قصة نجاح

قصة نجاح جديدة.. شاب عربي يفوز بأفضل سيناريو في السويد

: 8/11/23, 1:35 PM
Updated: 8/11/23, 2:16 PM
قصة نجاح جديدة.. شاب عربي يفوز بأفضل سيناريو في السويد

الكومبس – خاص: فاز الشاب أحمد عمّوري، بمسابقة لسيناريوهات الأفلام في السويد، بينما يعمل الآن على تحويل النص الذي فاز بالجائزة إلى فيلم سينمائي، وذلك بالتعاون مع مخرج سويدي.

ما هي قصة الكاتب الشاب؟ وكيف فاز السيناريو بالجائزة؟ الكومبس أجرت حواراً مع أحمد للتعرف أكثر على قصة نجاحه.

جاء أحمد عمّوري من مدينة حماة في سوريا حيث درس الأدب الانجليزي في جامعة البعث، وحصل على الماجيستير في نفس المجال متخصصاً في طرق تدريس اللغة الانجليزية.

أحمد مولع بالكتب والكتابة، وانبثق حبه لها من حب والدته للقراءة، وقال للكومبس: “كانت أمي تحب القراءة كثيراً، وفي بيتنا مكتبة كبيرة ضمت أهم كتب الأدب العربي والعالمي. كانت أمي دائما تشجعني على القراءة مما أعطاني مخزوناً أدبياً ولغوياً. من هناك بدأ اهتمامي بالقراءة والكتابة”.

شيئاً فشيء تحول الاهتمام بالأحرف والكلمات إلى شغف، ومنذ سن المراهقة بدأ أحمد بالكتابة، والمشاركة في مسابقات مدرسية ومحلية لكتابة القصص القصيرة.

وجمع أحمد هوايته مع اختصاصه حين اختار دراسة الأدب الانجليزي في الجامعة، وأثناء الدراسة كان الطالب المولع بالكتب يعمل كمحرر في قسم اللغة الانجليزية في مكتبة الجامعة. وبعد التخرج أكمل العمل في نفس الخط كـكاتب في مجلة “طيارة ورق”. وأسس مجلة خاصة مع مجموعة من أصدقاءه تحمل اسم “تين بعل”.

يقول أحمد انه يحب الكتابة في الأماكن العامة كالمكتبات والمقاهي

قبل تسع سنوات تقريباً وبالتحديد في صيف 2014 هاجر أحمد إلى السويد وبعد تعديل شهادته الجامعية وتعلمه اللغة السويدية أكمل الكاتب الشاب رحلته الدراسية ليحصل على شهادة لمزاولة مهنة التعليم في السويد. وحصل فعلاً على إجازة لتعليم اللغة الانجليزية تؤهله لتدريس المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية كلغة أم في السويد.

كيف كانت رحلة الدراسة – هل واجهت تحديات؟

“لم يكن الأمر سهلاً بالطبع، فقد كان عليّ أن أجمع بين الاندماج في مجتمع جديد مع كل عاداته وطقوسه وقوانينه، وتعلم لغة غير مألوفة، وفي الوقت نفسه، المحافظة على شغفي بالكتابة والقراءة وهواياتي الأخرى. كما كانت هناك حاجة لتكوين روابط اجتماعية جديدة وإكمال دراستي الجامعية هنا في السويد للحصول على رخصة التدريس. ولكن، الشيء الذي ساعدني بالفعل هو التركيز على أهدافي والابتعاد عن الأشخاص السلبيين، ووضعت لنفسي هدفًا واضحًا وصريحًا وركزت عليه.”

وأضاف: “بالطبع هناك فرق بين خريج اللغة الإنجليزية في سوريا وبين الحاصلين على نفس الشهادة في السويد. ولكن لطالما كنت أحب هذه اللغة، وكان لي تواصل مع أصدقاء من الخارج مما ساعدني في تقوية لغتي لفظاً وكتابةً. فعندما وصلت إلى السويد وأجريت امتحان اللغة، لأنهي بعدها المستوى الأعلى مباشرة. ومن جانب آخر، معرفتي باللغة الإنجليزية سمحت لي بتقديم العون لأبناء وطني، خصوصاً الذين يحتاجون إلى مساعدة في الترجمة سواء في الدوائر الحكومية أو المستوصفات الصحية والأمور الإدارية.”

