عملت في الرعاية الصحية 40 عاماً.. والبلدية ترفض مساعدتها

“لا أشكو شيئاً احلم فقط أن يكون لدي حمّام خاص”

الكومبس – ستوكهولم: عجزت المتقاعدة إيفا لارشون عن دفع إيجار مسكنها لأن الأدوية التي تأخذها أصبحت أكثر تكلفة. وحين لم تعد قادرة على تحمل الإيجار تم طردها من السكن.

ورغم أن معاشها التقاعدي حوالي 7000 كرون، رفضت البلدية تقديم المساعدة لها. وجاءها الرد من الخدمات الاجتماعية (السوسيال) “تحتاجين إلى إدارة دخلك بشكل أفضل”.

بعد 40 عاماً من العمل ممرضة مساعدة في رعاية المسنين، اختارت إيفا لارشون (65 عاماً) التقاعد في عمر 61 عاماً.

كانت مصابة بالسكري وخضعت لعدة عمليات جراحية في ساقيها وظهرها وكتفيها ومعصمها.

تقول إيفا لصحيفة أفتونبلادت “كان جسدي منهكاً. اشتغلت لسنوات بينما كنت مريضة. لم أتمكن من القيام بالعمل المطلوب ولم أكن أريد ترك زملائي يقومون بعملي”.

وكان معاش إيفا التقاعدي 7 آلاف و216 كرون شهرياً، كانت تدفع منها 5600 إيجاراً لشفة بغرفة وصالة في سولنا. ومع ذلك كانت تتدبر أمورها. لكن بعد أن ازداد مرضها واحتاجت إلى أدوية أكثر وأعلى تكلفة، لم تعد قادرة على تحمل الإيجار.

البلدية ترفض

وفي مارس 2020، تقدمت إيفا بطلب للحصول على مساعدة مالية من بلدية سولنا، لكن البلدية رفضت طلبها.

وجاء في قرار الرفض “لا تقدم المساعدة المالية عادة للأفراد الذين يختارون التقاعد المبكر. لقد اخترت أن تأخذي معاشك التقاعدي في وقت مبكر”.

وكان السبب الثاني الذي ذكرته البلدية أن إيفا طلبت المساعدة كشخص أعزب بينما كانت مسجلة كمتزوجة. وجاء في القرار “على الزوجين واجب أن يعيشا مع بعضهما. ويظل قانون الزواج والواجب قائماً حتى لو كان الزوجان منفصلين فلذلك الأسبقية على حق الفرد في المساعدة”.

وتعيش إيفا وحيدة ولم تر زوجها منذ سنوات طويلة. ورغم إمكانية الطلاق دون موافقة الشخص الآخر، فإنها لم تعرف ذلك.

تقول إيفا “كنت في إجازة في تركيا ربما قبل 22 عاماً. تزوجت من رجل تركي لكنني أدركت بعد أسبوعين أن الزواج لن يدوم. أردت أن أتقدم للطلاق لكن الرجل غير موجود ولم تطأ قدماه السويد أبداً. الخدمات الاجتماعية تعرف هذا”.

وأعطت إيفا الأولوية لشراء الأدوية على دفع الإيجار. وفي ديسمبر 2020، أُبلغت بأنها ستطرد بسبب عدم دفع الإيجار. وبعد شهرين، نُفذت عملية الإخلاء خلال 15 دقيقة.

ارتدت إيفا ملابسها، وأخذت الحقائب التي حزمتها وخرجت من شقتها للمرة الأخيرة. وأصبحت بلا مأوى.

وبعد بضعة أيام، وبينما كانت تجلس في محطة للحافلات في وقت متأخر من الليل، اقتربت منها امرأة كانت بلا مأوى أيضاً، وأخذتها إلى المحطة المركزية في ستوكهولم.

تقول إيفا “في هذا المكان بدأت الحياة الحقيقية كشخص بلا مأوى. لا يمكن النوم أبداً. يجب أن تخرج من هناك لمدة ساعة كل ليلة إنه أمر فظيع”.

“أحلم أن يكون لدي حمام”

مرت الأشهر وإيفا تعيش مع اشخاص آخرين بلا مأوى على مقاعد المحطة المركزية. وكانت الخدمات الاجتماعية ترتب لها في بعض الاحيان إقامة في بيوت مؤقتة، لكن حياتها معظمها كانت في المحطة المركزية.

وخلال الصيف، سعت إيفا في إحدى المرات للحصول على مساعدة مالية لتغطية نفقات إقامة مؤقتة، غير أن طلبها رُفض. وجاء في القرار “سبق أن أُبلغتِ بأنك تتلقين أموالاً كافية لدفع تكاليف الطعام والإقامة المؤقتة. وعرفتِ من قبل أنك بحاجة إلى إدارة دخلك”.

في النهاية، وجدت إيفا غرفة مشتركة في منزل داخل Vällingby. وهي تستأجرها الآن بـ5000 كرون شهرياً.

ومن هناك تقول إيفا لأفتونبلادت “لا أشكو شيئاً. أحلم فقط بأن يكون لدي حمام خاص”.

لا توجد شبكة أمان

تقول إيفا إنها غاضبة من الحال التي يبدو عليها المجتمع. وتضيف “كانت الحياة صعبة من قبل، لكن لم يسبق أن كانت بهذا السوء”.

وتتابع “عملت في الرعاية الصحية مدة 40 عاماً. اعتقدت بأنه يوجد شبكة أمان حين يكبر المرء، لكن ذلك غير موجود”.

المحامية: لم يحققوا في قدرتها على العمل

المحامية روث نوردستروم تقدم الدعم القانوني لإيفا مجاناً. وتعتقد أن الخدمات الاجتماعية في سولنا لم تأخذ في الاعتبار عدة أجزاء من القانون الإداري.

وتقول “وفقاً للقانون الإداري، هناك التزام عام بالخدمة، مما يعني أنه يجب التحقيق بعناية في كل حالة. وهذا يعني أيضاً مراعاة وضع الفرد”.

وترى نوردستروم أن الخدمات الاجتماعية لم تحقق بما فيه الكفاية في قدرة إيفا على العمل. وتضيف “يقولون إن إيفا “اختارت” التقاعد. ولو حققوا في قدرتها على العمل، لأدركوا أنها لا تستطيع العمل بسبب صحتها”.

“لا نناقش المسائل الفردية”

ورفضت الخدمات الاجتماعية في مدينة سولنا التعليق على قضية إيفا.

وقال المسؤول الصحفي في البلدية أكسل يوراس “بشكل عام، نحن لا نناقش المسائل الفردية”.