“محمد مؤيد” من عُسرٍ في القراءة إلى أفضل وكيل عقاري في السويد

: 1/8/24, 4:24 PM
Updated: 1/8/24, 6:44 PM
“محمد مؤيد” من عُسرٍ في القراءة إلى أفضل وكيل عقاري في السويد

حصل محمد مؤيد على لقب الوكيل العقاري الأكثر جدارة في السويد لعام 2023 إضافة إلى حصوله على لقب أكثر وكيل عقاري موصى به من قبل الناس في السويد وذلك للسنة الرابعة على التوالي وذلك من خلال عمله في شركة Svensk Fastighetsförmedlings في مدينة Nyköping.

محمد متزوج ولديه أربعة أطفال, فلسطيني سوري ولد في مخيم اليرموك في دمشق وانتقل إلى السويد مع والديه في عمر الثمان سنوات. عانى محمد من عسر القراءة في صغره وكان يجد صعوبة في الدراسة. يقول محمد كنت وأخي التوأم ذوي مشاكل عدة في المدرسة وغير محبين للدراسة لذلك اخترت أن أدرس معهد اختصاص فنادق ومطاعم وقوبل قراري برفض كبير وعتب من والدي الذي كان يقول لي على الدوام لقد أتيت بكم إلى السويد لتستطيع أنت وأخوتك الوصول إلى مراتب عالية في الدراسة وأراكم ناجحين ضمن المجالات الواسعة المتاحة في السويد. بالطبع لم أسمع لوالدي ولم أخذ كلامه على محمل الجد وعملت بعد الدراسة في شركة لتأجير السيارات.

السجن غيّر حياتي

يقول محمد لم أصل إلى هذه المرحلة من النجاح إلا بعد بمروري بتجارب عدة في حياتي وكان أبرزها حين عدت إلى سوريا برفقة والدي وكان عمري حينذاك تسعة عشر عاماً وقامت الشرطة في سوريا باحتجازي في السجن لمدة أسبوع وذلك إثر عدم تسوية أوراق خدمة العلم وبعد أن خرجت من السجن وكانت المرة الأولى في حياتي أعاين صعوبة العيش وعدم توفر مقومات الحياة كما هي متاحة لي في السويد حينها فقط تذكرت كلام والدي واستطعت أن أفهم ما كان يعنيه. لذلك قررت بعد عودتي إلى السويد أن أتغير وأحاول أن أصنع شيئاً ضمن المقومات والإمكانيات الكبيرة التي توفرها لي السويد.

توفي والدي بعد فترة من انتقالي لنيشوبينغ فوجدت نفسي مسؤولاً عن أخي المراهق الذي كان هو وأصدقاءه على وشك الانغماس في الكثير من الأمور التي تعترض المراهقين من مخدرات وانحراف وضياع. لذلك ضمن عملي مع مدرسته كمدرب للأنشطة الترفيهية حاولت أن أدير الأمور التي تخصهم وأوجههم بالشكل الصحيح وقمت معهم بتشكيل مسرح جماعي وقدّمنا أول عرض في نيشوبينغ في يوم الاندماج ضمن 51 عرضاً وهذا العرض كان كافياً ليعرفنا كثيرين ويتواصل معنا كثيرين من مناطق أخرى لنقدم عروض وهكذا إلى أن أصبح المراهقين شباباً يتحملون مسؤولية تصرفاتهم ومساهمين في بناء مجتمعهم.

شهرة محمد

يقول محمد: تحت مسمى Det här jag أقمت صفحتي الخاصة واشتهرت فيها بسبب ما كنت أقدمه وأصبح لدي الكثير من العلاقات. حاضرت في أماكن مختلفة من السويد وكنت دوماً أتكلم عن نفسي وتجربتي في الحياة وأساهم في نقل الرسائل التي تحمل مواضيع عدة مثل الاندماج وصراع الثقافات للآخرين ليكونوا قادرين على الاندماج في المجتمع.

قمت بالعديد من الأعمال التطوعية والقائمة على حب المساعدة وكان إحداها حين ذهبت عام 2015 إلى اليونان برفقة عشرة أشخاص لنساعد الأشخاص القادمين عبر البحر من تركيا لليونان.

أصبحت شخصية معروفة ومؤثرة عند كثيرين وكتبت عني الصحف السويدية وحصلت على العديد من الجوائز وكانت إحداها جائزة من الملك عام 2015.

سر نجاح محمد كوكيل عقارات

يقول محمد: درست في مدرسة داخلية في أرلاندا دراسة مكثفة لمدة 17 شهراً من الساعة التاسعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً وبعد أن أنهيت دراستي بدأت بعملي كوكيل عقارات في عام 2019 .

سر نجاحي هو أنني عرفت كيف أُسخر وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة عملي وخاصة أنني كنت أحظى بثقة كبيرة لدى كثيرين ولدي متابعين كثر. حيث قمت بدايةً بالاشتراك في موقع ال Reco والذي يقوم بقياس النجاح بحسب التقييم الذي تحصل عليه من خلال تعليقات الزبائن ومن ثم طلبت إلى كل زبون أن يكتب تعليقه في الموقع لأستطيع أن أحصل على تقييم لعملي وبالتالي أُحسِّن في عملي.

يكمل محمد ويقول: قمت بالبحث عن أفضل الوكلاء العقاريين وبدأت بدراسة طريقة عملهم وعن ما يميزهم لأستطيع أن أكون الأفضل.وأخذت منهجاً في عملي وهو إرضاء الزبائن بحيث يكون البائع والمشتري راضين ويعتبر هذا عمل جاد وصعب بالنسبة لي وأحاول دوماً أن أقدّم الأفضل لإرضائهم. نجحت طريقتي وحصلت على جوائز عدة في عملي.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.