمر 85 عاماً، في حين من المتوقع أن يعيش الرجال البالغون من العمر 16 عاماً حتى عمر 82 عاماً.

وتعاني عدد أكبر من النساء من مشاكل الصحة العقلية المرتبطة بالقلق والتوتر والقلق مقارنة بالرجال في نفس العمر. ويظهر ذلك من خلال المسح الوطني للصحة العامة. كما أن النساء في أغلب الأحيان يأخذن إجازات مرضية أكثر من الرجال.

ضحايا الشركاء

وقتل ما يقارب 14 امرأة من قبل شركائهن عام 2024، أصغرهن بعمر 17 عاماً، وأكبرهن 80 عاماً، وفق صحيفة أفتونبلادت. وجميع تلك النسوة كانت تربطهن علاقة رومانسية بمن قتلهن.

وأظهر تقرير أفتونبلادت أن 371 امرأة قتلن خلال السنوات الـ24 الماضية، بطرق مختلفة منها الركلات واللكمات والسكاكين والحرق والأسلحة النارية.