لماذا سجلت السويد عدد وفيات كبير نسبياً بكورونا؟.. الخبراء يجيبون

: 1/14/21, 5:12 PM
Updated: 1/14/21, 5:12 PM
Foto: Janerik Henriksson / TT 
(تعبيرية)
Foto: Janerik Henriksson / TT (تعبيرية)

خبير يتوقع وصول العدد إلى ما بين 12 ألفاً و15 ألف وفاة

تيغنيل: سنشهد تحولاً جذرياً سريعاً إذا نجحنا في التطعيم

الكومبس – ستوكهولم: تجاوز عدد وفيات كورونا في السويد الـ10 آلاف شخص، أكثر من ثلثيهم فوق الـ80 عاماً. ويبدو أن عدد الوفيات سيستمر في الزيادة حسب توقعات هيئة الصحة العامة اليوم. فيما حذّر أستاذ علم الأوبئة في جامعة أوميو يواكيم روكلوف من أن العدد يمكن أن يصل في البلاد إلى ما بين 12 ألفاً و15 ألف وفاة.

وتحتل السويد الآن المرتبة الـ26 بين دول العالم في نسبة الوفيات لكل 100 ألف نسمة. في حين تأتي الدنمارك والنرويج وفنلندا في مرتبة متأخرة جداً بشكل كبير في القائمة التي أعدتها جامعة جونز هوبكنز، وتتصدرها سان مارينو وبلجيكا.

استراتيجية السويد

وكالة الأنباء السويدية سألت اليوم عدداً من الخبراء في علم الأوبئة عن سبب ارتفاع عدد الوفيات في السويد. وعزت مستشارة الدولة السابقة لشؤون الأوبئة، أنيكا ليندي، ذلك إلى سببين أولهما الاستراتيجية التي تبنتها السويد في مواجهة الوباء، وثانيهما أن البلاد لم تتمكن من حماية كبار السن من العدوى. وقالت “اتضح أننا لم نكن مستعدين لذلك”، مضيفة “إن التصرف في وقت مبكر جداً وإغلاق المجتمع في أسرع وقت ممكن يمكن أن يكون وسيلة أفضل للحد من انتشار العدوى، لكن في السويد لم تكن لدينا هذه الاستراتيجية، وكان من الواضح أننا سنعمل على تسوية المنحنى. وأرى أن هذه الاستراتيجية هي أساس وقوع عدد كبير من الوفيات مقارنة بالنرويج والدنمارك وفنلندا”.

ولم يفاجأ يواكيم روكلوف بوفاة أكثر من 10 آلاف شخص، وهو من المنتقدين لاستراتيجية السويد. وعبّر عن خشيته من ارتفاع العدد إلى ما بين 12 ألفاً و15 ألف وفاة في منتصف الشتاء. وأوضح “نشهد انتشاراً واسعاً للعدوى. ويصاب كثير من الناس، وسيستمر ذلك لفترة أطول، حتى يكون للقاحات تأثير أكبر”.

وفي الربيع الماضي، كان روكلوف أيّد تحليلاً لمعدلات الوفاة أثار جدلاً كبيراً، حيث توقع وفاة 40 ألف شخص. فيما يقول اليوم “الآن، هذا السيناريو لم يعد واقعياً، لكن كل ذلك يؤكد أهمية اتخاذ تدابير فعالة لوقف انتشار العدوى. فمعدل الوفيات سيعتمد على سرعة التطعيم والإجراءات الأخرى”.

أرقام مفاجئة

وعلى عكس روكلوف، لم يكن مستشار الدولة لشؤون الأوبئة أندش تيغنيل يتخيل أن يتجاوز عدد الوفيات الـ10 آلاف حالة حين جرى تصنيف المرض جائحة خطيرة الربيع الماضي.

وقال تيغنيل “لا أعتقد أن أياً منا كان يتخيل ذلك، رغم أننا عرفنا منذ البداية أن المرض خطير جداً حسبما أظهرت البيانات المبكرة من الصين وإيطاليا”.

تفسير تيغنيل لارتفاع معدل الوفيات هو أن المرض خطير جداً، خاصة بالنسبة لكبار السن المصابين بأمراض متعددة. واوضح “إذا كان لديك انتشار كبير للعدوى ولم تكن ظروفك جيدة حقاً لمنع العدوى من دخول دور المسنين، فمن الصعب منع معدلات الوفيات المرتفعة، وليست السويد وحدها هي التي تأثرت بذلك”. وأشار في الوقت نفسه إلى اختلافات كبيرة جداً في كيفية تسجيل الوفيات بين البلدان المختلفة.

نقطة تحول

وقال تيغنيل إن هناك دراسات كثيرة تقارن ما يسمى “الوفيات الزائدة” بين البلدان، معتبراً أن هذا المقياس أكثر موضوعية، حيث يقارن بين عدد وفيات السكان إجمالاً خلال الجائحة وعدده في الأحوال الطبيعية ليظهر مقدار اليزادة في الوفيات بسبب كورونا. وأكد تيغنيل أن زيادة الوفيات ضئيلة جداً في السويد، لكنها كبيرة جداً في كثير من البلدان الأخرى.

وعبر تيغنيل عن قناعته بأنه يمكن للسويد أن تشهد نقطة تحول إذا نجحت المحافظات في تطعيم من 70 ألفاً إلى 80 ألف شخص يعيشون في مساكن المسنين الخاصة، حيث تمثل هذه المجموعة حوالي نصف وفيات كورونا. وأضاف “إذا تمكنا من الوصول إليهم بتغطية لقاح جيدة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وأعتقد بأنه يمكننا ذلك، فسيؤدي ذلك إلى تغيير جذري في تطور عدد الوفيات في غضون شهر أو أقل”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.