الكومبس – أخبار السويد: بدأت قناة SVT المحلية في يافليبوري، وقسم الشؤون الدولية في التلفزيون السويدي SVT، في نشر سلسلة من المواد الإعلامية بهدف تقديم صورة أعمق وأكثر تنوعاً عن التغير في سوريا بعد سقوط النظام السابق، بالتعاون مع مؤسسة الكومبس الإعلامية. وكتبت رئيسة تحرير الأخبار في SVT يافليبوري، يوانّا فوغستروم، مقالاً أوضحت فيه سبب اهتمام القناة بالسفر إلى سوريا ونشر تقارير خاصة عنها.

وننشر هنا المقال كاملاً بعد ترجمته:

قد يتساءل البعض: لماذا تسافر هيئة تحرير محلية من قناة SVT في محافظة Gävleborg إلى سوريا؟ ما علاقة هذا بي أو بسكان المحافظة؟ الإجابة ببساطة: العلاقة كبيرة جدًا!

في السويد يعيش اليوم 196,152 شخصًا من مواليد سوريا، بينهم 5,764 شخصًا في Gävleborg وحدها. كثيرون منهم وصلوا إلى هنا عام 2015 أثناء ما عُرف بـ”موجة اللجوء” واليوم هم جزء لا يتجزأ من المجتمع السويدي، يعيشون، يعملون، يؤسسون عائلات، ويشاركون الحياة اليومية مثل أي مواطن آخر.

خلال السنوات الأخيرة، بدأت تظهر ملامح “عودة طوعية” متزايدة بين السوريين، خاصة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي. المشهد لم يكن غريبًا في شوارع السويد، وبالأخص في Gävleborg، حيث امتلأت الشوارع بالاحتفالات والأمل.

لكن في خضم هذا التحول، بدأ كثيرون يطرحون أسئلة وجودية: ماذا يعني هذا لي كسويدي من أصول سورية؟ هل ينبغي أن أعود؟

في هيئة التحرير بمدينة Hudiksvall تعمل الصحفية الشابة مادلين العبدالله، وهي من أصول سورية. في مارس، قررت السفر إلى سوريا في محاولة للبحث عن إجابة شخصية ومهنية لهذا السؤال الكبير: هل أعود إلى وطني؟

بجرأة وشفافية، دعت مادلين الجمهور لمرافقتها في هذه الرحلة من خلال فيلم وثائقي قصير نُشر مؤخرًا. في الفيلم، نلتقي بعائلتها التي بقيت في سوريا، وصديقتها المقربة حنين، التي لم ترها منذ سبع سنوات. المفارقة أن يوم وصولها إلى دمشق شهد اندلاع اشتباكات جديدة في محافظة اللاذقية، مما رفع منسوب التوتر وترك أثرًا كبيرًا على لقاءاتها هناك.

في تقاريرنا القادمة من الرحلة، نسلط الضوء على الفوارق بين حياة طالبة ثانوية في Staffangymnasiet بـ Söderhamn، وبين ابنة خالتها في مدينة حمص التي تحاول أن تواصل تعليمها وسط ظروف صعبة.

كما نلتقي بمؤثر أو “إنفلونسر” عاد إلى سوريا بعد سقوط النظام، ونتعرف على متابعيه من مدينة Sandviken. وفي قصة أخرى، نتابع رحلة عائلة من Söderhamn في البحث عن قريب مفقود منذ سنوات طويلة.

الرسالة واضحة: ما يحدث في سوريا لا ينفصل عن واقع الناس هنا. في Sandviken، في Söderhamn، في Hudiksvall — الناس هناك تربطهم علاقات إنسانية وعائلية قوية مع من هم في سوريا.

العالمي مرتبط بالمحلي، والمكان البعيد يترك أثره في تفاصيل الحياة اليومية هنا. لهذا السبب تحديدًا، قرر فريق تحرير محلي من Gävleborg السفر آلاف الكيلومترات.

لكن الرحلة لم تكن فردية. تمت بالتعاون مع قسم الأخبار الدولية في SVT، وبشراكة متميزة مع مؤسسة “الكومبس”، وهي منصة إعلامية ناطقة بالعربية تنقل أخبار السويد إلى الجمهور العربي.

رافقت الفريق المصورة المحترفة Linda Hörnqvist، وستُنشر تقارير الرحلة مترجمة إلى اللغة العربية عبر “الكومبس”، ليصل صداها إلى جمهور أوسع من أبناء الجالية السورية في السويد.

بالنسبة لنا في أخبار Gävleborg المحلية، هذا المشروع يمثل تجربة استثنائية وشراكة غير مسبوقة. نأمل أن تصل رسالتنا لكل من يحمل في داخله انتماء مزدوجًا، وأن تساهم تغطياتنا في فتح أفق جديد لفهم ما يجري في سوريا، وتأثيره العميق على من جعلوا السويد وطنهم الثاني.

Joanna Wågström