الكومبس – أخبار السويد: عاش الطبيب الشرعي السابق تيت هارم في عزلة شبه كاملة منذ أن تم اتهامه مع زميله فيما عرف بـ”قضية كاترين دا كوستا”، التي أصبحت واحدة من أكثر قضايا القتل إثارة للجدل في تاريخ السويد. ورغم تبرئتهما من تهمة القتل، فإن تهمتهما بالمشاركة في تشريح الجثة لاحقتهما، مما تسبب في تعرضهما للتهديدات والهجمات، وحول حياة هارم إلى حياة مليئة بالخوف والعزلة.

جريمة هزت السويد

في العام 1984، عُثر على جثة كاترين دا كوستا، وهي شابة تبلغ من العمر 27 عاماً، مقطّعة على طريق سريع. ووجه الادعاء العام تهمة القتل إلى هارم وزميله، اللذين أطلقت عليهما وسائل الإعلام لقب “الطبيب الشرعي” و”الطبيب العام”.

في العام 1988، برأت المحكمة الرجلين من تهمة القتل، لكنها اعتبرتهما مسؤولين عن تقطيع الجثة. ولأن الجريمة المتعلقة بالتشريح كانت قد تقادمت قانونياً، لم يكن بالإمكان الحكم عليهما. لكن الطبيبين فقدا لاحقاً تراخيصهما الطبية بناءً على الأدلة المستخدمة في القضية.

وفي الوقت الذي قُتلت فيه الشابة، كان هارم طبيباً شرعياً في الثلاثينات من العمر. ووصفته وسائل الإعلام في السنوات التي تلت الحادثة بـ”الوحش”. كما تعرض للهجوم والتهديد.

انتقادات للتحقيق والمحاكمة

يتناول التلفزيون السويدي اليوم قضية هارم في البرنامج الوثائقي “وثائق من الداخل”، حيث يسلط الضوء على التحقيقات المثيرة للجدل. ويقول الصحفي دان جوزيفسون في البرنامج إن القضية استندت بشكل أساسي إلى شهادة أم زعمت أن ابنتها البالغة من العمر عامين شهدت الجريمة.

ويضيف “إذا أزلنا هذه الشهادة غير المنطقية، فإن القضية بأكملها تنهار”.

حياة في الظل

يعيش هارم منذ العام 1985بهوية محمية معزولًا عن العالم الخارجي. يعاني من إعاقة سمعية شديدة بسبب محاولة انتحار خلال فترة التحقيق. ويقول إنه لم يستطع تجاوز القضية، وما زال منشغلاً بها يومياً بحثاً عن القاتل الحقيقي.

ويضيف في البرنامج “لم أتمكن أبداً من عيش حياتي. أفكر في الأمر باستمرار من الصباح حتى المساء”. ولا يزال يأمل في العثور على القاتل الحقيقي، ومن أجل ذلك جمع معلومات من منتديات الإنترنت عن القضية.

وما زالت قضية كاترين دا كوستا واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السويد، وتثير تساؤلات حول النزاهة القضائية، ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام والتعامل مع المتهمين.