“مدارس في سبيل الله”.. تحقيق يكشف عن “اضطهاد نفسي” في مدارس مسيحية

: 8/17/22, 12:56 PM
Updated: 8/17/22, 3:06 PM
(تعبيرية)
 
Foto: Berit Roald / NTB scanpix / TT
(تعبيرية) Foto: Berit Roald / NTB scanpix / TT

النقاش العام ركّز في السنوات الأخيرة على المدارس الإسلامية وتجاهل المسيحية

طالب سابق: قال لي المعلم إن أمي يجب أن تموت لأنها أجهضت

طلاب سابقون: كانوا يطلبون منا الكذب على مفتشية المدارس

الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق صحفي نشره التلفزيون السويدي عما اعتبره “اضطهاداً نفسياً” يتعرض له طلاب مدارس دينية مسيحية في السويد. وقال التحقيق إنه رغم شهادات بعض الطلاب الذين تعرضوا للاضطهاد النفسي في المدارس الدينية لعدة عقود، لم يتم إلغاء تصاريح أي من هذه المدارس.

وتحدث في التحقيق، الذي حمل عنوان “مدرسة في سبيل الله”، عدد من الطلاب السابقين في المدارس عما تعرضوا له من تجارب صعبة لا تزال تطاردهم كبالغين.

وقالت إحدى الطالبات في مدرسة مسيحية “تعلمت في المدرسة أنني إذا فكرت بطريقة نقدية أو تساءلت عن وجود الله، فقد يكون ذلك شيطاناً يحاول التأثير علي وأخذي بعيداً عن الله”. فيما قالت أخرى “قيل لنا في المدرسة إن المسيح يمكن أن يعود قريباً ويمكن أن يحدث ذلك في أي وقت”. وتضيف “كيف تعتقدون بأننا تأثرنا حينها، نحن الأطفال، عندما يحكي لنا الكبار أننا قد لا نحصل على فرصة لكي نكبر؟”

وقال التحقيق إن هذه المدارس اتُهمت بتعليم الطلاب أن هناك “شياطين” وأن الأفكار غير النقية تؤدي إلى الجحيم.

وعادة ما يستخدم مفهوم “الاضطهاد النفسي” في علم النفس للإشارة إلى الصدمات التي يمر بها الطفل عندما يتعرض إلى الترهيب الذي يزيد من إحساسه بالذنب.

وقالت شابة أنهت الصف التاسع في Kristna Skolan في ستوكهولم منذ حوالي 15 عاماً “كنت أؤمن بالشياطين، وكنت أخاف منهم، فكنت أنام دائماً والمصباح مضاء في الليل”.

وكانت التحقيقات الصحفية عن المدارس الدينية أثارت جدلاً كبيراً في السنوات الأخيرة. وفي العام الماضي وحده، أغلقت مفتشية المدارس 12 مدرسة دينية، جميعها مدارس إسلامية، لأسباب مالية أو لأن جهاز الأمن (سابو) قال إن طلاب هذه المدارس معرضون لخطر التطرف.

وينص القانون السويدي على أن التعليم في المدارس يجب أن يرتكز على أساس علمي لا ديني. ويمكن أن تكون الأنشطة الدينية متوفرة في المدرسة، لكن يجب أن تكون طوعية وألا تحدث أثناء وقت الدراسة.

وأظهرت الاستطلاعات أنه لم يتم حتى الآن غلق أي مدرسة دينية بسبب أوجه القصور المتعلقة بالاضطهاد النفسي، الأمر الذي يعتبره مجلس المدارس المسيحية (Kristna friskolerådet) دليلاً على أن المدارس تقوم بعمل جيد.

غير أن كثيراً من الطلاب السابقين الذين تحدثوا للتلفزيون السويدي قالوا إن مدارسهم كانت تلقنهم ما يجب أن يقولوه لمفتشية المدارس (Skolinspektionen). وقال ستيفان الطالب السابق في Kristna Skolan “لم يكن مسموحاً لنا أن نذكر أن الصلاة الصباحية إجبارية، وليس مسموحاً أن نقول أننا نضع أيدينا على الناس لنشفيهم من الأمراض. وقيل لنا أن هذا ليس كذباً ولا يعتبر خطيئة”.

وذكر ستيفان أنه في أحد الواجبات الدراسية، كتب عن تجربة والدته مع “الإجهاض”، وكيف أن الأطباء قالوا لها إن الإجهاض في حالتها ضروري لبقائها على قيد الحياة، لكن عندما قرأ المعلم ما كتبه ستيفان، قال المعلم إن الأم “كان يجب أن تموت”، معترضاً على إجهاضها.

غادر ستيفان هذه المدرسة قبل 14 عاماً وعن ذلك يقول “أكثر شيء حصلت عليه من تلك المدرسة هو الشعور بالنقص، الشعور بالذنب. الشعور بأنني أرتكب ذنباً، وأنني في حد ذاتي ذنب”.

وتعليقاً على الشهادات، قالت وزيرة المدارس لينا أكسيلسون “ينبغي ألا يحدث هذا في المدارس السويدية. هذا النوع من الحوادث يثير غضبي”.

وعن الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة، قالت الوزيرة “يجب أن نستمع إلى الشهادات وأن نأخذها على محمل الجد، ويجب أن نكون واضحين وشفافين بخصوص إجراء عمليات تفتيش دورية في جميع المدارس التي تحوي نشاطات دينية”.

وكانت الحكومة اقترحت حظر المدارس الدينية المستقلة في السويد.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.