الكومبس – خاص: لم تتمكن فرح (اسم مستعار) من حضور موعد اللقاء في مكتبة هالوندا Hallunda ببلدية بوتشيركا، لأنها لا تملك حرية الحركة وقت شاء. فرح أم لطفلين يعانيان اضطرابات عصبية وسلوكية، ترى في مجموعات الدعم فرصةً للتخفيف من الضغوط اليومية والتواصل مع آخرين يواجهون ظروفًا مماثلة.
كان الموعد فرصة للحصول على بعض الراحة النفسية والتخلص من التعب، لكن ابنها أصيب بنوبة غضب قيدت حركتها حتى داخل المنزل. تقول فرح للكومبس “لقاء أمهات الأطفال من ذوي الاحتياجات العصبية والنفسية يساعدنا على التخفيف عن بعضنا ومشاركة تجاربنا الصعبة. كوني أم لطفلين يعانيان من اضطرابات مختلفة، من الطبيعي أن أواجه تحديات مضاعفة، لأن كل حالة لها احتياجاتها في التعامل، وتتطلب مني أن أكون حاضرة جسدياً وذهنياً، فالأول مصاب باضطراب طيف التوحد ASD والثاني مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD”.
واظبت فرح على حضور اجتماعات دعم أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات العصبية والنفسية (NPF) في مناطق عدة من ستوكهولم، وترى في المبادرة التي أطلقتها أمينة مكتبة هالوندا، كاتارينا ستيتشيني فرصة مثالية للجميع.

دعم بلغات مختلفة
تستقبل كاتارينا الأهل بترحاب وابتسامة عريضة، فهذا يعطي انطباعاً من التضامن والتعاطف، وهي أيضاً تنتمي الى عائلة تتتعامل مع الاضطرابات العصبية. تقول كاتارينا “الهدف الرئيسي منح الأهل الأمل والمعلومات. نريد أن نؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأننا نستطيع دعمهم بطرق مختلفة، إما من خلال توفير بيئة آمنة للتواصل وتبادل الخبرات، أو من خلال إحالتهم إلى الجهات المناسبة. فالبعض يفتقر إلى المعرفة بالانظمة، ويواجهون تحديات إضافية لعدم تمكنهم من اللغة السويدية، لذلك تعتبر هذه المجموعة محاولة لإنشاء شبكة دعم متعددة اللغات، كالعربية والإنجليزية والبرتغالية والإسبانية، إضافة إلى اللغة السويدية.

رحلة التكيف بعد التشخيص
و تؤكد فرح أهمية هذه اللقاءات والمبادرات، مضيفة “عندما جرى تشخيص طفليّ، شعرت بإحباط كبير وأدركت أن حياتي تغيرت. فهما بحاجة إلى دعم يساعدهما على التواصل والتركيز”.
وتوضح ابني المصاب بالتوحد كان يواجه صعوبة في التواصل البصري واللفظي، إضافة إلى التفاعل الاجتماعي وتطوير المهارات الحركية. لكن مع تلقيه العلاجات الحسية والحركية، شهدنا فرقاً كبيراً جداً. كذلك ابني المصاب باضطراب فرط الحركة، عانى من صعوبة في الجلوس أو الانضمام لنشاط معين، وواجه صعوبات كثيرة في التعلم، بينما ساعد العلاج المناسب في تقليل حدة الاضطرابات. التعامل مع أطفالي يتطلب صبراً وتخطيطاً مستمرين، وهذا ما يجعل هذه اللقاءات مهمة. فمن خلالها تعلمت كيفية التكيف مع احتياجات
أطفالي، والتعامل معهم بالصور والإشارات ووضع خطط مسبقة، أهمها كيفية التنسيق والتواصل مع المدرسة
والمعالجين، لضمان حصولهم على الدعم المناسب”.
وتلفت أمينة المكتبة كاتارينا إلى “أن هناك عدداً من الخدمات التأهيلية التي تساعد الأهل، منها: برامج التدخل
المبكر التي تهدف إلى تحسين مهارات الأطفال اللغوية والاجتماعية والإدراكية، مثل العلاج الوظيفي لتحسين المهارات الحركية والاستقلالية اليومية، والعلاج السلوكي لتحسين التواصل وإدارة التصرفات، وجزء منها أيضاً اللقاءات التي تنظم بطريقة دورية، مع إمكانية حضورها عبر الاتصال المرئي عن بعد”.
تخطط فرح في المرة القادمة للحضور عن بعد إن لم تستطع الحضور شخصياً. وتقول “أنا ممتنة
لوجودي في السويد، حيث يحصل ذوو الاحتياجات الخاصة على دعم كبير يساعدهم على التكيف والاندماج في
المجتمع. توجد دائماً فرص لتحسين حياتهم وتعزيز استقلاليتهم، خصوصاً من خلال برامج التأهيل المهني التي تضمن لهم فرصاً عادلة لدخول سوق العمل في المستقبل “.
محمد أسعد
بوتشيركا
من هنا يمكنك حضور اللقاءات
رابط اللقاء لمجموعة دعم أولياء أمور الأطفال المصابين بـالاضطرابات: