الكومبس – ستوكهولم: قررت الحكومة السويدية تخصيص مئات ملايين الكرونات في ميزانية الخريف، لإنشاء مراكز لإعادة اللاجئين المرفوضة طلباتهم، ومراكز إجبارية لإقامة لطالبي اللجوء، وزيادة سعة مراكز الترحيل، ضمن سياستها المتشددة تجاه قضايا الهجرة واللجوء.
وأعلنت وزيرة الهجرة، ماريا مالمر ستينرغارد، عن القرار الحكومي الجديد خلال زيارتها برفقة رئيس حزب ديمقراطيي السويد SD جيمي أوكيسون مركز الترحيل التابع لمصلحة الهجرة السويدية في منطقة أوستورب بمحافظة سكونا.
وقالت الوزيرة إن الحكومة تريد إنشاء ما أطلقت عليه اسم مراكز العودة، سيُنقل إليها جميع من رفضت طلبات لجوئهم في السويد، وتخصيص نحو 300 مليون كرون لهذه الغاية.
ومن المقرر وفق خطة الحكومة أن تتسع هذه المراكز لنحو 2900 شخص.
كما أعلنت ستنيرغارد عن زيادة سعة مراكز الترحيل لتصل الأماكن المتاحة فيها إلى الألف على المدى الطويل، كما نقلت عنها وكالة TT.
وخصصت الحكومة لهذه الغاية مبلغ 25 مليون كرون في عام 2025، و100 مليون كرون في عام 2026، لصالح مصلحة الهجرة السويدية.
وحصر طالبي اللجوء في مراكز استقبال
كما تحدثت الوزيرة عن إلزام طالبي اللجوء بالسكن في مراكز إقامة إجبارية، وذلك حتى صدور قرار مصلحة الهجرة بمنحهم اللجوء أو رفض طلبهم.
ولن يكون لطالبي اللجوء بموجب السياسة الجديدة للحكومة حق اختيار مكان إقامتهم قبل الحصول على حق اللجوء وقرار الإقامة من مصلحة الهجرة.
وأعلنت عن تخصيص 21 مليون كرون العام المقبل لهذه الغاية، ليرتفع المبلغ بشكل حاد إلى 275 مليوناً في العام 2026.
وقالت إن السياسة الجديدة ستؤدي إلى عملية لجوء “أكثر كفاءة”، معتبرة أن “الأمر مهم لأن غالبية طالبي اللجوء لا يملكون أسباباً فعلية للحصول على اللجوء في السويد”.
سياسة متشددة تنعكس في الميزانية
وكما كان متوقعاً تعكس الميزانية المقبلة سياسة الحكومة المتشددة تجاه الهجرة، مع خفض المبالغ المالية الإجمالية للهجرة واللجوء، والتركيز في الميزانية على قضايا الترحيل، والعودة الطوعية، والتعاون مع الدول لاستقبال مواطنيها المرحلين من السويد.
وانخفضت الأموال التي تنفقها الحكومة على الهجرة من 16 ملياراً هذا العام إلى 13.8 مليار كرون في عام 2024، بسبب انخفاض عدد طالبي اللجوء، وهو ما تتوقع الوزيرة استمراره.
وستخصص الحكومة 25 مليوناً في عام 2024، و50 مليوناً في السنوات التالية لزيادة الاتصالات الدبلوماسية والسياسية مع الدول لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في السويد.
وأوكيسون سعيد
واعتبر زعيم SD، أن “ما يجري اليوم كان يجب أن يحصل منذ عقود”، معتبراً أن الاستثمار في إنشاء “مراكز العودة” يعد أكبر استثمار في مجال الهجرة.
وقال إن نقل طالبي اللجوء إلى مراكز العودة “يعني أن عملية لجوئهم في السويد انتهت على عكس ما يحدث حالياً”، في إشارة إلى التشدد في الترحيل المباشر لمن ترفض طلبات لجوئهم في السويد.
وأضاف أوكيسون “لقد كانت الإرادة السياسية غائبة لفترة طويلة جداً. الآن، أصبح لدى وزير الهجرة والحكومة وقاعدة الحكومة بأكملها هذه الإرادة، ويجب أن نكون سعداء جداً بذلك”.