الكومبس – أخبار السويد: أظهر مسح جديد أن 38 بالمائة من الأخصائيين الاجتماعيين (socialsekreterare) في السويد تعرضوا للتهديد والعنف خلال السنتين الأخيرتين، وأعربت نقابة الأكاديميين ووزيرة الشؤون الاجتماعية عن قلقها حول تصاعد الأحداث.
وجاء في المسح الذي أجرته شركة Novus أن ما يقرب من أربعة من كل عشرة من الأخصائيين الاجتماعيين الذين شملهم الاستطلاع، أي 38 في المائة، قالوا إنهم تعرضوا للتهديدات أو العنف خلال فترة العامين الماضيين.
وتعرضت مؤخراً أخصائية اجتماعية في منطقة Mellerud لمحاولة قتل. فيما اضطر مكتب الخدمات الاجتماعية في بلدية بوتشيركا في ستوكهولم إلى الإغلاق المؤقت بعد تهديدات خطيرة. وما الأحداث سوى قمة جبل الجليد، كما نقلت وكالة الأنباء السويدية TT.
ضرب وشد شعر وبصق
وتحدثت وكالة الأنباء السويدية TT مع أميرة (اسم مستعار) وهي أخصائية اجتماعية وعملت في إحدى مناطق ستوكهولم، لكنها تعرضت لعنف وتهديد عندما اتخذت قرار سحب طفل من ذويه.
وقالت “أصبحت الأم عدوانية للغاية. واتصلت وأرسلت 80 رسالة يومياً. كان الأمر مخيفاً”.
ورغم التهديدات واصلت “أميرة” العمل في القضية. وخلال لقاء بين الخدمات الاجتماعية والأم والطفل، تصاعد الوضع. وقالت “أميرة”: “تهجمت المرأة علي جسدياً. ضربتني وشدت شعري وبصقت علي”.
وتم إبلاغ الشرطة بالحادث وأدينت الأم لاحقاً في المحكمة الابتدائية. وخلال هذه العملية، حصلت “أميرة” على دعم مديرتها، لكنها شعرت بخيبة أمل من الطريقة التي تصرفت بها النقابة، قائلة “تمكنت من التحدث مع مديرتي. وكانت البلدية أيضاً داعمة، لكن من ناحية أخرى، لا أعتقد أن النقابة كانت مساعدة”.
وتحدثت “أميرة” أنها شعرت بالسوء خلال فترة طويلة بعد الأحداث وأنها فكرت في تغيير عملها، قائلة “إن تكليفي بمهمة جديدة أنقذني. لو كنت موظفة ثابتة، ربما لم أكن لأقوى على الاستمرار”.
“جاذبية المهنة مهددة بالتراجع”
من جهتها أعربت رئيسة نقابة الأكاديميين SSR هيكيه إيركيرش عن تفهمها بشعور الأخصائية الاجتماعية بعدم الحصول على مساعدة النقابة، قائلة “إذا دعتنا الحكومة إلى اجتماعات مع المؤسسات المسؤولة وأصحاب العمل، فسنكون قادرين على التعبير عن آرائنا وجلب المزيد من الأدوات معنا”.
وأشارت إيركيرش إلى أن الوضع مقلق، وأيضاً في ضوء ما يعرف بحملة LVU الموصوفة بالتضليلية والتي تقول إن السلطات السويدية تختطف أطفالاً مسلمين، مؤكدة “حصلت تهديدات وأعمال عنف في الماضي، لكن المشكلة أنها في تزايد”.
ومن أجل تحسين الوضع، ترغب نقابة الأكاديميين SSR إنشاء لجنة للأمان، حيث تمكن النقابات وأصحاب العمل والدولة من تنفيذ التدابير الصحيحة بسرعة.
وأضافت إيركيرش “من المهم أن ننفتح على هذه القضايا. إن جاذبية المهنة مهددة بالتراجع، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة”.
الوزيرة: تهديد ضد الديمقراطية
أما وزيرة الشؤون الاجتماعية كاميلا فالترسون غرونفال من حزب المحافظين، أشارت أن تعرض الأخصائيين الاجتماعيين للتهديد أو العنف هو أمر يضرب الديمقراطية، قائلة لوكالة الأنباء TT “إنه أمر مقلق للغاية، ويمهد لمحادثات مع النقابات حول الوضع”.
وأكدت الوزيرة أنه “لا ينبغي لأحد أن يتعرض للخطر في مكان عمله. إن الأمر يشكل تهديداً ضد الديمقراطية السويدية أيضاً. لأنه من المقلق للغاية إذا لم يتم اتخاذ القرارات اللازمة لحماية الأطفال والصغار”.
وحول التعاون مع النقابة، أجابت غرونفال “لدي حوار مستمر مع نقابة الأكاديميين ونقابة Vision والجهات الفاعلة الأخرى المرتبطة بالخدمات الاجتماعية. وبالنسبة للاجتماع القادم الذي سنعقده والمرتبط بالمعلومات المضللة والتهديدات، دعوت هذه المنظمات للجلوس على الطاولة”.