ما بين أسبوعين: يارفا وألميدالين ..تقليص المسافة بين السياسيين وسكان الضواحي مسؤولية مشتركة

: 6/30/17, 3:06 PM
Updated: 6/30/17, 3:06 PM
ما بين أسبوعين: يارفا وألميدالين ..تقليص المسافة بين السياسيين وسكان الضواحي مسؤولية مشتركة

الكومبس – الغلاف: انتهت مبادرة أسبوع يارفا للسياسيين، والتي استمرت من 10 إلى 18 يونيو/ حزيران، ومن المنتظر أن تبدأ فعاليات أسبوع ألميدالين ما بين 3 إلى 11 يوليو/ تموز، أسبوعان سياسيان هدفهما واحد هو التقارب بين السياسيين وجمهورهم.

مع أن الأسبوع الأول حديث وجاء بمبادرة موجهة تحديدا لسكان الضواحي من الأغلبية المهاجرة، يبقى أسبوع ألميدالين هو الأوسع والأشمل في تناول مختلف أوجه السياسة والأنشطة الاقتصادية والثقافية، ومع ذلك يواجه هذا الأسبوع تحديات كبيرة في الحفاظ على الهدف الذي انطلق من أجله، أواخر ستينيات القرن الماضي، بعد السماح لحركات عنصرية بالمشاركة به، وبعد اعتذار رئيس الوزراء على إلقاء كلمة في اليوم المخصص لحزبه، وأيضا بعد تعالي أصوات داخل حزب اليسار لمقاطعة هذا الأسبوع.

هل نجح أسبوع يارفا في التقارب نحو سكان الضواحي؟ خاصة بعد إصدار الشرطة قائمة تحتوي على مجموعة جديدة من الضواحي المصنفة ضمن الضواحي المتضررة من عدم استقرار الأمن، وهي نفس الضواحي الذي يطلق عليها “الضواحي المنعزلة، أو المهملة، أو ذات الأغلبية المهاجرة؟

وهل سينجح أسبوع ألميدالين بالحفاظ على هدفه في التقارب من جميع فئات الشعب وفي إبقاء هذه المناسبة السويدية العريقة والفريدة رمزا من رموز الديمقراطية السويدية؟

أسبوع يارفا هل اختيار المكان هو الاقتراب الأهم من سكان الضواحي

اختيار المنطقة التي تضم الضواحي الشمالية من العاصمة ستوكهولم، لانعقاد أسبوع السياسيين الموجه لسكان الضواحي، اختيار مكاني مناسب، لأنه يتوسط أكثر المناطق ذات الأغلبية المهاجرة، مثل رينكبي تينستا هوسبي سبونغا شيستا وغيرها، لكن هل المكان هو العامل الوحيد لتحقيق هدف التقارب من المجموعة المستهدفة؟ بالطبع لا، خاصة إذا عرفنا أن حجم حضور الجمهور من خلفيات أجنبية كان متواضعا ولم يستطع هذا الأسبوع جذب العديد من المستهدفين بهذا النشاط.

صاحب المبادرة أحمد عبد الرحمن ( يمين ) مع كاترينا من مؤسسة لارنيا ( وسط ) ورئيس تحرير شبكة الكومبس د. محمود صالح أغا

الكومبس تحدثت إلى صاحب المبادرة أحمد عبد الرحمن، وهو شاب من أصول صومالية في الثلاثين من عمره، استطاع لفت نظر الصحافة والأوساط السياسية بسبب جرأته وشجاعته بطرح المواضيع التي تعاني منها الضواحي المهمشة.

أحمد عبد الرحمن أجاب على سؤال الكومبس: هل تعتقد أن حجم المشاركة من قبل سكان الضواحي مقنعا لك ويحقق هدف الفعالية؟

– اعتقد أن هناك مشكلة ثقة بين سكان الضواحي والسياسيين وهذه المشكلة من الصعب أن يجري حلها بسرعة، ولكن وإلى حد ما كان هناك حضور خاصة بالأيام الأخيرة.

