ما قبل الندم ـ قصص من “السوسيال” برنامج تلفزيوني جديد على الكومبس

: 10/26/21, 4:33 PM
Updated: 10/26/21, 4:33 PM
ما قبل الندم ـ قصص من “السوسيال” برنامج تلفزيوني جديد على الكومبس

تشكل كلمة “السوسيال” عند سماعها لدى العديد ممن هم من أصول مهاجرة خاصة، حالة من التشكيك أو عدم الارتياح أو حتى حالة من الخوف.

تبدأ الكومبس ببث سلسلة حلقات تستعرض فيها قصص وقضايا لأشخاص وعائلات من أصول مهاجرة تعرضت لأزمات واجهت بسببها صعوبات في التعامل مع الشؤون الاجتماعية “السوسيال”. البرنامج الذي يحمل اسم “ما قبل الندم قصص من السوسيال” من إعداد وتقديم الاستشاري في السلوك المعرفي والتنمية البشرية فاروق الدباغ.

يقول الاستشاري فاروق الدباغ عن أسباب وأهداف إطلاق هذا البرنامج، الذي تنتجه وتنشره مؤسسة الكومبس: تشكل كلمة “السوسيال” عند سماعها لدى العديد ممن هم من أصول مهاجرة خاصة، حالة من التشكيك أو عدم الارتياح أو حتى حالة من الخوف، وتزداد هذه الحالة أكثر لدى من يجهلون أهمية المؤسسات الاجتماعية وما تقدمه من خدمات ولا يعرفون الدور الهام الذي تقوم به.

ويضيف الاستشاري فاروق الدباغ: مما لا شك فيه أن مواضيع السوسيال وقوانينه، تشغل الكثير من الأفراد والعائلات خاصة عندما يكون الأطفال هم الضحية، لذلك خصصت الكومبس هذا البرنامج الذي يسلط الضوء على العديد من المشاكل والمعوقات التي تواجه أولياء الأمور من المهاجرين الجدد، وحتى القدامى منهم بالطريقة التي تضمن عدم الاصطدام مع قوانين البلد وأعرافه الاجتماعية خاصة قوانين السوسيال، ومن أجل الحفاظ أيضا على العائلة وحمايتها من التفكك.

البرنامج يساهم في عدم الاصطدام مع قوانين البلد وأعرافه الاجتماعية خاصة قوانين السوسيال، ومن أجل الحفاظ أيضاً على العائلة وحمايتها من التفكك.

في كل حلقة من حلقات هذا البرنامج سوف يتم تناول قصة أو قصص من عائلات مهاجرة تعرضت لمشاكل أو صعوبات في علاقاتها الداخلية بين أفراد العائلة الواحدة أو واجهت مشاكل وقضايا مع مؤسسات الدولة أو مع المجتمع السويدي إجمالا خاصة اثناء فترة الترسيخ والاندماج.

كما أوضح الاستشاري فارق الدباغ أهمية تواصل كل من لديه مشكلة أو سؤال أو يحتاج إلى استشارة مع البرنامج من خلال المراسلة على البريد الالكتروني: social@alkompis.com أو من خلال وسائل التواصل الأخرى مع الكومبس، وعبر إرسال قصص من الواقع، دون ذكر أسماء الأشخاص أو المدن التي يعيشون فيها لكي نقدم المشورة والرأي من وجهة نظر علمية وقانونية، مما يساهم في تسهيل مهمة عملية الترسيخ الاجتماعي في السويد.

كما أكد الدباغ على ضرورة التفاعل الإيجابي من خلال التعليقات البناءة، والابتعاد عن السلبية والتعليقات المسيئة.

الحلقة الأولى: لماذا تفككت عائلة أرسلت طفلتها إلى السويد وبعد 5 سنوات حصلت على “لم الشمل” ولكن الطفلة رفضت العودة لمنزل عائلتها الأصلية؟
تستعرض الحلقة الأولى من برنامج “ما قبل الندم” قصة قد تعطينا فكرة عن تحديات الفهم الصحيح للمجتمع بالنسبة لعائلة قادمة حديثا للسويد، قصة فيها لحظات ومواقف كان يمكن تلافي مضاعفاتها منذ البداية، قد يكون عنوانها ما معنى الترسيخ الحقيقي المطلوب منا كوافدين إلى مجتمع جديد.

