الكومبس – أوروبية: فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الانتخابات العامة الألمانية اليوم الأحد، ومن أصل 83 مليون نسمة يحق لأكثر من 59 مليون شخص التصويت لانتخاب 630 عضواً في مجلس النواب الألماني الاتحادي “البوندستاغ”، وذلك في انتخابات وصفت بأنها مصيرية.

ومن المتوقع أن يتم نشر استطلاع الناخبين الأول عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، عندما تغلق صناديق الاقتراع، بحسب ما ذكره موقع DW.

وفي إجابة على سؤال يدور في أروقة السياسة الأوروبية، حول إن كانت دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية تستطيع أن تثق في أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس ترامب سوف تهرع لإنقاذها في حال تعرضها لهجوم روسي؟ اعترف فريدريك ميرز، الديمقراطي المسيحي الذي يبدو أنه سيصبح المستشار المقبل لألمانيا، بأنه لن يراهن بمدخراته على هذا الأمر، وذلك على شاشة التلفزيون الألماني يوم الجمعة.

وكتبت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ “شعرت الحكومات في عواصم الاتحاد الأوروبي، وكذلك في كييف، بالفزع عندما أدركت أن الولايات المتحدة لم تعد ضامنة للأمن”.

استثمارات دفاعية

وتتطلع أوروبا الآن بعين التفاؤل إلى ألمانيا، باعتبارها الدولة الأكثر سكاناً والأكبر اقتصاداً في الاتحاد الأوروبي، فسيكون من المعقول أن تتحمل جزءاً كبيراً من عملية إعادة التسليح الدراماتيكية التي يعتقد العديد من المحللين أنها مطلوبة.

وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة يوتوبوري آن كريستين كولن لوكالة الأنباء السويدية TT، إن هناك مسؤولية كبيرة تقع الآن على عاتق الأحزاب الألمانية لتشكيل حكومة مستدامة، موضحة “لدى ألمانيا المقومات للاضطلاع بدور قيادي جديد في نظام السياسة الأمنية الجديد. لكن ذلك يتطلب أن تكون لدينا ظروف سياسية مستقرة بعد الانتخابات”.

وليتسنى إنشاء رادع موثوق به ضد روسيا، هناك حاجة إلى استثمارات دفاعية سنوية تبلغ نحو 250 مليار يورو، بالإضافة إلى الميزانية الحالية، وفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث IFW في بروكسل. ويعتبر المبلغ أعلى بكثير من التقييم الرسمي الذي أصدرته مفوضية الاتحاد الأوروبي.

لا لقروض الاتحاد الأوروبي

لكن من غير الواضح من أين ستأتي هذه الأموال، وقال فريدريك ميرز، مثل الحكومة الحالية في ألمانيا (والسويد)، باستمرار “لا” للقروض المشتركة من الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على رأس مال سريع.

إن نظام كبح الديون الألماني القانوني، والذي ظل قضية مثيرة للجدل لفترة طويلة، ربما يكون مفتاح الحل. لكن الأهم من ذلك كله هو الحديث عن مزيد من التنسيق بين الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بإنتاج وشراء أنظمة الأسلحة.

كما أبدى ميرز استعداده لإرسال نظام تاوروس الصاروخي إلى أوكرانيا.

“الأمر يتعلق بشيء أكبر”

وأكدت آن كريستين كولن “رغم ذلك الأمر الآن لا يتعلق فقط بنظام تاوروس، بل بشيء أكبر من ذلك بكثير. إن ما هو على المحك الآن هو مستقبل أوروبا”.

رغم خطورة الوضع الأمني، هناك نوع من اليقظة، كما تعتقد، مضيفة “كانوا يعلمون منذ أشهر أن شيئاً كهذا قادم، ولكن على الرغم من ذلك، لا يبدو أنهم استعدوا له. انطباعي هو أن برلين في حالة صدمة”.