نرى ان هناك تواجد للإعلام السويدي بشكل مكثف، ولكن لماذا لم تنسقوا أكثر مع وسائل الإعلام والتواصل التي تخاطب الأجانب بلغاتهم الخاصة؟

– نحن نستفيد من أخطائنا، اعتقد أن الكومبس متواجد هنا وأجريت معي ومع ليرنيا لقاء ضمن تقرير مصور، ومع ذلك نقول إننا سوف نتلافى كل الأخطاء ونستفيد من تجربتنا للتحضير للعام المقبل.

وفي حديث آخر مع شبكة الكومبس أوضح أحمد عبد الرحمن الهدف من هذه المبادرة قائلاً:

لقد عملنا طول الفترة السابقة الممتدة من فعالية العام الماضي، لكي نقنع رؤساء الأحزاب بالمشاركة، وقد نجحنا في ذلك، لهذا نرى ان الفعالية في عامها الثاني أصبحت أوسع وأكبر.

نحن نجد أن هناك مسافة كبيرة، بين السياسيين وسكان المناطق ذات الأغلبية المهاجرة وهذه المبادرة تسمح بتحسين ظروف تفاعل السكان مع المواضيع السياسية التي تهمهم، والأهم من ذلك أن تصل استفسارات وتساؤلات السكان إلى السياسيين، مضيفا بأنه سعيد بهذا التفاعل بين الناس وهم يطرحون مواضيع هامة متمنيا ان يتطور هذا النشاط بالمستقبل.

ماذا قال زعماء الأحزاب لسكان الضواحي في أسبوع يارفا؟

على مدار ثمانية أيام تناوب زعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان السويدي بالإضافة إلى الحزب النسوي على إلقاء كلماتهم في أسبوع يارفا للسياسيين، مواضيع مكافحة الجريمة والبطالة والتمييز ورفع مستوى التعليم والخدمات الأخرى كانت من أهم المواضيع المشتركة التي تبارى زعماء الأحزاب على الحديث عنها كل حسب منهج الحزب الذي يمثله وتوجهاته.

ستيفان لوفين رئيس الاشتراكيين الديمقراطيين للمهاجرين كبار السن:

لا تدعوا أحد يقرر عنكم أو يحبط عزيمتكم

ستيفان لوفين: Foto Maja Suslin TT

وجه رئيس الحكومة ستيفان لوفين رسائل عديدة تدعو إلى كسر عزلة الضواحي والعمل على الاندماج، وخص الآباء ممن يجدون صعوبة بتعليم اللغة السويدية بالكلمات التالية: لا تدعوا أحد يقرر عنكم أو يحبط عزيمتك في تعلم اللغة والانخراط بالمجتمع”.

وأضاف أيضا: “يجب على كل من يستطيع العمل أن يعمل” فيما أفرد أيضا مساحة كبيرة للتحدث عن الاضطهاد أو الظلم الذي يمكن أن يلحق بالمرأة جراء عادات أو معتقدات لا تتوافق مع المجتمع السويدي.

ركزت كلمة رئيس الاشتراكيين الديمقراطيين ورئيس الحكومة الحالية، على أهمية التعامل الحازم مع الجريمة، والتعويل على منظومة المدارس. وقال أتمنى أن أرى العديد من شبان وفتيات هذا المنطقة يستقلون الباص رقم 540 المتوجه إلى جامعة ستوكهولم.

وجاء في كلمته “سوف نشدد العقوبات ونرفع من عقوبة الحد الأدنى من جريمة حيازة السلاح، وسوف ننزع من افراد العصابات الأموال والممتلكات الثمينة”.

وأضاف في نبرة حازمة: ” لا يمكن لأفراد العصابات ان يصبحوا قدوة في المجتمع، لن نقبل ان يعيشوا كالملوك في مناطقهم، بل يجب ان يتم اعتقالهم”.