أهمية تواصل كل من لديه مشكلة أو سؤال أو يحتاج إلى استشارة، مع البرنامج من خلال المراسلة على البريد الالكتروني: social@alkompis.com أو من خلال وسائل التواصل الأخرى مع الكومبس.

القصة هي لطفلة عمرها 5 سنوات عندما هاجرت مع عائلتها التي تتكون من الأب والأم والأخت الوسطى التي كانت تبلغ 10 سنوات والأخ الأكبر 17 سنة، سالكين الطريق عبر المرور في تركيا حيث توقفت العائلة لعدم تيسر الأموال لمواصلة طريق الهجرة الى السويد.هنا قررت العائلة ارسال الأبن الأكبر 17 سنة مع اخته الصغرى ذات الخمس سنوات، وطبعا كانت الفكرة أن الطفلة الصغيرة سوف تأخذ الاقامة بسرعة وتتمكن من “لم شمل” جميع أفراد الأسرة.

وصل الشاب مع اخته الصغيرة الى السويد وتم استقبالهم حسب القانون، الشاب تم فرزه إلى دور الشباب القادمين دون أولياء أمورهم وتم وضع الطفلة ذات الخمس سنوات لدى عائلة، لتوفير الأجواء العائلية الآمنه لها ولضمان نموها وحمايتها بشكل طبيعي.
بعد مضي خمس سنوات، ريثما حصلت الطفلة واخوها على الاقامة الدائمية وريثما تمت معاملة لم الشمل لبقية افراد العائلة، وصلت بقية العائلة إلى السويد وحصلت على شقة سكنية، وطالبت الشوؤن الاجتماعية السوسيال، باستعادة الطفلة وعودتها إلى حضن العائلة الأم. وذلك من خلال تنظيم زيارات تمهيدية للطفلة إلى بيت عائلتها الأصلية.

هنا ظهرت بداية تشكل المشكلة، فبعد زيارتين متتاليتين أجراها السوسيال مع الطفلة لكي تلتقي بعائلتها الاصلية حدث ما يسمى الشعور بفرق اصطدام الثقافات بين الطفلة وعائلتها، بين نمط الحياة التي عاشت به الطفلة من عمر 5 إلى 10 سنوات وبين نمط عائلة مهاجرة جديدة بالنسبة لهذه الطفلة التي كادت تنسى أهلها الحقيقيين.

هناك جهات رسمية واجتماعية وشخصيات معتمدة يمكن اللجوء إليها لطلب النصيحة والإرشاد قبل الندم، وأفضل من سؤال من يمكن أن يدعي الفهم ويورط الآخرين.

السوسيال يستخدم قانون LVU الذي بموجبه يتم سحب الأطفال من عائلاتهم


الطفلة نمت وترعرعت في أجواء هادئة دخلت المدرسة واتقنت اللغة السويدية بطلاقة وهي تمارس هواية ركوب الخيل والسباحة ولها أصدقاء وصديقات اغلبهم من السويديين. الطفلة رفضت الزيارة الثالثة لأهلها وقالت إنها لا تريد العيش مع أمها وأبوها وتفضل البقاء مع العائلة السويدية.

هنا بدأت معالم المشكلة تكبر بعد أن بدأ الخلاف بين العائلة والسوسيال مما حدا بالسوسيال إلى وضع الطفلة تحت قانون LVU الذي يخول السوسيال سحب الأطفال من ذويهم.

اتخذ السوسيال هذه الخطوة لمنع الوالدين من لقاء الطفلة، حرصا على سلامتها النفسية والجسدية ولضمان نموها ورعايتها السليمة وبالتاكيد نزولا عند رغبة الطفلة قبل كل شي.

المشكلة تتفاقم والسوسيال يسحب البنت الثانية الأكبر سناً

المشكلة لم تقف هنا عند هذا الحد، فقد بدأ نزاع وخلاف بين الزوج والزوجة تزايد وتحول إلى صراخ وتبادل الاتهامات والملامات، عن سبب خسارة البنت التي أُرسلت للسويد مع أخيها من أجل الحصول على “لم الشمل” الأمر الذي بدأ يؤثر سلبياً على حياة الفتاة الوسطى، البالغة من العمر 15 عاماُ، والتي كانت تسعى جاهدة لتتعلم اللغة وتنخرط في المجتمع بنفس الوقت تعيش عمر المراهقة.

