الكومبس – أخبار السويد: تقدم الحكومة السويدية ميزانيتها الربيعية المعدلة يوم الثلاثاء المقبل، وسط فوضى الرسوم الجمركية الأمريكية والردود العالمية عليها. وتتجه معظم الأموال لزيادة الخصم الضريبي rot، إلا أن خبراء نصحوا بالحذر في الاستثمارات والحفاظ على احتياطي لدعم المجتمع والاقتصاد عند الحاجة.
وتتضمن ميزانية الحكومة تدابير بقيمة 11.5 مليار كرون، وأكبر استثمار منفرد فيها هو زيادة مؤقتة في الخصم الضريبي بمجال ترميم وصيانة المنازل (rot-avdrag)، ويستحوذ هذا التدبير 40% من المخصصات، أي 4.35 مليار، وبررتها الحكومة برغبتها في دعم قطاع البناء، حتى تتمكن الشركات من تجنب تسريح الموظفين.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في بنك نورديا أنّيكا فينست لوكالة الأنباء TT “هذا شيء لم أكن لأعطيه الأولوية”.
اضطراب الأسواق
ويعتبر ارتفاع معدلات البطالة إحدى المشاكل التي تواجه الحكومة، وسط اهتزاز الاقتصاد العالمي بأكمله على وقع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما كان الركود الاقتصادي على وشك التعافي. ما تسبب بهبوط حاد تلاه ارتفاع في أسواق الأسهم مع قرار ترامب إيقاف مؤقت لفرض الرسوم، فأصبح الوضع غير قابل للتنبؤ على الإطلاق.
ورأت فينست أن مهمة الحكومة الآن هي أن تكون بمثابة ثقل موازن للفوضى، قائلة “انتقادات ترامب الحادة تجعل الوضع الاقتصادي غير مؤكد للغاية، ومن المهم أن يكون لدينا احتياطيات حتى نتمكن من الدعم عند الحاجة. وإذا تدهور الوضع بسرعة على مستوى العالم، فقد يؤثر ذلك على الاقتصاد بأكمله، وعندها يصبح من الضروري تقديم حوافز واسعة النطاق للأسر والشركات والبلديات والمناطق”.
آمال بالبدء مبكراً
أما الحكومة أعربت عن أملها بأن يقوم الأشخاص الراغبين في تجديد منازلهم ببدء العمل مبكراً عندما يتم زيادة الخصم الضريبي rot. لكن هناك خطر يتمثل في أن كثيرين الآن سوف ينتظرون ويتمسكون بقوة بأموالهم بدلاً من ذلك.
ومع ذلك، لا تعتقد فينست أن الأمر يعني الكثير، قائلة “هناك دائما أشخاص لديهم المال. لكن بناء المساكن يحتاج إلى التكيف مع نطاق أصغر، لأن عدد السكان يتزايد ببطء أكثر. وفي هذه الحالة، لا ينبغي دعم قطاع البناء في المقام الأول”.
وأكدت أنه على الحكومة أن تكون مستعدة للتحرك إذا لزم الأمر، وأيضاً أن تتصرف بحذر، مؤكدة “حصلنا الآن على مهلة 90 يوماً، ونأمل أن يعني هذا أننا عدنا إلى التعافي التدريجي للاقتصاد. لكن الوضع قد يتدهور مرة أخرى”.
مطالب بالحذر
من جهته رفض مدير المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية ألبين كاينيلاينن التعليق على التدابير أو الأولويات الفردية في ميزانية الربيع المعدلة، وبالنسبة له، من المهم أن تكون الاستثمارات صغيرة، قائلة لوكالة TT “لسنا في وضع يسمح لنا الآن بالدخول في وضع الجائحة والقيام بأشياء كبيرة جداً. لأننا لم نشهد صدمة واضحة للاقتصاد السويدي حتى الآن، وبالتالي علينا أن نكون حذرين حتى لا نفعل الكثير مقدماً”.
وأضاف “يجب أولاً معرفة ما هو مطلوب والحصول على مؤشرات واضحة حول مكان وجود المشاكل، وإلى أي مدى تؤثر على النظام المالي أو القطاع الصناعي أو الخدمي”.