مشروع ضخم رفضه SD وقبلته الأحزاب الأخرى
الكومبس – خاص: على امتداد أرض مساحتها عشرة آلاف متر مربع يجري إنشاء أكبر مشروع إسلامي في السويد يتم تمويله من المسلمين السويديين، وهو وقف ومسجد هيلسنبوري.
ويتضمن الوقف الجاري إنشاؤه مبنيين أحدهما مسجد كبير، والآخر مبنى تجاري يحوي محلات ومكاتب.
الكومبس زارت الوقف وقابلت هناك مدير الوقف محمود كعوش ومدير المشروع وعضو الهيئة الإدارية وليد الهمص حول مشروع بناء الوقف في المدينة.
وعن أسباب إنشاء الوقف، قال كعوش إن المسلمين يحتاجون لامتلاك مؤسسات بشكل قانوني وشرعي وديمقراطي وألا تقتصر أماكنهم على أقبية المباني كما كانت من قبل. وأضاف “مع تزايد أعداد المسلمين في مدينة هيلسنبوري وانتهاء الترخيص للمركز القديم الذي لم يعد يتسع بسبب زيادة هذه الأعداد وتعدد النشاطات، عمدنا إلى هذه الخطوة المهمة”.

ولفت كعوش إلى أن امتلاك المسلمين مؤسساتهم القانونية والمعلنة “يلعب دوراً في مواجهة مشروع التطرف السياسي بسبب ما نشاهده من اتجاه واضح في المجتمع الأوروبي لتأييد سياسات اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين والمسلمين. وهذه المؤسسات تسهم بشكل إيجابي وفعال في عملية اندماج الجاليات المسلمة داخل المجتمع السويدي وليس العكس كم يُشاع من قبل اليمين المتطرف”.
وأضاف “نحن مسلمون معتدلون ونتبع الوسطية والانفتاح واحترام جميع الثقافات. لا يوجد في المدينة تعصب أو تطرف وهذا الوقف هو امتداد لجمعية أهل السنة التي تأسست في هيلسنبوري العام 1993”.

فيما قال مدير المشروع وليد الهمص “كان من الواجب علينا أن نجد مكاناً بديلاً للمكان القديم بعد انتهاء ترخيصه لذلك وجدنا هذه الأرض بمساحة 10 آلاف متر مربع لتكون المكان البديل القادر على استيعاب أعداد المسلمين في هذه المدينة من مختلف الجاليات”. وأضاف أن “المشروع متميز جداً حيث أنه أول مشروع إسلامي بهذا الحجم يتم تمويله داخلياً. كما أنه يحقق الاكتفاء الذاتي حيث أنه يحتوي على قسمين، المبنى الأول “الوقف التجاري” وهو عبارة عن طابقين كل طابق مساحته 800 متر مربع، والمبنى الآخر سيكون مسجداً ومساحته 1920 متراً مربعاً، إضافة إلى بعض المرافق”.
وانتهى العمل ببناء الوقف التجاري ويجري استخدامه حالياً كمسجد لإقامة الصلوات وباقي النشاطات إلى حين الانتهاء من المبنى الثاني الذي سيصبح المسجد الرئيسي، فيما يتحول المبنى الأول إلى مكاتب ومحلات تجارية للإيجار. وبحسب إدارة الوقف فإن إيجار المحلات والمكاتب سيموّل المسجد وباقي النشاطات التي يحتاجها المسلمون في هيلسنبوري.
التمويل من داخل السويد
وعن التكلفة والتمويل، أكدت إدارة الوقف أن المشروع “ممول بشكل كامل من المسلمين في السويد ولا يوجد أي تمويل خارجي”. وقال كعوش “في البداية تم جمع 7 ملايين كرون لشراء الأرض وبعد أن حصلنا على التصريح بدأنا جمع مبلغ أكبر وصل إلى 38 مليون كرون من أجل استثمارها في بناء المشروع، والمبلغ مرشح للزيادة ليصبح حوالي 60 مليون كرون مع وجود فريق عمل كامل متطوع عددهم حوالي 100 شخص وكوادر إدارية تقود هذا الفريق وكلهم متطوعون”.
وأضاف “هناك خطط للوصول إلى أكبر عدد من المدن في السويد لجمع المبلغ المتبقي وهذا الجهد تطلب منا أكثر من 10 آلاف ساعة عمل لكي نصل الى ما وصلنا إليه الان، ونحن مستمرون في العمل إن شاء الله إلى حين استكمال القسم المتبقي من هذا المشروع الحضاري الذي سيكون له آثار إيجابية كبيرة على المدينة”.
رفض SD
وعن التحديات التي واجهت المشروع، قال الهمص إن التحدي الأصعب “كان اتخاذ القرار وإقناع الناس بفكرة هذا المشروع الضخم، إضافة إلى عامل الوقت حيث بدأنا التفكير بالمشروع وحصلنا على الموافقة لشراء الأرض قبل جائحة كورونا، لذلك لم نستطع البدء بالتنفيذ في فترة كورونا. وجاءت بعدها مباشرة الحرب في أوكرانيا وموجة التضخم وارتفاع الأسعار، ما أدى الى ارتفاع كلفة المشروع. كل ذلك إضافة الى الموافقة القانونية حيث حصلنا على موافقة جميع الأحزاب السياسية في المدينة عدا حزب SD الذي اعترض على المشروع، ورفع الملف الى القضاء السويدي الذي أصدر القرار بالموافقة على شراء الأرض والانطلاق بالمشروع. والآن وبحمد الله، تم تجاوز كل هذه العقبات”.
ولا تقتصر الأنشطة التي سيقدمها الوقف على إقامة الصلاة، حيث سيقدم، بحسب مدير الوقف، نشاطات تعليمية وثقافية وترفيهية لأهل المدينة إضافة إلى مدرسة لتعليم الأطفال اللغة العربية والتاريخ العربي والثقافة العربية والمجتمع السويدي من خلال دورات اندماج للقادمين الجدد لتسهيل عملية اندماجهم في المجتمع، إضافة إلى نشاطات خاصة بالنساء، وأخرى للشباب والفتيان وحفلات الأعياد والخدمات الاجتماعية للجاليات المسلمة في المدينة.
لا مئذنة
وعن علاقة الوقف بالجهات الحكومية والأحزاب في المدينة، قال وليد الهمص “علاقتنا مع الجهات الحكومية أكثر من رائعة ووجهنا دعوة لجميع الأحزاب السياسية في هيلسنبوري بما فيها حزب SD لزيارتنا خلال الأسبوعين المقبلين بهدف الدعوة الى الحوار وتبادل المعلومات بكل شفافية”.
وأضاف كعوش “وجدنا قبولاً كبيراً من الناس في هيلسنبوري حتى من غير المسلمين لأننا نحترم القانون ونبتعد عن الاستفزاز. نحن لا نريد استفزاز أحد نحن جزء من هذا المجتمع ونحترم القوانين والأنظمة لذلك تم التعاون معنا من قبل كل الجهات السياسية والشعبية في المدينة. ومن المتوقع أن ننتهي من بناء كل المشروع في خريف 2025”.