وشدد لوفين على أهمية الأمن في المجتمع وتشديد القوانين وزيادة اعداد الشرطة ونصب المزيد من كاميرات المراقبة.

كما تحدث أيضا عن استثمار مليار ونصف المليار كرون في منظومة المدارس وفرض الزامية التعليم للقادمين الجدد.

حزب البيئة: على الجميع الحصول على فرص متساوية

رئيس حزب البيئة غوستاف فريدولين : Foto: Johan Schiff / Miljöpartiet de gröna

الجريمة وقضايا العنصرية والمساواة في المجتمع، كانت محور الكلمة التي القاها الناطق باسم حزب البيئة غوستاف فريدولين، الحزب المشارك بالحكومة الحالية.

وشددت كلمة فريدولين على ضرورة مكافحة العنصرية التي قال انها انتشرت في المجتمع السويدي، واصفا إياها بانها “سُم”.

كما تحدث عما سماه بالتفرقة والتمييز في المجتمع، مشدداً على ان التعليم المتساوي حق لجميع التلاميذ في البلاد.

وقال ليس مهما ان تكون تعيش في بلدية معينة حتى تنال فرصة التعليم الجيد، بل يجب للجميع الحصول على فرصة متساوية.

حزب المحافظين: على المهاجرين الامتثال لقيم المجتمع السويدي

رئيسة حزب المحافظين انّا شينباري باترا : Noella Johansson Foto:

ركزت كلمة رئيسة الحزب انّا شينباري باترا على قضايا الأمن والعمل والاندماج في المجتمع.

وشنت باترا في خطابها، هجوماً حاداً ضد البعض من المهاجرين الذين يمارسون الظلم والاضطهاد ضد النساء.

وأعادت كلامها بشكل واضح وصريح، قائلة: “هذه القيم لا تنتمي إلينا في السويد”.

وتطرقت باترا في حديثها على ضرورة امتثال المهاجرين للمعايير والأنظمة التي يعتمدها المجتمع السويدي، وشخصت بالتحديد اضطهاد المرأة.

وقالت: “هناك مساواة في السويد. أنتهى”، في إشارة منها الى ان المساواة بين الرجل والمرأة في السويد غير قابلة للنقاش.

وأكدت باترا في حديثها على أنه في السويد، ليس لأحد الحق من منطلقات دينية او ثقافية، او بدافع حب السيطرة، منع شخص آخر من الخروج أو التحرك بحرية ولقاء الأصدقاء أو الذهاب الى قاعات السباحة أو العمل أو الحصول على شهادة. وأضافت: “هذه القيم لا تنتمي الى السويد والمجتمع السويدي”.

الحزب الديمقراطي المسيحي: انقسام سوق العمل قد يؤدي الى انقسام المجتمع

الرئيس المناوب للحزب الديمقراطي المسيحي ياكوب فوشميد: Foto: kristdemokraterna.se

كلمة الحزب الديمقراطي المسيحي القاها الرئيس المناوب للحزب ياكوب فوشميد، الذي حذر مما سماه بالانقسام المحتمل في المجتمع السويدي، بسبب الانقسام في سوق العمل، حيث أشار الى أن البطالة لا زالت مرتفعة بين المولودين خارج السويد على الرغم من الأداء الجيد للاقتصاد السويدي.

كما شدد على دور أولياء الأمور في الحد من انتشار الجريمة بين صفوف الشباب، واصفا دورهم بالمهم والقوة التي يجب الاستعانة بها، مشيراً في نفس الوقت الى مسؤولية السياسيين الذين قال عنهم إنهم يجب ان يعطوا لهذه العوائل الفرص المناسبة لمعرفة ما هو خطأ وما هو صحيح.

حزب الوسط: اقتراح بتخصيص280 مليون كرون لضواحي المدن

رئيسة الحزب آني لووف. Foto: centerpartiet.se

رئيسة الحزب آني لووف اقترحت تخصيص 280 مليون كرون لضواحي المدن الموصوفة بانها أقل أمنا.

وشددت في كلمتها على أهمية إيجاد المزيد من فرص العمل في المناطق الريفية وتأهيل البنية التحتية.

وأكدت وجود تعاون بين حزبها والحكومة في قضايا الهجرة والدفاع.

وتجنبت لووف ابداء موقف صريح وواضح من دعوة رئيس الحكومة ستيفان لوفين لحزبها الدخول في تحالف مع الحزب الاشتراكي في الانتخابات القادمة التي من المقرر ان تجري في أيلول/ سبتمبر من العام القادم 2018.

حزب الليبراليين: الفرص يجب ان تكون متاحة للجميع

رئيس حزب الليبراليين يان بيوركلوند

كلمة الحزب القاها رئيسه يان بيوركلوند الذي تحدث عما سماه بالفروقات والتمايز الطبقي الكبير في المجتمع، قائلا: “يجب وضع نهاية للأمل المفقود للأطفال، وفتح الطريق المغلق لسوق العمل، وعلينا ان نضع نهاية لحرمان الأشخاص من الحرية والأمان في المجتمع”.

وتحدث حول أهمية وجود الفرص للجميع، مستشهدا بتجربته من عامل الى رئيس حزب قائلا ان الجميع في ضواحي المدن يجب ان يكون لديهم نفس الفرص.

الحزب اتهم الحكومة بانها تساهم في تعقيد الوصول الى سوق العمل وتجعل الفرص أصعب على حد قوله.

حزب اليسار: دعم شركات السكن لتخفيف حدة الأزمة

رئيس حزب اليسار يوناس خوستيدت: Foto

شدد حزب اليسار في الكلمة التي القاها رئيسه يوناس خوستيدت على أهمية حل أزمة السكن وضمان إيجاد نظام جديد لدعم شركات السكن والبناء وتسهيل التأمين عليها من أجل التخفيف من الأزمة.

وأقترح خوستيدت دعم بناء المنازل في الأرياف، للتخفيف من الاكتظاظ في المدن الكبيرة، داعيا شركات البناء الى ابداء المزيد من الجرأة في البناء في جميع أنحاء السويد.

ودعا الحزب الحكومة الى ضمان عائدات الشركات لما بين 10 الى 15 عاما، لتشجيع هذه الشركات على بناء المزيد من المساكن، خصوصا في الأرياف للتخفيف من حدة أزمة السكن.

حزب سفاريا ديموكراتنا: مغازلة المهاجرين والظهور بمظهر المعتدل

رئيس حزب سفاريا ديموكراتنا يمي اوكيسون Foto: Pontus Lundahl/TT

كلمة رئيس الحزب يمي اوكيسون حاولت اظهار موقف مرن من المهاجرين، عندما قال مخاطبا إياهم: ” نرحب بكم لكن يجب عليكم ان تتعلموا اللغة السويدية وان تعملوا وتعيلوا أنفسكم وتفهموا كيف يعمل مجتمعنا”.

وأضاف ان حزبه ليس ضد قدوم المهاجرين الى السويد، التي “سوف تستمر في استقبال القادمين الجدد حتى في حال أصبح هو رئيسا للوزراء” بحسب تعبيره.

وقال: “حزبنا يضم اشخاصاً يتبعون القانون وهم من كافة المناطق السويدية، من بينها ضواحي المدن التي تعاني من صعوبات اجتماعية، وبصفتي قومي من واجبي ان ابني جسور بين القادمين الجدد والمجتمع السويدي وضمان ان يصبحوا جزءا من المجتمع”.

وجوبهت كلمة أوكيسون بضجيج المحتجين عدة مرات، إلى جانب تصفيق المؤيدين، وتعالت أحيانا هتافاتهم ضد العنصرية والتي من بينها: لا نريد عنصريين في شوارع بلدنا، وغيرها، ورد أوكيسون على المحتجين بالقول: “من مبادئ الديمقراطية هي الامتناع عن سماع ما لا يروق لك” وحاول أوكيسون تصنيف المهاجرين بقادمين جدد وقدامى، معتقدا أن القادمين الجدد يمكن أن يؤثروا سلبيا على القدامى.