وبالتزامن مع الدراسة والعمل في السويد استمر أحمد في الكتابة وكان أول اعتراف بمواهبه الكتابية جاء حين ربح جائرة أفرابيا لمرتين، المرة الأولى في 2017 بقصته القصيرة “سوزي الصغيرة”، والمرة الثانية في 2018 حين شارك بقصته القصيرة الأخرى “سيزيف” التي نالت المركز الأول في المسابقة.

تكريم الكاتب أحمد عموري من قبل نائب رئيس السودان السابق بكري حسن صالح بجائزة أفرابيا

قصته القصيرة “سوزي الصغيرة” نالت إعجاب الكثيرين لدرجة أنها فازت في مسابقة لتكون سيناريو لفلم قصير يتم العمل عليه الآن. “قدمت مؤخراً سيناريو لفيلم قصير ضمن مسابقة بمقاطعة هالاند وكنت محظوظاً بالفوز بالمركز الأول، وبالتالي حصلت على تمويل ودعم لتحويل السيناريو إلى فيلم. في هذا الفيلم، نشهد مصاعب رحلة طفلة صغيرة اضطرت لمغادرة وطنها بفعل الحروب. نعيش معها الأهوال التي واجهتها بحثًا عن مأوى آمن، وتجربتها في البحث عن ذاتها داخل أرض غريبة. تتناول قصة الفلم موضوعات متعددة، منها الآثار المستترة للحرب على الصحة النفسية للأطفال، وفقدان الهوية، إلى جانب تحديات الإندماج التي قد تواجه الأطفال المتأثرين نفسيًا بسبب الاضطراب الناتج عن الصدمة، والمخاطر المحدقة خلال رحلة اللجوء.

واجه أحمد تحديًا محوريًا خلال عملية كتابته: كيف يحول قصة يقودها راوي عليم، بدون وجود أحاديث بين الشخصيات، إلى سيناريو جذاب؟ هذه الصيغة، التي جعلت عملية كتابة السيناريو تبدو صعبة، تم اختيارها بعناية فائقة من قبل الكاتب. وقد استطاع، من خلالها، تحويل كلمات القصة إلى أحداث حية في الفيلم، صورًا رمزية ومشاعر بشرية ملموسة. أراد أحمد من خلال ذلك الإبقاء على عالمية قصته، مؤكدًا على أن موضوع اللجوء قضية عالمية يمكن أن تؤثر في أي شعب وفي أي وقت، دون الحاجة لتحديد الزمان والمكان من خلال حوارات محددة بين الشخصيات.

قصص أحمد عن التأثير الكبير للهجرة على الأشخاص وخاصة الأطفال منهم، نالت قدراً كبيراً من الشعبية لدرجة أن معلمات اللغة في مدينته القديمة هالمستاد أصبحن يستخدمنها في التدريس.

أليس من النمطي تناول قصص المهاجرين كمهاجر؟

“ليست كل كتاباتي تتمحور حول الهجرة والمهاجرين ولكنني لاحظت أن قصصي التي تحاكي معاناة البشر مع الحرب والهجرة تلاقي إقبالا واهتماماً كبيران. يبدو أن الحرب بمآسيها تثير تعاطف القراء وتبعاً لذلك إهتمامهم.”

ويختصر احمد عمّوري ميوله في الكتابة في جملة واحد: “أحب الكتابة عن اشخاص عاديين مرّوا بتجارب غير عادية”، وينوه إلى أن هدفه من الكتابة هو أن يجد القارئ نفسه أو أحداً ممن حوله في شخصيات قصصه المستوحاة من الواقع.

ما هو حلمك الكبير؟

رغم حبي واستمتاعي بمجال التدريس إلّا أن حلمي الأكبر هو التفرغ بشكل كامل للكتابة وأن انشر عدداً من القصص والروايات ولكن الآن اعمل على هذا الفيلم وأحاول أن لا يأخذني عملي كمدرس من شغفي ككاتب، رغم سعيي للجمع بين الأمرين.

وأخيرًا، هل يمكنك مشاركتنا نظرة سريعة على أعمالك القادمة وما يمكن لجمهورك أن يتوقعه في المستقبل القريب؟

“بجانب دوري في الفيلم ككاتب ومستشار ثقافي، أنا الآن في مرحلة كتابة رواية تنتمي لنمط الإثارة النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطة قائمة لتحويل قصة ‘سوزي الصغيرة’ إلى قصّة مصورة للأطفال والمراهقين، والتي من المتوقع نشرها بثلاث لغات مختلفة: العربية، الإنكليزية، والسويدية.”

هديل إبراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.