تدخل السوسيال مرة أخرى ليفصل هذه الطفلة ويضعها عند عائلة ثانية تحت نفس النص القانوني. أصبح الأم والأب الآن وجهاً لوجه أمام صراع دائم، انتهى بالطلاق وتفرق الأسرة، التي يعيش جميع أفرادها في نفس المدينة.

أين الخطأ وكيف كان يجب التصرف؟

من نظره إنسانية للأسف تم تشتيت العائلة، ولم تعد هناك عائلة أصلاً، ولكن الدروس والعبر التي نأخذها من هذه القصة هنا، أن قرار العائلة، منذ البداية بإرسال الطفلة الصغيرة مع اخوها كان خطاءً كبيراً.
ومع ذلك، برأي ومن وجهة نظرعلمية ومنطقية، كان يفترض بالعائلة التريث باتخاذ قرار استرجاع الطفلة وعدم الدخول بالصدام مع السوسيال، والتقرب من ابنتهم مع الوقت لكي لا يخسروها بهذا الشكل.

للأسف هناك مهاجرون لايجيدون فن التوازن ما بين الطموح والإمكانيات، لمجرد ان تطأ قدم المهاجر أرض السويد أو بلد المهجر يبدأ يحلق المهاجر بالخيال اللامتناهي، بتحقيق كل الاحلام دفعة واحدة ويتناسى أن هذا مجتمع مختلف، ويتطلب منا أن نفهمه من خلال التعرف على قوانينه وأعرافه ومن خلال تعلم اللغة بشكل يتيح لنا التفاعل مع المجتمع، وعلينا ان نصل الى الادراك المعرفي بحجم التغيير الذي طرأ علينا وعلى عوائلنا.
للأسف الكثير من المهاجرين يذهبون من الفكرة إلى التنفيذ دون طلب الاستشارة والعون من مؤسسات الدولة ومن مؤسسات المجتمع المدني قبل ان تدخل العائلة بالصدام مع قانون السوسيال عليها طلب الاستشارة من مكتب استقبال المهاجرين.

هذه العائلة مثلها مثل كل عائلة تعيش في السويد، لديها فرصة طلب المعونة من المختص الاجتماعي في مركز الرعاية الاجتماعية.
لدى هذه العائلة الفرصة لطلب النصح والاستشارة من قسم يسمى الحوار العائلي وهو من فروع هيئة السوسيال.
لدى هذه العائلة، فرصة أن تطلب المساعدة من قسم استقبال المراهقين فيما يخص الطفلة الثانية ذات الـ 15 سنة.
وأخيرا يوجد قسم كبير ومجهز بكل الاختصاصات اسمه يتبع الى مستشفى المدينة يسمى قسم استقبال الازمات النفسية.

ماذا يعني قانون LVU الذي يخول سحب الطفل من عائلته
نص القانون يقول إن الأطفال والشباب لهم الحق في أن ينشأوا ويترعرعوا في بيئة آمنة اجتماعياً، واذا كان الأطفال والمراهقون يتعرضون لأي ضغط أو تهديد أو تعنيف لفظي أو نفسي أو جسدي عندها يجب على كل المجتمع أن يتحمل المسؤولية بضمان الحماية والدعم الذي يحتاج اليه هؤلاء الأطفال والمراهقين، وبذلك يتم سحب الطفل من البيئة التي تؤثر عليه نفسيا او جسديا او البيئة التي لا توفر له الدعم والرعاية والحماية.

لذلك، وعند حدوث بوادر مشكلة أو أزمة أو سوء فهم يمكن أن يتفاقم، ينبغي علينا التوجه إلى الجهات ذات العلاقة وليس إلى الشخص الخطأ الذي يقدم النصيحة الخاطئة، الشخص الذي يمكن أن يكون “الشخص الخطأ” قد يكون قد أمضى أكثر من 30 عاما في السويد ولكن هذا لا يعني أنه الشخص المؤهل دائما لإعطاء النصيحة، ومن الممكن أن يجهل هذا الشخص أبسط قوانين المجتمع.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.