برنامج “يلا ألميدالين” تواجد إعلامي في الأسبوعين لنقل الصورة باللغة العربية

تشارك شبكة “الكومبس” الإعلامية، بالتعاون مع مؤسسة لارنيا التعليمية، للعام الثالث على التوالي، في فعاليات أسبوع مهرجان ألميدالين السياسي السويدي، الذي يعقد صيف كل عام في جزيرة فيسبي.

وقبل انطلاق فعاليات هذه السنة، جرت نقاشات خاصة حول موضوع سوق العمل، تم تقديمها من منطقة يارفا شمال غرب ستوكهولم، في 13 حزيران/ يونيو.

وتشارك مؤسسة لارنيا بالتعاون مع “الكومبس” في نقل وقائع مهرجان ألميدالين السياسي من خلال إجراء الحوارات مع السياسيين وصناع القرار ورجال المال والأعمال، ونقلها بلغة سويدية مُبسطة، وترجمة بعضها للعربية.

والهدف من ذلك، هو إمكانية نقل الخطاب السياسي العام، للأشخاص الذين يتحدثون بلغة أم أخرى غير السويدية، كما تقوم وسائل الإعلام التابعة للكومبس بنشر أخبار وتقارير نصية وتلفزيونية وتحقيقات حول المهرجان باللغة العربية.

ونقل الموقع الإلكتروني لـ “لارنيا ” عن كاترينا ديفيل من المؤسسة، قولها: “إن موضوع العمل، سيكون من أكثر القضايا التي سيتم التركيز عليها في برنامج “يلا ألميدالين”، هذا العام. أعتقد أن من المهم أن نستكمل الحوار من Järva، لمواصلة النقاشات خلال أسبوع ألميدالين”.

وأضافت: “أسبوع يارفا السياسي، مبادرة جيدة، تتماشى تماماً مع هدف برنامج “يلا ألميدالين”، من خلال نقل حوارات السياسيين الى الناس المشمولين بتلك النقاشات. والمحادثات العامة ستكون للجميع”.

وقال رئيس تحرير ومؤسس شبكة “الكومبس” الإعلامية، الدكتور محمود آغا: “نعلم، بأن معرفة القادمين الجدد وسكان الضواحي، باسبوع ألميدالين السياسي، ضعيفة، لذلك نعمل باستمرار على رفع مستوى ايصال المعلومات إلى هذه الجماعات، مما سيرفع درجة الوعي وتحمل المسؤوليات حول كيفية التأثير على المناقشات في المجتمع، والتي تؤدي بدورها الى اتخاذ قرارات سياسية، وبالتالي التأثير على جميع من يعيشون في السويد”.

وسيمثل شبكة “الكومبس” في تغطية أسبوع ألميدالين السياسي، كل من رئيس التحرير د. محمود آغا وجوليا آغا وأسبيد وانيس وأحمد ستيتية وأحمد الزيان وغيرهم.

نعلم، بأن معرفة القادمين الجدد وسكان الضواحي، باسبوع ألميدالين السياسي، ضعيفة، لذلك نعمل باستمرار على رفع مستوى ايصال المعلومات إلى هذه الجماعات – د. محمود آغا

من خلال هذا البرنامج سيتم إجراء مقابلات مع وزراء وسياسيين وجهات اجتماعية وتعليمية وثقافية، أثناء هذه الفعالية الأشهر في السويد، وذلك لمحاولة إيصال صوت جزء ممن لا يستطيعون المشاركة بهذا الأسبوع، خاصة ما يهم الناطقين باللغة العربية، وطرح الأسئلة والاستفسارات على ممثلي الأحزاب والمؤسسات والسلطات والشركات المختلفة.

