كاتب يسخر من موقف السويد: نبيع الأفغان كلمات رنانة ونتركهم للموت

: 8/13/21, 5:01 PM
Updated: 8/13/21, 5:01 PM
المترجم الأفغاني وسط جنود سويديين
المترجم الأفغاني وسط جنود سويديين

صورة تلخص كل شيء.. نخفي وجوه أبنائنا الجنود لحمايتهم فيما تظهر صورة المترجم المهدد فعلاً

الكومبس – ستوكهولم: تناول مقال نشره بيتر كادهامر في أفتونبلادت اليوم قضية المترجمين الأفغان الذين عملوا مع القوات السويدية في أفغانستان ويواجهون حالياً خطر الموت على يد حركة طالبان. ووجه الكاتب انتقادات لاذعة للبيروقراطية السويدية في التعامل مع القضية، مسلطاً الضوء على القصة الإنسانية لأحد هؤلاء المترجمين واسمه ذكر الله بلخي.

يقول الكاتب في مقاله “بدا ذكر الله بلخي سعيداً عندما اتصلت به هاتفياً. قال شكراً! شكراً! قبل حتى أن أقول من أنا. فبالنسبة له المكالمة من السويد تعني أملاً في الإنقاذ. وعلى أي حال هو صوت من السويد قد يعني بالنسبه له أن العالم الخارجي لم ينس ذكر الله بلخي وعائلته”.

بلخي هو أحد المترجمين الشفويين الذين عملوا لدى القوات السويدية في أفغانستان ويخشى الآن أن يفقد حياته على يد حركة طالبان التي تعتبر كل من عمل مع القوات الأجنبية “خائناً”.

صورة غريبة!

يقول الكاتب “بينما كنا نتحدث، نسمع أصوات طلقات في الخلفية. يقول بلخي إن طالبان تبعد خمسة كيلومترات عن مكان وجوده، وما زالت القوات الحكومية تقاوم”.

ويضيف الكاتب “اتصلت مع ذكر الله بلخي لأنني رأيت صورته على التلفزيون السويدي مساء الأربعاء. إنها صورة غريبة. يمكنك أن ترى وجه ذكر الله بوضوح محاطاً بثلاثة وجوه مخفية. إننا نرى وجه الأفغاني الملاحق بينما الجنود السويديون الآمنون في السويد وجوههم غير واضحة! نحن لا نريد المخاطرة بسلامة أي شخص ليس لأن الجنود السويديين في خطر أو تحت التهديد، ولكن ربما يجدون أنه من غير الجيد أن تظهر صورهم. الصورة مثال ممتاز لبلد منظم وحذر هو السويد يعاني في الوقت نفسه من فوضى غريبة”.

ويضيف الكاتب “لم يكن أحد يعتقد أن عشرات المترجمين الشفويين الذين عملوا سابقاً لدى الجنود السويديين، كانوا في مهمة خطيرة، وأنهم يمكن أن يحتاجوا إلى الحماية يوماً كما حدث الآن مع انهيار الدولة الأفغانية واجتياح طالبان للمناطق”.

يبلغ بلخي من العمر 34 عاماً، وهو متزوج ولديه ثلاث بنات أعمارهن ثلاثة أشهر وثلاث سنوات وخمس سنوات. وتختبئ العائلة لدى أحد المعارف في مدينة مزار شريف الشمالية.

وعن إمكانية الوصول إلى العاصمة كابول، يقول بلخي “لا يمكن الوصول بالسيارة فطالبان تسيطر على الطريق. لا تزال الرحلات الجوية تعمل لكننا لا نملك المال اللازم”.

في حين يقول الكاتب “العالم الحديث غريب جداً وسريالي. أنا أتحدث من هاتف جميل مع رجل على الجانب الآخر من العالم ينتظر إعدامه بطرائق القرون الوسطى، هل سيعذبونه أولاً، أم يشنقونه بعمود إنارة، أم سيسحلون جسده في الشارع؟! تخيل لو أنه أمكنك الاتصال بيهودي على متن قطار ذاهب إلى معسكر الاعتقال أوشفيتز! ربما هذا مثال بعيد جداً. من المعقول أكثر تشبيه المحادثة مع ذكر الله بلخي بالرسالة اليائسة من رواندة خلال الإبادة الجماعية في عام 1994 والتي كانت تقول: نريد أن نبلغكم بأننا سنقتل غداً”.

لا يعرفون مَن

وبينما ينتظر ذكر الله بلخي وعائلته مصيرهم، يدور جدل سياسي في السويد. ويتهم المحافظون والاشتراكيون الديمقراطيون بعضهم بكلمات لاذعة، حسب الكاتب الذي يضيف متهكماً “الجميع يريد المساعدة. لكن لسوء الحظ، فهم لا يعرفون من هم المترجمون الذين كانوا يعملون في السابق لدى الجنود السويديين”.

ويتابع “يبدو أن القوات المسلحة السويدية، وجهاز الأمن، ووزارة الخارجية، ومصلحة الهجرة لم يعد أحد منها قائمة بأسماء الأشخاص الذين عملوا لدى السويد والذين قد يقعون في ورطة كبيرة في يوم من الأيام. بدلاً من ذلك، كانوا مشغولين برسم أهداف جميلة لأفغانستان وصياغة طموحات معبأة بكلمات طنانة مثل “حقوق الإنسان والتعليم والتنمية الريفية والتكامل الاقتصادي ومشاركة المرأة في عملية السلام”.

ويرى الكاتب أن حرب الغرب في أفغانستان أضاعت بوصلتها منذ فترة طويلة. ويعتبر أنه “كان من الحكمة التخطيط لانسحاب مشرف بدلاً من تكديس الشعارات الرنانة”.

ويذكر الكاتب أن بلخي تقدم مرتين بطلب للحصول على تصريح إقامة في السويد، لكنه قوبل بالرفض.

ويضيف “البيروقراطية السويدية حالة خاصة. السفارة في كابول لا تقبل طلبات اللجوء، لكن ماذا يجب أن تتوقع من بلد يسمح، من ناحية، لآلاف الأشخاص الذين لا يملكون أسباب لجوء بالبقاء هنا لأن البيروقراطية لم تجد الوقت بعد للنظر في أوراقهم، ومن ناحية أخرى، لا تسمح بإنقاذ شخص خدم الجيش السويدي ويمكن أن يفقد حياته عندما يمسك به المتعصبون الدينيون المتعطشون للدماء؟!”.

وينقل الكاتب عن بلخي قوله “أجابني السويديون بأنه مر وقت طويل منذ أن عملت لديهم (..) لكن طالبان لا تهتم لذلك فهم لا يطلبون سيرتك الذاتية قبل أن يقتلوك!”.

ويختم الكاتب مقاله بالقول “هذا ما يبدو عليه تاريخ العالم الآن. وهذا ما تبدو عليه مأساته”.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.