الذكاء الاصطناعي

مخاوف متزايدة من تطبيقات “تعرية أجساد النساء” بالذكاء الاصطناعي

: 12/9/23, 3:01 PM
Updated: 12/10/23, 6:28 AM
يخشى خبراء التقنية وحقوقيون من أن المسار القانوني لملاحقة من ينتج صوراً لأشخاص عبر تقنية التزييف العميق هو مسار طويل وغير واضح إلى الآن.
يخشى خبراء التقنية وحقوقيون من أن المسار القانوني لملاحقة من ينتج صوراً لأشخاص عبر تقنية التزييف العميق هو مسار طويل وغير واضح إلى الآن.

الكومبس – منوعة: تعد التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لخلع ملابس النساء وتعريتهن جزءاً من اتجاه مقلق للغاية من انتشار المواد الإباحية التي لا يتم الحصول عليها برضا الطرف الآخر والتي تشهد تطوراً سريعا بسبب التقدم في الذكاء الاصطناعي.

قال باحثون إن التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لخلع ملابس النساء في الصور آخذة في الارتفاع وتتزايد شعبيتها حول العالم بشكل مقلق.

ففي سبتمبر وحده، زار 24 مليون شخص مواقع ويب تقوم بتعرية صور النساء، وفقا لشركة تحليل الشبكات الاجتماعية غرافيكا Graphika.

ترويج على مواقع التواصل.. والشركات ترد

تستخدم العديد من خدمات خلع الملابس أو “التعري” الشبكات الاجتماعية الشهيرة للتسويق لنفسها. فعلى سبيل المثال ، منذ بداية هذا العام ، زاد عدد الروابط التي تعلن عن تطبيقات لخلع ملابس النساء بأكثر من 2400% على وسائل التواصل الاجتماعي ، بما في ذلك على X و Reddit ، بحسب ما نقل موقع مجلة تايم عن باحثين.

وتستخدم هذه التطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء صورة غالباً ما تكون لسيدة بحيث تظهر في الصورة الجديدة عارية تماما، بل إن العديد من هذه الخدمات تعمل على صور النساء فقط.

وهذه التطبيقات هي جزء من اتجاه مقلق لانتشار المواد الإباحية التي يتم انتاجها ونشرها بغير رضا أحد الطرفين والتي يتم تطويرها وتوزيعها بسبب التقدم في الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد تقنية خاصة تعرف باسم المواد الإباحية المنتجة بالتزييف العميق deepfake pornography.

واكتشف خبراء استخدام إحدى الصور المنشورة على موقع اكس للإعلان عن تطبيق لخلع الملابس للغة تشير إلى أن المستخدمين يمكنهم إنشاء صور عارية ثم إرسالها إلى الشخص الذي تم خلع ملابسه رقمياً ، مما يحرض على التحرش وربما الابتزاز. وفي الوقت نفسه، دفع أحد التطبيقات مقابل لإظهار إعلانه على YouTube من Google، ليظهر أولا عند البحث بكلمة “nudify”.

لكن متحدث باسم غوغل قال إن الشركة لا تسمح بالإعلانات “التي تحتوي على محتوى جنسي صريح. . لقد راجعنا الإعلانات المعنية ونعمل على إزالة الإعلانات التي تنتهك سياساتنا”، فيما لم تستجب منصة اكس X ولا Reddit لطلبات التعليق.

من ناحية أخرى، قام تطبيق تيك توك بحظر الكلمة الرئيسية “تعرية undress” ، وهو مصطلح بحث شائع على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذر من أن البحث عن الكلمة “قد يكون مرتبطاً بسلوك أو محتوى ينتهك إرشاداتنا” ، وفقا للتطبيق.

وقال تطبيق تيليغرام إنه يعمل بنشاط للإشراف على المحتوى الضار على نظامها الأساسي بما في ذلك توزيع مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، مضيفاً أنه على مدار شهرين أزال المشرفون 45 ألف مجموعة وقناة تتعلق بإساءة معاملة الأطفال.

