الكومبس – ثقافة قانونية: وردت “الكومبس” رسالة من إحدى المتابعات، تقول فيها إنها أصبحت ضحية للتشهير والتنمر عليها، من قبل أحد الأشخاص، الذي يقوم بنشر صورها، وصور أولادها، في الإنترنت، مؤكدة أنها قدمت بلاغاً لدى الشرطة منذ أكثر من سنة، لكن دون اتخاذ أي إجراء.
تقول الرسالة: أنا عندي مشكلة يوجد شخص يقوم بتهديدي، وقام بعمل صور “فوتوشوب” ونشرها في الإنترنت، وكذلك يقوم بالتشهير بي، واتهامي بأنني مبتزة و “حرامية”، وقام بنشر صورتي التي أخذها من صورة بروفايلي الشخصي من الفيسبوك، ونشر صور أولادي، وتكلم عنهم بالسوء.
تقدمت بشكوى لدى الشرطة، منذ أكثر من سنة، ولكنها لم تفعل شيئاً، مع العلم أن هذا الشخص تعاون مع “عشيقته” في حملة التشهير ضدي.
رأي قانوني
الكومبس طلبت من المحامي مجيد الناشي، التعليق على هذه الرسالة، وإبداء وجهة نظر قانونية فيها، وكيف يتعامل القانون في السويد مع هذه القضايا، فأجاب قائلاً:
القانون يتعامل مع هذه المشاكل، وفق الفقرة القانونية المسماة “تشويه السمعة” بحسب الفصل الخامس من قانون العقوبات.
للأسف القضايا تكون فردية، ولا يمكن مسبقاً، معرفة النتيجة فيها، لكن طبيعة التهم الموجهة ضد الضحية في هذه الرسالة، هي توجيه تهمة بارتكاب جريمة، ومن الأرجح أن يدخل هذا الاتهام تحت طائلة قانون العقوبات.
المشكلة هنا أن الشرطة لا تأخذ هذه القضايا كأولوية في عملها، لذلك يأخذ التحقيق فيها، فترة طويلة، تزيد عن السنة، لكن أنصح الشخص الذي يتعرض الى ذلك، الاستمرار في إبلاغ الشرطة، كلما قام الطرف الآخر بنشر شيء جديد يشوه سمعته.
من المهم أيضا تقديم كل الدلائل عن من هو الشخص؟ وكيف تعرف ان هذا هو الشخص؟ الشرطة والمدعي العام للأسف لا يقومان بالتحقيق إذا لم يكن الفاعل معروفاً تماماً. وهنا لا يكفي أن يقول الشخص أنا أعرف انه هذا الشخص، أو ذاك! وإنه قال كذا وعمل كذا، بل يجب تقديم دليل محدد مثلاً من صفحة الفيسبوك الشخصية التابعة للشخص الذي يقوم بالتشهير، تظهر بشكل واضح اسمه وصورته.

ما هو التنمّر عبر الإنترنت
الأمم المتحدة تصف التنمّر عبر الإنترنت، بأنه التنمّر باستخدام التقنيات الرقمية. ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات التراسل، ومنصات الألعاب الإلكترونية، والهواتف الخلوية. وهو سلوك متكرر يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهير بهم. ومن بين الأمثلة على هذا النوع من التنمّر:
نشر الأكاذيب أو نشر صور محرجة لشخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي.
إرسال رسائل مؤذية أو تهديدات عبر منصات التراسل.
انتحال شخصية أحد ما وتوجيه رسائل دنيئة للآخرين باسمه.
وكثيراً ما يحدث التنمّر الشخصي والتنمّر عبر الإنترنت متزامنين. بيد أن التنمّر عبر الإنترنت يترك بصمة رقمية — أي سجلاً يمكن أن يكون مفيداً وأن يوفر دليلاً من أجل إيقاف الإساءات.