ومن أجل أن تكون التحضيرات على مستوى الحدث، ويحصل البرنامج على الأهداف التي وضعت له بنجاح، أجرت شبكة الكومبس سلسلة من استطلاعات الرأي في العام السابق، على موقع وصفحة الفيسبوك التابعة لها، بدأت بطرح سؤال: ماذا تعرف عن أسبوع ألميدالين، فقط 6% من المستطلعة آرائهم أجابوا بأنهم يعرفون بشكل جيد هذه الفعالية، فيما أجاب 14% بأنهم سمعوا بها لكن لا يعرفون الكثير عنها، أما النسبة الباقية وهي حوالي 80% فلم يسمعوا شيء عنها. (عدد المشاركين في الاستطلاع تجاوز الألف مشترك).

الحاجة كبيرة لتغطيه هذه التظاهرة الهامة والتعريف بها والمشاركة بتغطيتها والتفاعل معها

الاستطلاع الآخر الذي أجرته شبكة الكومبس انطلق من السؤال التالي: ما هي القضية الأكثر اهتماما بالنسبة لك في السياسة السويدية، وجاءت الإجابات على النحو التالي في المرتبة الأولى: تأمين فرص العمل 34%، المرتبة الثانية: سياسية الهجرة واللجوء 20% ، المرتبة الثالثة: تأمين السكن 19%، المرتبة الرابعة: محاربة التطرف بجميع أشكاله 10% ، المرتبة الخامسة: الرعاية الصحية 9%، التعليم المرتبة السادسة 7% ، والسياسية الخارجية 2% واحتلت المرتبة السابعة.

إن وجود شبكة إعلامية ناطقة باللغة العربية في هذا المحفل السياسي الهام من شأنه أن يعزز الفكرة الديمقراطية الاساسية لأسبوع ألميدالين، وذلك حسب العديد ممن يرون ضرورة المشاركة الواسعة بنقاشات وحوارات هذا الأسبوع وعدم اقتصارها على المشاركين التقليديين أو المقتدرين ماديا، لأن هذه المشاركة تساهم بإعطاء فرصة لمجموعة لغوية هامة في السويد، وبإيصال أصوات قد تكون غير حاضرة على قدم المساواة مع الأصوات الأخرى.

للتعرف أكثر على أسبوع ألميدالين: “سوق عكاظ بأسلوب الديمقراطية السويدية”

لم يكن أولف بالمه، يعلم أن خطبة عابرة ألقاها، عندما كان وزيرا للتربية، من على ظهر سيارة شاحنة، في منتجع على جزيرة غوتلاند، صيف عام 1968 للإجابة على أسئلة بعض المصطافين، يمكن أن تتحول إلى طقس سنوي، وتظاهرة سياسية هي الأشهر في السويد، لا تزال مستمر منذ 47 عاما.

أولفه بالمه الذي أصبح رئيسا لوزراء السويد لفترتين، اغتيل بجانب زوجته في العام 1986 لكن أسمه بقي حاضرا بالسياسة السويدية الحديثة، ومرتبطا بعدة مناسبات منها هذه المناسبة السنوية.

هذا الطقس السياسي قد يكون فريدا من نوعه في العالم، وقد يشبه بعض جوانب من سوق عكاظ أيام الجاهلية في شبه الجزيرة العربية، عندما كانت العرب تأتي لعرض ليس فقط منتوجاتها المادية من تمر وعسل وخمر وحنطة، بل أيضا منتوجات فنية وأدبية، فكانت قبائلهم (أحزابهم) تتناشد شعرا وتتفاخر وتتناظر وتتبادل الحجج والأفكار.