وقال متحدث باسم تطبيق واتساب إنهم سيعاملون هذا النوع من الصور خصوصاً للصغار كنوع من الممارسات الإجرامية بحق الأطفال وسيتم حظر المتورطين وإبلاغ السلطات عنهم.

من جانبها، بدأت شركة “ميتا” أيضاً في حظر الكلمات الرئيسية المرتبطة بالبحث عن تطبيقات خلع الملابس، فيما رفض المتحدث باسمها التعليق.

حوادث سابقة

يذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني، حكم على طبيب للأطفال في ولاية كارولينا الشمالية بالسجن لمدة 40 عاماً لاستخدامه تطبيقات خلع الملابس على صور مرضاه، وهي أول محاكمة من نوعها بموجب القانون الذي يحظر توليد مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال بتقنية التزييف العميق.

ويواجه انتشار هذه الصور المنتجة بتلك التقنيات عقبات قانونية وأخلاقية خطيرة، حيث غالباً ما يتم التقاط الصور من وسائل التواصل الاجتماعي وتوزيعها دون موافقة صاحبة الصورة أو معرفة من قام بعمل ذلك.

وفي إسبانيا قالت تلميذات صغيرات في مدارس إنهن تلقين صوراً عارية ملفقة لهن تم إنشاؤها باستخدام هذه التطبيقات، مما أثار نقاشاً أكبر حول الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه الأدوات.

وقال خوسيه رامون باريديس بارا ، والد ضحية تبلغ من العمر 14 عاما ، لشبكة ايه بي سي نيوز: “اليوم يمكن اعتبار الهاتف الذكي سلاحاً فتاكاً .. إنه سلاح ذو إمكانية حقيقية للتدمير ولا أريد أن يحدث ذلك مرة أخرى .. لا لابنتي ولا لأي أحد آخر.”

و تم التعرف على أكثر من 30 ضحية تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 عاماً حتى الآن، ولا يزال التحقيق جاريا منذ 18 سبتمبر، حسبما ذكرت الشرطة الوطنية.

آفة الانترنت

ولطالما كانت المواد الإباحية غير التوافقية للشخصيات العامة آفة الإنترنت، لكن خبراء خصوصية البيانات يشعرون بقلق متزايد من أن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي جعل برامج التزييف العميق أسهل وأكثر فعالية، بحسب ما أشار موقع شبكة ايه بي سي نيوز.

وقالت إيفا غالبيرين ، مديرة الأمن السيبراني في مؤسسة الحدود الإلكترونية: “نحن نرى المزيد والمزيد من هذا الأمر يتم القيام به من قبل الناس العاديين مع سيدات وفتيات عاديات تماماً .. ترى ذلك بين أطفال المدارس الثانوية وحتى الأشخاص الذين هم في مرحلة التعليم الجامعي”.

وقالت غالبيرين إن العديد من الضحايا لا يكتشفون أبداً أن لديهم صور على الانترنت بهذا الشكل، ولكن حتى أولئك الذين يفعلون ذلك قد يكافحون كثيراً من أجل الحصول على وسيلة قانونية للتحقيق في الأمر وقد لا يجدون ما يكفي من المال لمتابعة الإجراءات القانونية.

وأضافت غالبيرين أنه لا يوجد حالياً قانون فيدرالي يحظر إنشاء مواد إباحية منتجة بتقنية التزييف العميق، على الرغم من أن الحكومة الأمريكية تحظر توليد هذه الأنواع من الصور للأطفال والقصر.

وقالت كلير ماكجلين، أستاذة القانون في جامعة دورهام في المملكة المتحدة وخبيرة العنف ضد النساء والفتيات: “هذا اعتداء مباشر على النساء والفتيات من خلال التكنولوجيا المصممة خصيصاً لإساءة معاملة النساء والفتيات”.

عماد حسن

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.