الكومبس ـ خاص: سلوك المراهقين قد يودي بهم أحياناً للرعاية القسرية، وهذا ما حدث مع آلان (اسم مستعار) الذي بلغ الـ18 عاماً قبل ما يقارب الأسبوعين حيث تم وضعه في إحدى مراكز احتجاز الشباب واليافعين (SIS) تنفيذاً لقرار المحكمة وفق قانون LVU للرعاية القسرية.
آلان شاب مصاب بالرهاب الاجتماعي ولديه عسر في القراءة والكتابة وقدم إلى السويد مع عائلته قبل ما يقارب الخمس سنوات.
ينتقد والد آلان بشدة وضع ابنه في مركز (SIS) غير المناسبة لوضعه الصحي على حد قوله.
يقول الأب “أزوره يومياً وأبقى معه أكثر من الثلاث ساعات ليأكل وينام قليلاً بسبب خوفه من الشباب المحتجزين في المركز والذين يقومون بتصرفات غير مسؤولة تجاهه حيث يقومون بإخافته ويتنمرون عليه وينظرون لابني وكأنه كائن غريب. وبسبب حالته الصحية فهو انطوائي ولا يرغب بالجلوس أو حتى الأكل في صالة الطعام مما يضطرني لأخذ الطعام له كل يوم”.
ويضيف “يتعرض ابني أيضاً لصراخ الموظفين. وفي زيارتي الأولى لآلان أعطاني رسوماته التي تصف الأشخاص من حوله”.
يتابع الوالد “الشباب المحتجزون في المركز معظهم لديه خلفيات إجرامية لذلك لا يعتبر المكان مناسباً لحالة ابني الصحية ولا مشكلة لدينا في وضعه في مكان يتناسب مع وضعه الصحي مثل الـBup (خدمات الرعاية النفسية) أو حتى إعادته للمنزل لمساعدته”.
تم التعامل مع آلان من قبل خدمات الرعاية الاجتماعية في حالات سابقة خلال عام 2023 بسبب القلق حيال كيفية تعامل والديه معه واللذين كانا بحاجة إلى الدعم للتعامل معه وتم منحهم دعماً على شكل تواصل مع مستشار استمر حتى نهاية يونيو 2024.
قصة احتجاز آلان في ال SIS
يقول والد آلان “صحيح أن ابني شاب لكن تفكيره وتصرفاته هي لعمر طفل في السابعة من عمره وبعد خروجه من مؤسسة رعاية الشباب عاد إلى المنزل. وفي شهر يونيو العام 2024 عاد للمكان الذي تم احتجازه فيه مسبقاً في بورلينغه لاسترجاع حصالته التي كانت تحوي عشرين ألف كرون حيث كنا نقوم أنا ووالدته بوضع النقود فيها، لكنه بعد ذلك اختفى لساعات ولم يعد للبيت”.
تواصل بعدها الوالد مع الشرطة ليعلم أن ابنه محتجز لديها وأنه اقتحم مركزاً للإيواء وهدد ثلاثة أشخاص باستخدام سلاح يشبه المسدس.
وبحسب رواية الوالد فإن ابنه ذهب لمركز الإيواء في بورلينغه و”طلب أن يدخل المركز لكن الشخص الذي قابله لم يكن على معرفة مسبقة به فنادى آلان اسم أحد العاملين الذين يعرفونه لكنه لم يكن موجوداً وبسبب وضع آلان الصحي لم يستطيع الموظف فهم ما يريده. فطلب منه الخروج وعلت الأصوات بينهما وكان بحوزة آلان مسدس ألعاب مخفي تحت قميصه فاعتقد الموظف بأنه مسدس حقيقي وصرخ لموظفيّن آخرين وقاموا بطلب الشرطة، لكن آلان استطاع أن يهرب منهم وتاه في الغابة الموجودة بنفس المنطقة لمدة ست ساعات ثم سلَم نفسه لحراس الأمن (فاكت) في مركز تسوق المدينة وقال لهم أريدكم أن تتصلوا بالشرطة لإيضاح سوء الفهم في مركز الإيواء”.
قبضت الشرطة على آلان ووضعته على ذمة التحقيق مدة 18 يوماً ثم تم احتجازه في أحد مراكز SIS.
المحكمة الإدارية في كارلستاد
أيدت المحكمة الإدارية في كارلستاد قرار نائب رئيس اللجنة الاجتماعية في بلدية أوربرو في 26 أغسطس 2024، والذي ينص على وضع آلان تحت الرعاية القسرية بموجب قانون LVU. وتم تنفيذ القرار في 27 أغسطس.
وجاء في قرار المحكمة “تم الأخذ بالاعتبار ملف آلان السابق لدى دائرة الخدمات الاجتماعية إضافة لورود بلاغ من الشرطة في 10 أغسطس 2024 يفيد بأن آلان مشتبه به في ثلاث حالات من التهديد الجسيم إضافة إلى جريمة أسلحة خطيرة. وفي محاولة منه للوصول إلى شخص معين، اقتحم مركزاً للإيواء وهدد ثلاثة أشخاص باستخدام سلاح يشبه المسدس. وبعد القبض عليه، تلقت الشرطة في 20 أغسطس 2024 بلاغاً عن مخاوف من أن آلان أيضاً مشتبه به في التحضير لجريمة قتل”.
وبحسب المحكمة فإن الوالدين اعترضا على القرار وبيّنا وجهة نظرهما وهي أن آلان لا يمارس نشاطاً إجرامياً ولا يمتلك سلوكاً اجتماعياً مخرّباً. وهو مصاب بالتوحد ويعاني من رهاب اجتماعي. ولا يتناول أدويته، مما أثر سلباً على حالته الصحية.
وقال الوالد “استناداً إلى تشخيص آلان وحالته النفسية، فهو بحاجة إلى التواصل مع الطب النفسي لتقييم حالته النفسية وما يجب أن يحصل عليه من علاج. إن تشخيص آلان وحالته النفسية هي السبب وراء سلوكه وتصرفاته. بالنظر إلى صورة مرضه واحتياجاته، فإن مكانه الحالي في مركز SiS غير مناسب له”.
رد SIS
تواصلت الكومبس مع مركز SIS ونقلت اعتراض والد آلان على بيئة المكان غير المناسبة لوضعه فرد السكرتير الصحفي ستيفان هيل فرودينغ (Stefan Hell Fröding) برد مكتوب قال فيه “يخضع عمل SiS (مصلحة المؤسسات الحكومية) لسرية الخدمات الاجتماعية، لذلك لا يمكنني التعليق على الحالات الفردية. و سأرسل القضية كشكوى. إضافة إلى ذلك، ويمكن للمرء تقديم شكوى بشأن الرعاية والعلاج من خلال الرابط الخاص بالشكاوى في SiS“.
ريم لحدو