الكومبس – دولية: تعرض مقر مطرانية مدينة حماه وتوابعها للروم الأرثوذكس أمس لاعتداء، شمل إطلاق نار على مبناها ومحاولة تكسير صلبان ورموز مسيحية.

وقال المطران نقولا البعلبكي في تصريح لتلفزيون سوريا إن مجموعة مسلحة اقتحمت دار المطرانية ظهر أمس، وحاولوا نزع أحد الصلبان من دار المطرانية، قبل أن يتدخل أبناء الرعية، ما أجبرهم على التراجع. ولفت إلى أن المجموعة المسلحة قامت بإطلاق النار باتجاه المبنى بعد تراجعها، حيث ظهرت آثار الرصاص بوضوح على واجهة المبنى.

وأكد أن المطرانية عمدت مباشرة إلى إبلاغ الشرطة في المدينة، التي باتت تحت قيادة جديدة منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد. وأشار إلى أن الشرطة سارعت إلى الحضور إلى المكان، ولاحقوا المعتدين، حيث تم إبلاغ المطرانية بعدها أنه تم توقيف قسم منهم.

ومن جانبه قال قائد شرطة حماه، العقيد ماهر مرعي إن المسلحين أطلقوا النار باتجاه المطرانية وشارع آخر في المدينة، وأكد أن الشرطة تعاملت فوراً مع الحادثة، وأوقفت المتورطين، كما سيتم ملاحقتهم قضائياً. ولفت إلى تسيير دوريات إضافية أمام بعض الأماكن المقدسة التي تتمتع بخصوصية معينة في المدينة.

منظمة سورية تشير إلى “أنصار التوحيد”

ودانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحادثة، لافتة إلى أنها لم تتمكن من تحديد هوية العناصر المسلحة التي أطلقت النار.

ولكن الشبكة لفتت في بيانها إلى توثيق عدة انتهاكات منذ سيطرة إدارة العمليات العسكرية على محافظة حماة في 5 ديسمبر الماضي، شملت القتل خارج نطاق القانون، تدمير المنازل، الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

صورة متداولة لآثار الرصاص على واجهة مبنى المطرانية

وقالت إن الشهادات التي جمعتها الشبكة من ناشطين محليين وشهود عيان تظهر تورط عناصر تتبع لتنظيم “أنصار التوحيد” في نسبة كبيرة من هذه الانتهاكات، إلى جانب جهات أخرى لم يتم تحديدها بشكل دقيق حتى الآن.

و”أنصار التوحيد” هو جماعة جهادية مسلحة تنشط في النزاع السوري، تعتبر امتداداً لتنظيم “جند الأقصى” المتطرف، والذي تم تفكيكه سابقاً من قبل فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام.

صور وشائعات على مواقع التواصل

وكان الاعتداء على المطرانية إضافة إلى تخريب سابق طال كنيسة في السقيلبية في ريف حماه انتشرا بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما انتشرت معلومات وصور حول أحداث أخرى طالت مسيحيين وأفراداً من جماعات دينية أخرى في سوريا بعد إسقاط الأسد. ووُضعت بعضها، مثل تخريب كنيسة السقيلبية ضمن خانة الأعمال الفردية وتعهدت السلطات الجديدة بمعاقبة المسؤولين عنها، فيما تبيّن عدم صحة بعض الأخبار والصور المنتشرة، وأنها تعود لسنوات سابقة.

وانتشر بيان، غير موقع، حصلت الكومبس على نسخة منه باللغة السويدية، يتحدث عن “اعتداءات منهجية” تطال مسيحيين في عدة مناطق سورية. وقال إن المسيحيين في سوريا يعانون “أوضاعاً كارثية” ويواجهون خطراً وجودياً، ودعا إلى تحرك سياسي ودبلوماسي دولي لحمايتهم.

بطريرك الأرثوذكس يحذّر من شائعات

ودفع انتشار الشائعات حول المسحيين تحديداً، بطريرك الروم الأرثوذكس، كبرى الطوائف المسيحية في سوريا، يوحنا اليازجي إلى التحذير من أن “المسيحيين ليسوا مادة للتجارة الإعلامية”.

ودعا في عظة مؤخراً إلى الانتباه إلى كيفية التعاطي مع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي و”ما تبثه من إشاعاتٍ كثيرة تنتشر دون أي حسٍّ بالمسؤولية”.

لقاء المبعوث الدولي مع قادة الكنائس المسيحية في سوريا – فيسبوك

كما دعا اليازجي إلى إقامة دولة مدنية ديمقراطية على أسس المواطنة والمساواة في سوريا، واحترام الحريات الجماعية والفردية، وصياغة دستور يضمن ذلك على أساس وطني شامل. وكرر هذه المطالب رؤساء الطوائف المسيحية السورية خلال لقاء عقد مع المبعوث الدولي غير بيدرسون.

يذكر أن إدارة الشؤون السياسية في سوريا بقيادة “هيئة تحرير الشام” أصدرت سابقاً بياناً موجهاً إلى المسيحيين في البلاد، شددت فيه على رفض أي استهداف أو تمييز ديني أو عرقي ضدهم. وأكدت الالتزام بحقوق الأقليات الدينية والعرقية في البلاد.