سوق عكاظ السويدي المفتوح أمام مناقشة أي أمر أو قضية تخص المجتمع السويدي، يعتبر فرصة أمام الأحزاب السويدية البرلمانية خاصة لعرض أفكار جديدة وتقديم منتوجات سياسية مبتكرة للمواطنين المجتمعين في الجزيرة السويدية وللمتابعين لهم في مختلف أرجاء السويد

أسبوع من 7 أيام ويوم، على عدد أحزاب البرلمان/ الركسداغ الثمانية، يعقد في رقعة جغرافية محددة، ويعرض به يوميا مئات الندوات والمناظرات، مما يتيح للمتابع فرصة حقيقية للمقارنة، ولتكوين قاعدة رأي واقعية، يستطيع من خلالها التمييز بين منتوجات الأحزاب ومعروضاتها، قبل أن يقرر من يناسبه ويناسب ظروفه واحتياجاته، ليكون الخيار عند منح صوته، ليس على أساس عاطفي ولا يتحكم به اي ولاء آخر سوى الولاء للأفضل، الأفضل لقيادة البلد والمجتمع.

ألميدالين هو أسم لحديقة جميلة تتوسطها بحرة مع نافورة ماء، تقع بين سور مدينة فيسبي عاصمة جزيرة غوتلاند السويدية وبين شاطئ بحر البلطيق، الذي شهد صد العديد من سفن الغزاة واستقبل العديد من سفن التجار على مر التاريخ، وهو أسبوع متاح ليس فقط للأحزاب السويدية الثمانية التي تتمثل في البرلمان السويدي الحالي، بل أيضا لكل الأحزاب والهيئات والمؤسسات والبلديات والوكالات والمنظمات وحتى الشركات التي تريد عرض أفكار جديدة حول عملها، والهدف هو دائما واحد: تقديم الافضل لقيادة المجتمع وحل قضاياه ومشاكله بالطرق العقلانية المناسبة

في هذا الاسبوع السياسي الحافل، لا تجد رقابة أو ضوابط على حرية ما تقوله وما تطرحه، وعلى ما تريد أم لا تريد أن تسمعه، الرقابة والضوابط ذاتية وغير مكتوبة، وقد تكون مكتسبة من تراكم التقاليد الديمقراطية التي تمارسها البلاد منذ عقود.

عدد الفعاليات التي شهدها أسبوع ألميدالين في العام 2013 بلغت 2300 فعالية ونشاط، اي بزيادة تقدر بحوالي 25% عن العام 2012 وفي العام السابق 2014 كان للفعاليات وقع كبير لأنه كان عاما انتخابيا جرت فيه انتخابات البرلمان السويدي، ومجالس البلديات والمحافظان وانتخابات البرلمان الأوروبي. وللمقارنة بلغ عدد الفعاليات في العام 2007 فقط حوالي 500 فعالية

ويغطي فعاليات ألميدالين عادة مئات الصحفيين، فقط بلغ عددهم في العام 2013 حوالي 900 صحفي يمثلون عدة صحف ووسائل إعلام، إلى جانب ضيوف من عدة بلدان من بينها بلدان عربية، حيث احتل الربيع العربي مكانا هاما من بين الفعاليات.

التوسع المضطرد والاهتمام المتزايد بهذا الحدث السنوي خلق أيضا نوعا من الإرباك للمنظمين في استيعاب الضيوف وتوزيع الفعاليات، فهناك حوالي 500 فعالية تجري في آن واحد، مما زاد أيضا من ثمن إيجارات الغرف والشقق، ومن ناحية أخرى يعد هذا الاسبوع فرصة طيبة لأهالي الجزيرة من اصحاب المحلات والمرافق السياحية.

يقول التاريخ: إن سوق عكاظ الذي كان يعرض الأدب والفن والخطابة، إلى جانب المبادلات التجارية، ومع أنه كان ينتهي أحيانا بنزاعات وخلافات بين القبائل قد تتطور إلى حروب، لكنه كان مناسبة سياسية قبلية بامتياز. فيما يعتبر أسبوع ألميدالين السويدي في زماننا هذا، مناسبة لإظهار أن السياسة أصبحت شأنا عاما يهم الجميع، وليست حكرا على من يمتهنها فقط، فالسياسة اليوم تعني مصير كل فرد ومصير المجتمع في آن واحد…لقد ولى زمن من يقولون: أنا لا أتدخل في السياسة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.