مجد سليمان: هنا حققت طموحي، وأسعى لأكون نجماً متميزاً

: 4/8/18, 11:10 AM
Updated: 4/8/18, 11:10 AM
مجد سليمان: هنا حققت طموحي، وأسعى لأكون نجماً متميزاً

الكومبس – رياضة: يحمل المهاجر أحلامه معه حيثما يحل، وأحلام الشباب كثيرة، يعملون ما بوسعهم لتحقيقها في المجتمع الجديد الذي يحلون به، يتحدون الصعاب ويتغلبون عليها، لكي يندمجوا في المجتمع الذي يستقرون به مؤقتاً لن تعود اللغة أمام صاحب الحلم مشكلة، ولن يبقى الاندماج عائقاً، ولن يتخذ من الشعور بالخوف من الفشل صاحباً، فتصبح حافزاً للانطلاق من جديد في عالم منفتح على العلم والتطور والمواهب الحقيقية تنبت في الأرض الخصبة، وتنمو لتكبر وتتألق، والمواهب الرياضية سرعان ما تتأقلم وتثبت نفسها في الساحة التي تتسع للجميع ولا تمنح ثقتها ألا لمن يمتلك العزيمة.

مجد سليمان (19 عاماً) أحد المهاجرين الذين استطاعوا أن يخطفوا الأضواء في السويد رغم وصوله حديثاً، تحدث “للكومبس” عن حلمه باللعب مع أحد أندية المقدمة، والرغبة في إكمال دراسته والحصول على شهادة جامعية في الطب.

بداية التحدي

يقول مجد: “بعد وصولي إلى السويد كانت كل طموحاتي وأفكاري تدور حول إمكانية إثبات نفسي بشكل كبير في مجتمع جديد وتحقيق أحلامي باحتراف كرة القدم في أندية كبيرة والحصول على التفوق العلمي باختصاص طبي، في البداية شعرت بالخوف من عدم القدرة على التكيف مع أجواء المجتمع السويدي وعاداته وتقاليده وصعوبة تعلم وإتقان اللغة، لذلك أردت تجاوز هذه الموانع عبر الرياضة، فقمت بالبحث عبر الانترنت عن أندية استطيع الانضمام إليها لشغفي الكبير بهذه اللعبة، وفوجئت باني أعيش في مدينة كبيرة وضخمة (يوتبوري) تضم أكثر من /51/ نادياً بمختلف الدرجات، لكن اخترت نادي “فرولندا” الأقرب إلى مكان إقامتي واتصلت معهم وحددوا لي موعدا لإجراء الاختبار الفني وباشرت التدريب مع فريق الشباب”.

رسالة اطمئنان

وتحدث مجد عن الشعور الغريب الذي لازمه في البداية قائلاً: “خلال فترة التدريبات كنت ضمن أجواء لم اعتدها سابقاً، من حيث اتساع مساحة الملعب، وتوفر كل المستلزمات التي من شأنها تطوير مستوى اللاعب، وكانت ملاحظات المدرب وتوجيهاته مبعث اطمئنان لي كون الفريق يمر بفترة تحضير، وأعلمني أنهم بحاجة للاعبين متميزين بهدف إعادة النادي إلى الدرجة الممتازة، ويجب أن أبذل جهداً وأثبت كفاءتي”.

وأضاف مجد متفائلاً: “حصل المدرب على معلومات كاملة تتعلق بي، وبدأت مشواري معهم ضمن مجموعة من اللاعبين ومن جنسيات مختلفة، وكانت مسؤولية كبيرة بالنسبة لي إذ كنت مطالباً أن أستغل الفرصة، وأثبت نفسي، وبعد فترة من الوقت أبدى مدرب الفريق رضاه عن مستواي، وأشاد بإمكانياتي البدنية والحماس الذي أملكه، وطلب مني مواصلة المشوار مع الفريق، حيث تم توقيع عقد مع النادي للعب معه بفئتي الشباب والرجال، وشاركت معهم بدوري فئة الشباب كما شاركت في بطولة كاس العالم للأندية تحت عمر 20 سنة (gothia cup) وهي إحدى أهم البطولات على مستوى العالم لتخريج المواهب من سن 11 وحتى 19 عاماً، في دور المجموعات التقينا بفرق من البرازيل، أمريكا وإسبانيا، وتأهلنا للدور النهائي وتم تكريمي حيث تم اختياري أفضل لاعب في مباراتين، وخلال المباريات أشركني المدرب أيضاً في مركز قلب الدفاع وبعد ذلك لعبت لفريق الرجال”.

