الكومبس – ستوكهولم: اكتشف باحثون في معهد كارولينسكا تراجعاً في عدد حالات سرطان الجلد بين البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، للمرة الأولى في السويد.
وقالت الطبيبة وأستاذة علم الأورام في المعهد هيلدور هيلغادوتير “قبل أن يحدث التراجع كنا عاجزين تماماً، كانت هناك زيادة مضطردة في السنوات الأخيرة”. وفق ما نقلت TT.
وزادت حالات سرطان الجلد بشكل مضطرد في البلاد منذ ستينات القرن الماضي عندما بدأ السويديون السفر في رحلات سياحية جماعية إلى وجهات مشمسة. بينما اكتشف الباحثون في معهد كارولينسكا حالياً تغيراً في هذا الاتجاه بعد دراسة بيانات سجل سرطان الجلد السويدي.
وقالت هيلغادوتير “في العام 2015 تراجعت منحنيات الإصابة بسرطان الجلد”.
ولم يتم إعلان التراجع حتى الآن لأن الأمر قد يستغرق سنوات عدة قبل أن يتطور ضرر أشعة الشمس إلى سرطان. كما أن الباحثين أرداوا التأكد من أن الأمر ليس مجرد انخفاض مؤقت.
ونُشرت الدراسة اليوم في المجلة العلمية JAMA Dermatology. ولم يحدد الباحثون بدقة سبب تراجع سرطان الجلد، لكنهم قدموا تقسيرات محتملة.
ويتمثل التفسير الرئيسي في أن الحملات الإعلامية للتعرض الآمن لأشعة الشمس التي بدأت في التسعينات كان لها تأثير، خصوصاً فيما يتعلق بحماية الأطفال من الشمس.
وأوضحت هيلغادوتير “قبل ذلك، كان من الشائع جداً أن يحرق الأطفال جلودهم بالتعرض لأشعة الشمس. وكان من الشائع الاعتقاد بأن ذلك سلوك جيد”.
ازدياد ذوي البشرة السمراء
ومن التفسيرات التي قدمها الباحثون أن عمليات التسمير الاصطناعي تراجعت بشكل كبير. ومنذ العام 2018، تم اشتراط أن يكون الشخص فوق الـ18 عاماً ليسمح له بدخول مقصورات التسمير الاصطناعي. كما أزال كثير من المسابح هذه المقصورات.
ويعتقد الباحثون أيضاً بأن الجلوس فترات طويلة في الأماكن المغلقة بسبب زيادة استخدام الهاتف المحمول والكمبيوتر أثر على تعرض الشباب لأشعة الشمس. وبحسب الدراسة، فقد ساهم في ذلك أيضاً زيادة عدد الأفراد الذين يتسمون بلون جلد أغمق ويمكنهم تحمل أشعة الشمس بشكل أفضل.
الأولى في أوروبا
وسجلت أستراليا والولايات المتحدة تراجعاً في معدل الإصابة بسرطان الجلد. وشهدت النرويج وإسبانيا وبريطانيا، إضافة إلى دول أخرى، استقراراً في عدد الحالات. غير أن السويد هي الأولى في أوروبا التي تسجل تراجعاً. وعزا هيلغادوتير ذلك في المقام الأول إلى أن السويد لديها سجلات صحية جيدة للسكان بحيث يمكن ملاحظة التغيرات الإحصائية بسرعة.
وتحدثت تقاير إعلامية هذا الصيف عن شباب يستخدمون، على عكس التوصيات، الأشعة فوق البنفسجية في تسمير البشرة. ورغم ذلك، jعتقد هيلغادوتير أن “حالات سرطان الجلد ستستمر في الانخفاض وستصل في النهاية أيضاً إلى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً. لكن كل هذا يتوقف على مدى حمايتنا لأنفسنا”.
وتضيف “الرسالة الرئيسة هي أن التعرض الآمن لأشعة الشمس له تأثير على تراجع الإصابة بسرطان الجلد”.