ما وراء الاتهامات بالعنصرية لمدرب السويد؟

: 3/28/23, 1:41 PM
Updated: 3/28/23, 3:48 PM
من اللقاء بين مدرب منتخب السويد والمعلقين الرياضيين بعد المباراة Foto: Fredrik Sandberg / TT

الكومبس – تحليل إخباري: تحوّلت مشادة رياضية أمس بعد الفوز الكبير للمنتخب السويدي لكرة القدم على نظيره الأذربيجاني إلى حديث الساعة إعلامياً، ولم يخلُ الأمر من عنصرية اتهم بها مدرّب منتخب السويد يانّي أندرشون، مع تفاقم نزعات العنصرية وحالة الاستقطاب في البلاد.

وبدأ النقاش بعد المباراة إثر انتقادات وجهها معلقون رياضيون لمدرّب المنتخب وإدارته للمباراة ما استفزّه وأثار غضبه لا سيما أن فريقه تمكن من تحقيق فوز كبير بخمسة أهداف صافية في مرمى الفريق الخصم.

ولكن النقاش أخذ منحى آخر بعد اعتراض تحوّل إلى مشادة بين المدرب ولاعب كرة القدم السابق والخبير الرياضي السويدي من أصول صربية بويان ديورديتش Bojan Djordjic.

وفي معرض كلامه قال ديورديتش “لماذا كل هذا الغضب في ردّك، أنت هنا تمثّل 10 ملايين شخص”، قاصداً سكان السويد. فأجابه أندرشون “ومن تمثلّ أنت؟!” بطريقة امتزج فيها الغضب بسخرية، وهو ما استفز ديورديتش. وردّ “بالتأكيد أنا أمثّل السويد هنا، ماذا تقصد؟! هل تقصد أنني أمثل صربيا؟! هل هذا ما تريد قوله؟!”.

وانسحب أندرشون بعدها من المقابلة، غير أن تداعيات ما حصل تركت تفاعلات كبيرة على التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السويدية.

وطالب ديوريتش باعتذار علني من أندرشون على كلامه، كما صرّح رئيس المنتخب الوطني يانس أندرشون معتبراً أن ما جرى كان سيئاً، وأن المدرّب نادم. ولكنه نفى عن لسان المدرّب وجود أي منحى عنصري لكلامه، مؤكداً أن المشادة برمّتها جاءت في لحظة غضب وانفعال.

وقد وجّه يانّي اندرشون في مؤتمر صحفي عقده قبل قليل اعتذاراً لديورديتش، مؤكداً أنه لم يقصد بكلامه أي أمر عنصري كما فهمه البعض. وقال أنه كان في حالة غضب وانزعاج شديدين نظراً للمنحى السلبي الذي سيطر على المقابلة. وأضاف “جميع من يعرفني يعرف أنني أكره كل أشكال العنصرية، وأنا آسف فعلاً إذا فسّر كلامي بهذه الطريقة”.

وتظهر تداعيات المقابلة تفاقم موضوع العنصرية في السويد، حيث يمكن لسؤال بسيط أو تعليق ما أن يتحول لقضية عنصرية، مع ارتفاع الخطاب المعادي للأجانب وحالة الاستقطاب في البلاد.

ورغم انتشار التعليقات العنصرية وخطاب الكراهية والتحريض، فإنه في بعض الأحيان انعكس حساسية مفرطة من قبل السويديين من أصول مهاجرة تجاه الأمر، وبات يمكن بسهولة الخلط بين أي فعل أو رد فعل وبين التصرّف العنصري الذي يبديه البعض.

وفي سياق متصل أيضاً ولكن بعيداً عن كرة القدم، تحوّلت مشادة في برنامج تلفزيوني آخر إلى اتهام بالعنصرية.

واتهم أحد المشتركين في برنامج تلفزيون الواقع “روبنسون”، حيث يتنافس فريقان يتضمنان مجموعة من الأشخاص في جزيرة معزولة، زميلته في البرنامج بالعنصرية بعد تصويت لطرده من الفريق. واعتبر “ذكي” المشترك من أصول مهاجرة أنه طرد لكونه مهاجراً يتحدث السويدية بلكنة أجنبية، ما استفزه، وتحول إلى مشادة غطتها أيضاً وسائل إعلام السويد.

الحادثتان المرتبطتان بموضوع العنصرية وحساسية المهاجرين تجاهها، تركتا تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد.

البعض رأى فيهما مبالغة من قبل المهاجرين رغم تفهّم ردة الفعل. والبعض دافع عن ردّة الفعل نفسها باعتبارها مشروعة تجاه عنصرية واضحة أو مبطّنة، والبعض استغلّها للهجوم على المهاجرين ودور الضحية الذي يلعبه بعضهم.

في النهاية تظهر هذه الأحداث البسيطة، تفاقم موضوع العنصرية كمشكلة مجتمعية منتشرة، وتفاقم الاستقطاب الذي يجب مواجهته، لمنع مزيد من التفكك للمجتمع.

[dgv_vimeo_video id=”812378646″ type=”responsive” width=”auto” height=”auto” eparam1=”-1″ eparam2=”-1″ eparam3=”-1″]
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.