عروض جديدة

عن العروض التي تلقاها بعد مشاركته مع فريقه الأول تحدث مجد موضحاً: “بعد انتهاء الدوري تلقيت عرضاً من نادي “الفسبوري” حيث حظيت باهتمام كبير من هذا النادي، ولعبت له، وبعد فترة قصيرة منحت شارة الكابتن، حيث أشاد مدرب الفريق بإمكانياتي، وذكر سبب اختياري لمهمة الكابتن كوني امتلك شخصية قيادية بالملعب إلى جانب حماسي داخل المستطيل الأخضر، وهذا فيه فائدة لمصلحة الفريق برأيه، وحصل فريقنا على المركز الثالث بفئة الشباب كما نلت لقب أفضل لاعب بدوري هذه الفئة”. وتابع مجد: “خلال تلك الفترة تلقيت عرضا من نادي “ساو باولي” بهامبورغ لإجراء الاختبار اللازم بهدف الانتقال إليه، وهو من أندية الدرجة الثانية بألمانيا، ولكن اعتذرت بسبب التزاماتي الدراسية وحاليا لدي عقد من نادي درجة ثانية في يوتبوري بالسويد وخلال الفترة التي قضيتها في الملاعب السويدية لاحظت الفرق الكبير بين الأسلوب المتبع في بلدنا سورية، وهنا في السويد، الفرق شاسع جداً، فقد وجدت الاهتمام الكبير بكل التفاصيل، من حيث تقديم المستلزمات، ومراعاة وضع اللاعب، والتحضير النفسي، والراحة”.

ملاحظة مهمة

يشير مجد إلى حالة مهمة في السويد وهي، غياب الحماس وتفاعل الجمهور مع اللاعبين أثناء تسجيل الأهداف، “هذا مهم بالنسبة للاعب ويزيد من عطاءه بالملعب، وشاهدت عدد من نجوم كرة القدم يلعبون في أندية متواضعة المستوى الفني. وبالنسبة لاندماجي بالمجتمع السويدي لم يكن هذا الأمر سهلاً بالنسبة لي في البداية، من حيث اللغة والعادات، لكن تم تجاوز ذلك رويداً رويداً، وبشكل عام مرتاح جداً، ولن يتوقف طموحي عند حد معين. أشجع المنتخب الأرجنتيني منذ زمن، لكن سأقف مشجعا وداعما لمنتخب السويد في كأس العالم القادمة، وأتمنى أن يقدم مستوى جيد ونتائج ملفتة، وهذا أقل واجب أقوم به، وذلك وفاءً ورداً لجميل هذا البلد الذي احتضننا وعمل على تامين كل مستلزماتنا. أمنيتي أن أصبح نجما يشار إليه بالبنان، وألعب في أشهر الأندية العالمية، وأخدم كرة القدم، وأوصل رسالتي الرياضية للجميع”.

لمحة عامة

يذكر أن مجد سليمان سار على نهج والده الذي كان احد نجوم كرة القدم في محافظة الرقة (سوريا) حيث انتسب الابن إلى صفوف نادي الشباب الذي نشأ فيه والده وتدرج بكافة فئاته ورغم صغر سنه تم الاستعانة به لفريق الرجال لامتلاكه الموهبة والإمكانيات التي تؤهله للعب مع الكبار، وعند وصول الحرب إلى محافظة الرقة ودخول المسلحين لها توجه إلى كردستان العراق مع عائلته وانضم إلى نادي “اربيل” ولعب معه بفئة الشباب لبعض الوقت لكنه لم يستمر بعد انتقال عائلته إلى تركيا، وهناك انضم إلى نادي “شانلي اورفا” وهو من أندية المقدمة في هذه الولاية، لكن لم يستمر معهم طويلاً أيضاً بسبب انتقاله إلى مرسين لمتابعة دراسته، حيث عرض عليه اللعب في نادي “مرسين ادمن يورود” لكن رغبته بالسفر والاستقرار في دولة السويد منعاه من الانضمام لذلك النادي.

حسام حمادة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.