الاندماج

مجموعات فاطمة.. مبادرة لمساعدة الفتيات على الاندماج في السويد

: 1/9/24, 11:56 AM
Updated: 1/9/24, 11:57 AM
بعض من أنشطة مجموعات فاطمة
بعض من أنشطة مجموعات فاطمة

فتيات للكومبس: هنا نناقش كل شيء بأريحية ودون حواجز

الكومبس – خاص: مساعدة الفتيات من القادمين الجدد إلى السويد في الاندماج داخل المدرسة والمجتمع السويدي من خلال مناقشة القضايا المهمة وتبادل الخبرات وممارسة الأنشطة، مهمة أخدتها على عاتقها مجموعات تسمي نفسها “فاطمة غروب” أو “مجموعة فاطمة”، فما هي هذه المجموعات وكيف تعمل؟ وكيف يمكن الانضمام إليها؟

“مجموعة فاطمة” عبارة عن مجموعات صغيرة من الفتيات اللاتي جئن الى السويد من بلاد مختلفة ومعظمهن في سن المراهقة تتراوح أعمارهن بين 12 و18 عاماً وتعشن في مقاطعة سكونا.

تتم إدارة المجموعات من قبل بعض المنظمات السويدية مثل منظمة أنقذوا الأطفال Rädda Barnen، ورابطة اليافعين Ungdomsförbund، وبالتعاون مع اتحاد القادمين الجدد غير المصحوبين بذويهم Ensamkommandes Förbundet. ويتم تمويل نشاطات هذه المجموعات من قبل Allmänna Arvsfonden، وهو صندوق يعنى بتمويل المشاريع في جميع أنحاء السويد، ويستهدف الأطفال والشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

المشرفتان هانا بيرغمان واماني هاللبيري Foto: Alkompis

16 مجموعة في 7 مدن

الكومبس زارت مدرسة هيلينا هولمز الثانوية في مالمو (Heleneholms gymnasium) واطلعت على تجربة إحدى مجموعات فاطمة وأجرت مقابلات مع الفتيات والمشرفات على المجموعة.

وقالت المشرفتان هانا بيرغمان وأماني هاللبيري إن المجموعة تلتقي بأصدقاء جدد لتحدث اللغة السويدية البسيطة وتجربة أشياء جديدة.

الموضوعات التي تتحدث عنها المجموعة متعددة مثل حقوق الطفل، ومناهضة العنصرية، والنسوية، والجنس، واحترام الذات، والصحة، ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى نشاطات مختلفة.

الانضمام إلى مجموعة فاطمة مجاني للفتيات الراغبات بالانضمام، أما المشرفات فمعظمهن متطوعات دون أجور مادية أو هن من الموظفات في المدارس.

وفي المجموع توجد 16 مجموعة من مجموعات فاطمة في سبع مدن مختلفة في سكونا، وخضعت 65 مشرفة للتدريب العام الماضي، فيما بلغ العدد الإجمالي للمشرفات 191 مشرفة، بحسب بيرغمان وهاللبيري.

وقالت عدد من الفتيات المشاركات في المجموعة للكومبس إنهن تشعرن بالأمان والهدوء في هذه المجموعة، خصوصاً من حيث تعامل المشرفات، مشيرات إلى أن المجموعة تخفف عنهن الضغوطات الدراسية وتؤمّن لهن بيئة جيدة للحوار مع المشرفات.

وعن علاقتهن بالمعلمين والمعلمات في المدرسة، قالت إحدى الطالبات “لدينا علاقة جيدة مع أساتذتنا لكن علاقتنا هنا في هذه المجموعة مع المشرفات علاقة مختلفة حيث يمكننا مناقشة كل شيء بأريحية وبلا حواجز لأننا نشعر أننا أصدقاء”.

وعن الهدف من هذه المجموعات، قالت هانا بيرغمان إن الهدف “إيجاد بيئة أمنة للفتيات خصوصاً أولئك القادمات من بلاد يوجد فيها صراعات وحروب، وغالباً ما يكون الوضع حساس جداً بالنسبة لهن لذلك تمنحهن هذه المجموعات الدعم النفسي والأمان في مجتمعهن الجديد في السويد”.

وأضافت “من الجيد أننا نستطيع بناء هذه المجموعات في المدارس ونلتقي بالفتيات مرة واحدة على الأقل كل أسبوع لنتحدث عن أشياء كثيرة إضافة للقيام ببعض النشاطات الترفيهية. وتتميز هذه المجموعات بالنسوية المطلقة حيث تتألف المجموعة من عدد من الفتيات تشرف عليهن مشرفتان أيضاً من الفتيات المتطوعات أو الموظفات. ولدينا عمل مشترك مع المعلمين في الصفوف الدراسية أيضاً”.

وعن سبب تسمّية المجموعات باسم “فاطمة”، أجابت بيرغمان “فاطمة اسم عالمي وشائع جداً في السويد ويوجد فتيات ومشرفات في المجموعات يحملن الاسم نفسه”.

المشرفة المتطوعة سارة إسماعيل Foto: Alkompis

مشرفات عشن الظروف نفسها

سارة إسماعيل تدرس طب الأسنان في جامعة مالمو وهي إحدى المتطوعات في مجموعة فاطمة. تقول سارة إنها شاهدت إعلاناً للمجموعة على إنستغرام تطلب فيه متطوعين للإشراف على الفتيات فتحمست جداً للفكرة وشعرت بضرورة وجود مثل هذه المجموعات لمساعدة القادمات الجديدات للاندماج أكثر في المجتمع والمدرسة.

جاءت سارة إلى السويد عندما كان عمرها 8 سنوات، وعن تجربتها تقول “كنت أحتاج للإرشاد ومعلومات عن مجتمع الاطفال في السويد من شخص قريب من عمري يكون مرشداً لي ويسهل ويسرع من عملية اندماجي في مجتمع الاطفال في السويد. بعد اجتيازي الدورة التحضرية في اللغة السويدية بدأت مباشرةً في مدرسة ابتدائية وشعرت بالحرج من زملائي في المدرسة آنذاك لأنني لم أستطع التواصل معهم كما كنت أحب وأفكر، لكن الوضع مختلف الآن بفضل مجموعات فاطمة”.

وتضيف “الفتيات هنا يحظين بدعم كبير حيث نقدم لهن مفردات مبسطة باللغة السويدية تساعدهن على تقوية لغتهن على مقاعد الدراسة. كما نقدم لهن الدعم النفسي والاجتماعي وكيفية التعامل مع المواقف السعيدة والحزينة. أشعر بسعادة كبيرة لأنني متطوعة وأساهم بتقديم المساعدة”.

شادي فرح

مالمو

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.