الكومبس – ستوكهولم: قال وزير خارجية السويد الأسبق كارل بيلد إن السفير الإسرائيلي في ستوكهولم إيلان بن دوف “انضم إلى التقليد الصيني المعروف باسم “دبلوماسية الذئب” عبر إطلاق اتهامات وأكاذيب وأضاليل لا علاقة لها بالدبلوماسية المحترمة”.

ونشر كارل بيلد السبت مقالاً في اكسبريسن ردّ فيه على حملة شرسة قادها السفير الإسرائيلي بسبب تغريدة كتبها بيلد بعد انفجار بيروت.

وقال بيلد في المقال “من التهور للسفير إيلان بن دوف أن يتهمني زوراً باستنكار أو التقليل من قيمة عرض إسرائيل لمساعدة لبنان”.

وأضاف “سواء أساء سفير إسرائيل الفهم عمداً أو لم يفهم ما كتبته حقاً (..) فإن من الواضح أنه انضم الآن إلى التقليد الصيني لدبلوماسية الذئب باتهامات وأكاذيب وأضاليل لا علاقة لها بالدبلوماسية المحترمة”.

وأوضح بيلد سبب المشكلة بالقول “فور الانفجار الضخم في بيروت، كتبت تغريدة قلت فيها إن “الأمر المشجع الوحيد في هذا الوضع الكارثي هو أن إسرائيل سارعت هي الأخرى بعرض المساعدة الإنسانية”. وكانت خلفية ذلك واضحة. حيث غزت إسرائيل لبنان مرتين، وألقت القنابل على البلاد. وتحتل إسرائيل أجزاء من لبنان منذ فترة طويلة. وجرى ارتكاب جرائم حرب مروعة وموثقة جيداً. وكثيراً ما تنتهك الطائرات الحربية الإسرائيلية المجال الجوي اللبناني. كما أن العبء على اللاجئين الفلسطينيين كان ثقيلاً منذ عقود. حتى أن الدولتين تفتقران إلى العلاقات الدبلوماسية”.

وأضاف بيلد “في هذه الحال، اعتقدت بأنه من الإيجابي ملاحظة أن هذا البلد قدم أيضاً مساعدة سريعة. غير أن السفير ومجموعة من الدعاية الإسرائيلية المتطرفة إلى حد ما هرعوا إلى مهاجمتي فوراً. وكأن الإيحاء بوجود أي إشكال في العلاقة بين إسرائيل ولبنان أمر غير مقبول على الإطلاق”.

اتهامات كاذبة

وقال بيلد “نشر السفير تغريدة اتهمت فيها زوراً باستنكار أو التقليل من قيمة عرض إسرائيل للمساعدة. كانت كلمة “استنكار” هي الكلمة التي استخدمها، رغم أنني قلت صراحة إن هذا “مشجع”. وادعى لأسباب لا تزال غامضة أنني “مهووس” بإسرائيل. كان ذلك تهوراً منه”.

وأضاف “ربما يمكنه محاولة إعفاء نفسه بالقول إن ذلك حدث بناءً على تعليمات من بلده. لقد لاحظت كيف تم حشد الدعاية في نمط أعرفه جيداً من مواقف ودول أخرى. ظهرت حسابات غريبة على تويتر ودعاية صفراء. واتهمت بالنازية ومعاداة السامية. وتوالت الأكاذيب واحدة تلو أخرى. لقد اختبرت ذلك من قبل، وسنختبره جميعاً مرة أخرى”.

وتابع بيلد في مقاله “كيف ستسير الأمور مع عرض إسرائيل للمساعدة؟ سنرى. حيث اتصلوا بالأمم المتحدة بشأن هذه المسألة وطلبوا المساعدة لأن لا علاقات لهم مع الحكومة اللبنانية. ولدي الجرأة للترحيب بذلك أيضاً، لكن لا يسعني إلا أن أشير إلى أن الحكومة التي يمثلها السفير تنتقد غالباً جهود الإغاثة المختلفة ودور الأمم المتحدة في هذا الجزء من العالم. ومع ذلك فإن مساهمة مالية حقيقية من إسرائيل لدعم جهود الأمم المتحدة، ستكون جيدة بالطبع”.

مدانة بإجماع العالم

وقال وزير خارجية السويد الأسبق “السفير وجيشه من المحرضين محقون تماماً في أنني غالباً ما كنت أنتقد بشدة سياسات حكومته. وربما كان هذا هو سبب هيجانه الغريب”، مضيفاً “إن سياسة الاحتلال تنتهك القانون الدولي وتحرم الشعوب الأخرى من حقوقها وتقوّض شروط السلام في المنطقة. كما أن نية حكومة نتنياهو البدء الآن في ضم أجزاء أكبر من المناطق التي احتلتها إسرائيل منذ العام 1967 أدينت بإجماع العالم تقريباً، باستثناء البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب”.

وقال بيلد “رأيي في شروط السلام بالمنطقة هو رأي الاتحاد الأوروبي الذي تم تأسيسه في الواقع عندما كنت في الرئاسة. لا أنكر على الإطلاق أن إسرائيل قدمت مساعدات طارئة لهاييتي ودول أخرى. لكن هذا لا يغير شيئاً. لا شيء على الإطلاق”.